IMLebanon

إرتياح في “عين الحلوة” لنشر القوة المشتركة

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

الهدوء الحذر ما زال يسود مخيم عين الحلوة، رغم الارتياح الشعبي لانتشار القوة الأمنية المشتركة في نقطتين في الشارع الفوقاني، هما: حي الطيرة- الرأس الأحمر، وعند مفرق بستان القدس- سنترال البراق، فيما تتّجه الأنظار إلى الخطوة التالية التي تقرّرها «هيئة العمل المشترك»، ويتوقع أن تكون إخلاء مدارس «الأونروا»، وهو ما يعتبر الاختبار الفعلي الأول.

وعلمت «نداء الوطن» أن هيئة العمل المشترك الفلسطيني في منطقة صيدا، عقدت اجتماعاً ليل أمس في منزل أمين سرّ حركة «فتح» اللواء ماهر شبايطة، لاستكمال البحث في هذه الخطوة واتخاذ القرار المناسب بشأنها بعدما بحثتها في الاجتماع السابق، وقرّرت التريث لبضعة أيام وتخلله اتصال مع تجمع الشباب المسلم الذي أعطى الموافقة المبدئية على الانسحاب بالتزامن، وهو ما يمهّد الطريق للمضي قدماً.

هذه الخطوات المتوالية تأتي في سياق مسار المعالجة السياسية المتدحرجة التي اتفقت عليها القوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية وبدعم لبناني سياسي وأمني، لاشتباكات عين الحلوة التي اندلعت بين حركة «فتح» و»تجمع الشباب المسلم» وأسفرت في جولتي قتال عن سقوط نحو 28 قتيلاً وأكثر من 225 جريحاً، ناهيك عن الأضرار الجسيمة في الممتلكات وحركة نزوح غير مسبوقة.

وفي جولة ميدانية، يبدو الهدوء الحذر يخيم على أحياء وشوارع المخيم، وقد أرخى انتشار القوة الأمنية بظلال من الارتياح على الناس، لكنه لم يصل إلى مستوى عودة العائلات النازحة ولا حتى إلى اتخاذ وكالة «الأونروا» قراراً باستئناف عملها وفتح مؤسساتها وأقلها عمال النظافة، حيث تراكمت النفايات بالأطنان في الشوارع العامة والأحياء الضيقة وسوق الخضار.

ويقول إبراهيم شريدي لـ»نداء الوطن»، وقد تنفّس الصعداء وأعاد فتح فرنه في منطقة الصفصاف «لقد عادت الحركة تدبّ في المكان بعد إزالة النفايات من الشارع ورفع الشوادر»، مضيفاً «فتحت قبل أيام ولكن الحركة كانت مقتصرة على الجيران وبعض أبناء الحي، اليوم تغيرت الحال نوعاً ما وبات الناس يأتون من الأحياء الأخرى».

على كرسي بلاستيكي يجلس الحاج أحمد «ابو نبيل» وقد أعاد فتح محله للتو، ويقول لـ»نداء الوطن»: «خلال الاشتباكات الأخيرة لم أستطع التنقّل من منزلي في حي طيطبا المجاور والوصول إلى محلي في حي الصفصاف، فرصاص القنص لم يتوقف والقذائف كذلك، الآن هناك حركة وارتياح ولكن الناس ما زالوا خائفين وينتظرون الخطوات الأخرى التي تحصّن الأمن وتطمئنهم للعودة إلى منازلهم. الله يحقن الدماء».

على امتداد الشارع، لم تهدأ المبادرات الفردية والجماعية، عمال صيانة شبكة الكهرباء باشروا أعمالهم ويتمنّى المعلم ظافر أن تعود الكهرباء إلى المخيم قريباً وينعم الناس بالأمن والأمان، فـ»نحن نعمل بكل جدّ وجهد وبلا تفرقة أو تمييز»، فيما تبرّعت جمعيات خيرية برفع النفايات، وقام الدفاع المدني الفلسطيني بشطف السوق وإعادة الرونق إليه بعد تراكم النفايات وانتشار الروائح الكريهة.

وتقول الحاجة أم خالد الخطيب لـ»نداء الوطن»: «عشنا أياماً صعبة خلال الاشتباكات، ولكنّني قررت عدم مغادرة منزلي مهما حصل، فاللجوء صعب ومرير وما زلنا نعيش تداعيات النكبة حتى اليوم»، المخيم سيبقى عنواناً لحق العودة وستفشل كافة المشاريع الهادفة لإنهائه وعلى الجميع أن يفهم أن المخيم ليس صندوق بريد لأي جهة».