IMLebanon

قائد الجيش في مواجهة الملفات الساخنة: نزوح وأمن ورئاسة

كتبت ابتسام شديد في “الديار”:

من المرجح جدا الا تكون الأشهر الثلاثة المتبقية من ولاية قائد الجيش العماد جوزف عون على رأس المؤسسة العسكرية بمنأى عن التجاذبات والأحداث الداخلية، ومن المرجح أيضا الا تكون سهلة أمنيا وسياسيا في بلاد مهددة بمخطط التوطين ربطا بالتهجير من مخيم عين الحلوة أو ملف النزوح السوري الذي يرهق الجيش والأجهزة الأمنية مع تفاقم الوضع بعد الموجة الثانيةالخطرة من النازحين.

سياسيا لا يبدو الوضع أكثر سهولة مع تعثر المبادرات الدولية لإنتاج رئيس للجمهورية واشتداد الحملة ضد قائد الجيش على خلفية الانتخابات الرئاسية بعد ان قفز اسم جوزف عون الى الواجهة الرئاسية مع تأييد المجموعة الدولية واندفاعتها الى خيار المرشح الثالث.

من هنا فالمتوقع ان تزداد الضغوط ويتعزز الاشتباك السياسي بين اليرزة والمعارضين لوصول قائد الجيش الى قصر بعبدا وقد أصبحت مواقفهم معلنة من رفض ترشحه ويتصدر رئيس التيار النائب جبران باسيل لائحة الممانعين لوصول عون الى الرئاسة وهو ما بات باسيل يجاهر به على المنابر بفتح النار في اتجاه قائد الجيش وانتقاد أدائه في التعامل مع قضية النزوح وعدم ضبط معابر التهريب البرية كما يجب ، الأمر الذي تعتبره أوساط سياسية تعبيرا واضحا وصريحا عن ممانعة وعدم رضى رئيس التيار تجاه ترشيح قائد الجيش.

رفض باسيل كما تقول مصادر سياسية لا يحتاج الى الكثير من التوضحيات، فهو أولا مبني على معطيات وبعد تزايد التأييد والإشادة الدولية بقائد الجيش، كما ان رئيس التيار يعتبر نفسه الممر الإلزامي واللاعب الأول في الملعب الرئاسي، فلا رئيس من دون موافقته وهذا ما يفسر تكتيكه المتقلب فلم يحسم قراره بعد في شأن التقاطع مع المعارضة او موضوع الحوار مع حزب الله فيذهب الى الانفتاح ومد جسور اللامركزية مع حزب الله وتأييد المعارضة رئاسيا في الوقت نفسه.

ارتفاع حظوظ قائد الجيش الرئاسية دوليا مقابل انتكاسة دولية أيضا لمصلحة سليمان فرنجية كان عاملا مساهماً في تفجير الوضع مؤخرا على خط ميرنا الشالوحي واليرزة، علما ان علاقة القائد برئيس التيار لم تكن قط في أحسن أحوالها من العهد الماضي بعدما أقفل قائد الجيش الباب أمام طلبات التيار بخصوص المناقلات والخدمات العسكرية.

انتقاد باسيل لقائد الجيش لم يعد مخفيا والموضوع ليس سجالا عابرا حول موضوع النزوح فمشاكل عون -باسيل يتناقلها المقربون منهما ومعروفة في الغرف الضيقة بين وزير الدفاع والجنرال عون حول الصلاحيات والأدوار في اليرزة لكنها دائما مضبوطة بالاحترام والتراتبية العسكرية والقوانين فالمعروف في الأوساط ان قائد الجيش هو اختيار الرئيس السابق ميشال عون ولم يكن “الضابط المفضل” لدى باسيل على رأس الجيش وهذا ما انعكس على العلاقة المتوترة دائما بينهما.

الواضح ان رئيس التيار ينطلق من هذه النقطة بالذات في المقاربة الرئاسية المقبلة برفض ترشيح قائد الجيش وتأمين وتسهيل عبوره الى قصر بعبدا لعدم الوقوع في خطأ اختيار عون مرة جديدة نتيجة التجاوب السلبي من قبل اليرزة تجاه التيار.

مع الدخول في مرحلة العد العكسي للاستحقاق وتقدم اسم جوزف عون على منافسيه تفاقم التوتر بين الجبهتين وعلى الرغم من التزام عون العسكري عدم الحديث في السياسة إلا انه مرر رسائل في جولاته المناطقية الأخيرة ضد من اتهمه بالتلكؤ والتقصير في ملف النازحين.

الحملة لا تبدو انها تتجه الى الانحسار كما تقول مصادر سياسية مطلعة ما دام ترشيح قائد الجيش لا يزال قائما، فرئيس التيار يعتبر ان وصول عون ان حصل الى الرئاسة يؤثر في وضعيته الشعبية والحالة العونية وقد يصيبه بالإلغاء السياسي وعلى الأرجح ان باسيل الذي يحاور الحزب اليوم يمكن ان يسير بخيار فرنجية تحت ضغوط الضرورة القصوى على ان يتبنى خيار عون.