IMLebanon

قطر تتحرك مفوّضَة من “الخماسية”… وآلية الحوار ليست واضحة!

كتبت غادة حلاوي في “نداء الوطن”:

على أمل العودة قريباً، اتفق الموفد الرئاسي الفرنسي جان- إيف لودريان ورئيس مجلس النواب نبيه بري على فكرة الحوار أو التشاور، لكن الآلية والتفاصيل غير واضحة بعد. يفضّل رئيس المجلس التمهل في انتظار ما سيصدر عن اللجنة الخماسية ليبني عليه، لكن الكلام المبدئي يقضي بأن يعقد لودريان فور عودته أواخر الشهر الجاري اجتماعات ثنائية في قصر الصنوبر تليها مباشرة دعوة من بري الى حوار وافق عليه رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل وإن بشروط، وعدد من النواب باستثناء الكتائب و»القوات اللبنانية» وقوى المعارضة. سواء بري أو لودريان، عقدا العزم على عقد حوار يمهّد له لودريان ويكمل مسيرته بري على مدى سبعة أيام تتم بعدها الدعوة إلى جلسات نيابية متتالية لإنتخاب الرئيس.

ما فهم من جولة لودريان المحلية خروجه نهائياً من ترشيح سليمان فرنجية وجهاد أزعور. قالها بصريح العبارة للثنائي الشيعي الذي لم يعلّق على ما تناهى الى مسامعه، فلم تعر عين التينة اهتماماً لما سمعت بينما كان «حزب الله» صريحاً بالتأكيد على التمسك بمرشحه. وتطويقاً للأجواء التي سادت عقب تعميم موقف لودريان والتحليلات حول لقاء رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد بقائد الجيش جوزاف عون حرص «حزب الله» على وضع الأمور في نصابها فقصد رعد بنشعي للتأكيد على الإستمرار في تأييد فرنجية، ومتى حان وقت التسوية لن يكون الرئيس المقبل من دون أن يكون له الكلمة الفصل في وصوله.

عودة الموفد الفرنسي لن تحمل صيغة حوار واضحة ولن تضيف أكثر الى الزيارة الماضية التي انتهت بلا نتيجة عملياً وأفضت إلى اتفاق فرنسي مع رئيس المجلس على السعي الى بلورة صيغة للحوار يتوافق اللبنانيون عليها على أساس أنّ الحوار متى تحوّل إلى واقع لن يجرؤ أي طرف على رفض الدعوة إليه.

وحتى ذلك الوقت يكون بيان اللجنة الخماسية الجديد الذي سيصدر على هامش اجتماعات نيويورك قد توضحت معالمه، فيصبح بالامكان الركون إليه في الخطوات المقبلة رئاسياً. مصادر ديبلوماسية متابعة قالت إنّ البيان المرتقب صدوره سيعيد تأكيد البيان السابق الذي صدر عقب اجتماع اللجنة في الدوحة، والذي دعا النواب إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتنفيذ إصلاحات اقتصادية يوصي بها صندوق النقد الدولي، وإذ استبعدت أن يعود لودريان حاملاً أي صيغة مبتكرة للحوار أبعد من اجتماعات ثنائية سيعقدها في قصر الصنوبر، غمزت من قناة الدور القطري المرتقب في المرحلة المقبلة وعودة قطر للعب دور مدعوم من اللجنة الخماسية.

العين على بيان «الخماسية» وما سيحمله الموفد القطري الذي سبق وباشر العمل على انضاج حظوظ قائد الجيش، وتقول المعلومات إنّ مساره سيتواصل في الإتجاه عينه، وسيكون أكثر تشدداً هذه المرة، خاصة أنّ جهوده ستكون مدعومة علناً من اللجنة الخماسية.

وتؤكد المصادر الديبلوماسية السالفة الذكر أنّ إعلان لودريان انتفاء حظوظ فرنجية وأزعور يعزز حظوظ قائد الجيش الذي تعمل لأجله قطر. فإذا كان الموفد الفرنسي قال بصريح العبارة إنّ ترشيحَي فرنجية وأزعور باتا خارج المعادلة، وما دام المرشح الثالث هو قائد الجيش فحكماً سيكون اسمه قيد التداول، لكن للثنائي وجهة نظر تقول إنّ كل من أيّد فرنجية لم يتحدث عن خيار ثالث، وإنّ «حزب الله» لا يزال على موقفه من فرنجية، كما رئيس المجلس النيابي رغم علمهما بتعثّر حظوظه وظروف ترشيحه المعقدة، لكن الرهان لا يزال في الجزء المتعلق بالداخل على الحوار مع «التيار الوطني الحر» الذي باشر، وعلى هامش بحثه معه في اللامركزية الادارية والصندوق الإئتماني، البحث في الموضوع الرئاسي بشكله الموسع.

معضلة الحوار طويلة وشاقة. فإن اتفق عليه سيحصل خلاف على أولوية البحث أو على اسم المرشح ومواصفاته بسبب غياب القواسم المشتركة حول عناوين الملف الرئاسي بين النواب، في وقت آثرت المملكة السعودية النأي بنفسها عن الملف الرئاسي في لبنان فجمعت النواب السنة تحت خيمتها في حضور مفتي الجمهورية لتكون هذه الخطوة بمثابة رسالة حول دورها وموقعها في عملية اختيار الرئيس والتفاهم عليه.