IMLebanon

الراعي: السلطة في لبنان أصبحت تسلّطًا ومصالح خاصة

أشار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، إلى أن “زمن الصليب يضعنا امام فكرتين اساسيتين: الاولى اننا نكرم صليب يسوع علما انه كان وسيلة للتعذيب والقتل ولكن عندما مات عليه الرب يسوع اصبح الصليب علامة الخلاص وينبوع الغفران والمصالحة واذا كنا نكرم صليب المسيح فنحن ملتزمون بمصالحة الله وبالتوبة وطلب الغفران عن خطايانا والمغفرة لبعضنا البعض حتى نكون مسيحيين حقيقيين”.

وأضاف الراعي في عظة قداس الأحد الذي ترأسه في كنيسة سيدة لبنان في ملبورن – أوستراليا: “الوجه الآخر من الصليب يذكرنا أنه بقيامة الرب يسوع من الموت انتصر على الشر والخطيئة، أعطانا ارادة الانتصار على الموت والشر في هذا العالم. القديس اغوسطينوس يختصر حياتنا بالقول ان الكنيسة بجميع أبنائها تسير في هذا العالم بين اضطهادات العالم وتعزيات الله اي بين الصعوبات من كل الانواع وفي الوقت نفسه مع العزاء الالهي. هذه علامات الصليب، وإنجيل اليوم يقدم لنا النهج الجديد لمفهوم السلطة في البيت والكنيسة والمجتمع والدولة ويقول من أراد ان يكون الأول، أي يتحمل المسؤولية، عليه أن يكون خادما للجماعة فالمسؤولية هي خدمة اي بذل وعطاء وتضحية بالذات والوقت والراحة وإلا فهي لم تعد سلطة. وأعطانا المثل بأنه هو ابن الانسان لم يأت حتى يخدمه الناس بل العكس لقد اتيت لكي أخدم الناس، هذا هو مفهوم السلطة الذي أعطاه الرب يسوع. وكما الأهل مع ما يمثلانه من سلطة في البيت وتضحية وبذل وعطاء هكذا يجب ان تكون السلطة في الكنيسة مع كاهن الرعية ومطران الأبرشية والبطريرك والبابا، ما من سلطة في الكنيسة للتمجيد الذاتي”.

وقال: “كذلك بالنسبة للدولة السلطة فيها يجب أن تكون خدمة وعطاء. مشكلة المجتمعات المدنية أن غالبية المسؤولين السياسيين فقدوا معنى السلطة فأصبحت تسلطا ومصالح خاصة وإهمال للشعب. نحن نعيش هذا الأمر في لبنان واطلب منكم ان تصلوا معنا على نية كل واحد يحمل السلطة في لبنان لكي يعود إلى ذاته وضميره ويتذكر قول الرب يسوع أنه ما من سلطة إن لم تكن بذلا وخدمة وعطاء”.