IMLebanon

مقدمة أخبار تلفزيون “الجديد” ليوم الأحد 8 تشرين الأول 2023

 

من فلسطين ونبض غزة تبدأ الخريطة والكلمات. وعلى الأرض التي لا تتسع لهويتينلا شيء ينمو فيها من دون جذور. بعد سبت إسرائيل الأسود سقطت كل الأيام من الروزنامة فتحول الزمن الأول على ثابت وحيد أن ما بعد طوفان الأقصى لن يكون كما قبله وعلى توقيت صفرت غزة عقارب ساعته بدأ الزمن الفلسطيني الجديد على أنقاض الهيبة الإسرائيلية. من على أرض مسطحة يلفحها هواء البحر وريح الصحراء وزنرها جدار فصل عنصري انقلبت الموازين واخلتطت الأوراق وأعادت زنود المقاومين رسم الخرائط بالنار والبارود وصوبت البوصلة فأطلقت عملية تحرير الأرض ولأول مرة منذ العام ثمانية وأربعين وطأت أقدام فلسطينية أراضي فلسطينية محتلة بمستعمرات ومستوطنات وباغتت العدو من كل بيت وحارة وشارع وابحثوا في كل المعاجم عن مفردات الصدمة والرعب والانهيار التي أصابت الاحتلال بمقتل من أعلى هرمه السياسي إلى جيش النمور من ورق.

ساعات من معركة طويلة مضت لم يهدأ فيها النبض الفلسطيني المقاوم فأعاد تشكيل فرقه وبدل مواقعها على وقع أشرس المواجهات مع جنود متحصنين في مستوطنات غلاف غزة ومعها فتح صندوق المفاجآت فأطلق سرب المسيرات الانتحارية بالتوازي مع إنزال بالزوارق على شاطىء عسقلان وأرسل تحياته على صواريخ مجنحة وصلت إلى تل أبيب. وفي المعركة المفتوحة لم ينأ حزب الله بنفسه فحرك الشوكة في خاصرة الشمال المحتل وحد الساحات وافتتح النهار بتوجيه التحية إلى المقاومة الفلسطينية فاستهدف ثلاثة مواقع داخل مزارع شبعا المحتلة وتبنى الهجوم المباشرولحفظ ما تبقى من ماء الوجه ردت مدفعية الاحتلال بقصف الأحراج المحيطة.

على الدوام كانت المقاومة في لبنان ظهيرا للمقاومة في غزة ودخولها المعركة لم يكن مباغتا على وعد الفتح في إصبع الجليل وتحرير الأرض وهو ما زاد الاحتلال إرباكا وفعل الواسطات مع دول القرار لعدم فتح الجبهة الشمالية لكن اليد هناك على الزناد ترابض في خيمة لم يستطع جنود الاحتلال اقتلاعها من أرضها فكيف بمئات المقاتلين الغزيين الذين يلقنونه لحظة بلحظة أصول الدفاع عن الحق واستعادة الأرض. لم تكد سلطات الاحتلال تستوعب الطوفان حتى أتتها موجة الخسائر الفادحة التي تكبدتها فأعلنت وللمرة الأولى في تاريخها عن مئات القتلى وبينهم ضباط وجنرالات وعن آلاف الجرحى وأبقت على عدد الأسرى والمفقودين طي الكتمان وتركتهم لبئس المصير مع تخطي رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الحكومة وتصديقه على بند الحربوهو قرار لم يتخذ مثيل له منذ خمسين عاماوفي أول ترجمة عملية للقرار الحربي أوعز وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت بالاستعداد لإخلاء المستوطنات القريبة من الحدود اللبنانية كما امر بتسليح المستوطنين في المستعمرات القريبة من لبنان وقطاع غزة أقدم نتنياهو على هذه المغامرة في وقت يعمل فيه الوقت لصالح المقاومة الفلسطينية التي تمتلك لائحة الأسرى الرابحة في هذه المعركة وأمام التفوق الفلسطيني في مقابل انهيار منظومة الاحتلال على كامل المستويات.

شهادات من البيت الإسرائيلي الداخلي تؤرخ للمرحلة فكتب الصحافي جدعون ليفي في صحيفة هآرتس أنه منذ العام 1948 وإسرائيل تعاقب غزة وحان وقت دفع الفاتورة والحساب وفي مقال آخر كتب آري شبيت يقول إن إسرائيل تلفظ أنفاسها ويبدو أننا نواجه أصعب الناس في التاريخ ولا حل معهم إلا بالاعتراف بحقوقهم وإنهاء الاحتلالأو مغادرة البلاد ومن حليف إسرائيل التاريخي كان اعتراف من مارتن إنديك عضو مجلس العلاقات الخارجية الأميركية بقوله إن النظام الأمني والاستخابراتي في إسرائيل فشل بالكامل والاستخبارات الأميركية تتحمل المسؤولية وإن إسرائيل في مأزق حقيقي وأمام خيارات أحلاها صعب ومر وأبلغ ما قيل في المناسبة قول أحد الإعلاميين الإسرائيليين إن حماس ذهبت لإلتقاط صورة النصر فرجعت الى غزة بألبوم مليء بالصور.