IMLebanon

بعد الاعتداء الإسرائيلي… هل يُقفل مستشفى ميس الجبل؟

كتبت رمال جوني في “نداء الوطن”:

لم يسلم مستشفى ميس الجبل الحكومي من الإعتداء، نال نصيبه من القصف، على قسم الطوارئ. صحيح أنّ الخسائر كانت متوسطة واقتصرت على زجاج وبعض أجهزة الطوارئ، بحسب ما أشار مدير المستشفى الدكتور حسين ياسين، غير أنها دفعت بالمرضى الثلاثة الذين كانوا فيه إلى مغادرته. يقع مستشفى ميس الجبل على بعد 500 متر فقط من تلّة المنارة، أي أنّه ضمن خط النار وفق ياسين، الذي شدّد على أنّه لن يغادر المستشفى مع 30 ممرّضاً وطبيباً مهما حصل، «لأننا يجب أن نبقى على جهوزية لاستقبال الحالات الطارئة».

في الأيام العادية يستقبل مستشفى ميس مرضى حوالى 23 بلدة وقرية محاذية، أما في الحالة الراهنة، فبالكاد يستقبل مرضى من: عيترون، عيناتا، بليدا، حولا، وميس الجبل. ويشير ياسين إلى أنه «طالما توجد عائلة واحدة صامدة ستبقى أبواب المستشفى مشرعة، ولن يرهبه الإعتداء عليه». واعتبر أنّ «القصف غير مبرّر ويظهر بربرية العدو الذي يحاول قطع الإمدادات الصحيّة عن القرى الحدودية، ولكننا صامدون وسنواصل عملنا حتى لو انحصر حاليّاً في أقسام الطوارئ والعمليات والعناية الفائقة».

لم يتوقّف القصف على بلدة ميس الجبل منذ ساعات الصباح، مستهدفاً المنازل والمحال التجارية، واستخدم القنابل الفوسفورية للمرّة الأولى ضدّ البلدة حسب رئيس بلدية ميس الجبل عبد المنعم شقير. ولفت إلى أنّ الوصول إلى المستشفى صعب للغاية، لأن الطريق غير آمنة وتتعرّض للقصف، ناهيك عن عدم توافر الأدوية، فنضطر لفتح الصيدليات على مسؤوليتنا، لأن أصحابها غادروا البلدة». وقال: «الأزمة الصحيّة تطال أيضاً الدفاع المدني، في حال أُصيب أي مواطن لا يستطيع الدفاع المدني الوصول إليه إلا بعد توقّف القصف، ويجب أن يكون برفقة قوات الطوارئ والجيش اللبناني». بالنسبة إلى السكّان، أوضح شقير أنّ من بقوا يعتمدون على المونة البيتية، ويخبزون يومياً، وهناك من يتابع عمله في الأرض يزرع ويحرث ويتابع قطف الزيتون، في حين يرفض الرعاة المغادرة أو التوقّف عن رعي ماشيتهم رغم الخطر المحدق».

صمود الناس في ميس الجبل ليس بالأمر اليسير، فمياه الدولة مقطوعة، إذ تتغذّى البلدة من الوزاني ومشاريع الطيبة ومشروع الـ800، وفي ظل انقطاع الكهرباء لا تصل المياه إلى البلدة، وبحسب شقير يعتمد الأهالي على الآبار المنزلية ويستغلون الكهرباء لسحبها إلى خزّاناتهم. المعاناة كبيرة وضريبة الصمود أكبر بكثير، في حين أنّ مساعدات الدولة لم تصل بعد». وختم: «لم يسأل أحد عن الناس في القرى الصامدة، ولا عن النازحين الذين لم يتلقّوا إلا كلاماً رغم جولات الوزراء».