IMLebanon

ما يحصل في الجنوب مُقلق… الحرب “عالأبواب”؟!

لم يخرج التصعيد الميداني جنوباً حتى الان وفق المراقبين عن قواعد الاشتباك السارية، لكن توسّع الرقعة الجغرافية للمواجهات المتابدلة لتتعدى عمق 5 كلم داخل لبنان من الخط الازرق وتطال قرى جديدة في القطاعين الشرقي والغربي أمس، أنذر بفتح الباب على سيناريو حرب مباشرة موسّعة بين اسرائيل وحزب الله لتطال كل لبنان.

ولعل ما عزّز هذا السيناريو توالي دعوات دول غربية لرعاياها بعدم السفر الى لبنان ومغادرته حالاً بالإضافة الى الاجراءات العديدة التي إتّخذتها شركة طيران الشرق الاوسط بإلغاء جزء كبير من رحلاتها مع نقل عدد من أسطولها الجوّي الى تركيا وقبرص خوفاً من تعرّض مطار بيروت الدولي لإعتداء إسرائيلي.

وفي السياق، رأى العميد المتقاعد خليل الحلو لـ”العربية” أن هناك ضغطا إسرائيليا، لاسيما من قبل سكان المستوطنات الشمالية بشنّ حرب على حزب الله لوضع حدّ لما يجري يومياً من مناوشات.

وأضاف قائلا “لذلك بدأنا نلاحظ توسّعاً بالمواجهة من قبل الجيش الاسرائيلي، لاسيما بعد اكتشافه مركزاً مضادا للطائرات تابع للحزب جنوب لبنان فيه صواريخ “إيغلا” IGLA المضادة للطائرات الصغيرة مثل الهيليكوبتر او التي تُحلّق على علوّ منخفض”.

لكن في مقابل الضغط الاسرائيلي، أشار حلو الى ضغط أميركي كبير على إسرائيل لتجنّب هذه المواجهة، أولاً إدراكاً من واشنطن أن هكذا مواجهة مباشرة لن تبقى محصورة بلبنان بل ستمتد لدول إقليمية أخرى، وثانياً لأن الاساس بالنسبة لها الحرب في اوكرانيا، حيث تصبّ جهدها وثقلها هناك.

وما رفع منسوب الخوف لدى اللبنانيين أيضا من إنزلاق بلدهم الى حرب لا حول لهم فيها ولا قوّة في ظل أسوأ أزمة إقتصادية تمرّ عليهم منذ عقود، دخول فصائل فلسطينية وأجنحة عسكرية لتيارات سياسية على خط المواجهة من خلال تبنّيها شنّ عمليات من جنوب لبنان ضدّ مراكز إسرائيلية، ما يُعيد الى الاذهان فتح الحدود من جنوب لبنان كما حصل عام 1978 ودخول لبنان في دوّامة حرب دمّرته سياسياً واقتصادياً.

وفي السياق، اعتبر رئيس معهد الشرق الاوسط في واشنطن بول سالم لـ”العربية” ان هذه التنظيمات تتحرّك بغطاء من حزب الله، والاخير يسمح لها بشنّ عمليات بين الحين والاخر، اولاً لكسب جمهور تلك التنظيمات وثانياً لرفع المسؤولية عنه”.

وقال “لكن المُلفت بالامر أن هذه التنظيمات نفسها التي كانت تقاتل ضد النظام السوري وحزب الله في سوريا تشارك اليوم الى جانب حركة حماس والحزب في الحرب، وبالتالي انضمّت الى ما يُسمّى محور إيران”.

إلى ذلك، اعتبر “أن قرار فتح جبهة جنوب لبنان بيد إيران وإسرائيل، وما يحصل يؤشر الى انهما يتخطيان تدريجياً قواعد الاشتباك المتّفق عليها، وهذا بحدّ ذاته أمر مُقلق”.

وأضاف “إيران وحزب الله هددا على لسان أكثر من مسؤول أن “القرار الاستراتيجي” بفتح جبهة جنوب لبنان سيُتّخذ عندما تبدأ إسرائيل بالإجتياح البرّي لقطاع غزّة.

لكنه رأى أن “عنصر المفاجأة يبقى سيّد الموقف من قبل الجانب الاسرائيلي إذ ما قرر شنّ عملية استباقية مفاجئة ضد حزب الله كما فعلت حماس لشلّ قدراته، وبالتالي تخفيف حدّة المواجهة على جبتها الشمالية”.

وتحدّث سالم عن جهود أميركية بإتّجاه تل أبيب لثنيها عن فتح الجبهة الشمالية.

إلا أنه أوضح أنه “لا يُمكن إغفال أمر اساسي أن عملية حماس ذكّرت الاسرائيليين بالمحرقة التاريخية ضدهم وأصابتهم بالصميم، وبالتالي فإن خططهم للردّ لا يُمكن التنبؤ بها، وحتى الاميركيين انفسهم لا يعرفون بها، لذلك فإن الشعور بالقلق من تفلّت الامور جنوب لبنان، في محله”، وفق قوله.