IMLebanon

سلام: رؤية ميقاتي مختلفة عن لبنان الذي أطمح لإعادة بنائه

كتب أحمد الأيوبي في “نداء الوطن”:

يعيش وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام هاجس ترتيب البيت السني واستعادة الدور والتوازنات المفقودة في الحياة الوطنية بسبب تغييب أهل السنة عن التأثير في معادلات إدارة البلد، رافضاً الاستسلام لحالة الفراغ التي سادت بعد تعليق الرئيس سعد الحريري عمل تياره السياسي لأنّ هذه الطائفة الشريكة في تأسيس الكيان لها دور لا يمكن تجاهله في أيّ نهضة وطنية وفي أيّ اتجاه مستقبلي للبلد، وهي قادرة على استكمال طريقها، معلناً في حديث خاص بـ»نداء الوطن» أنّه يختلف مع الرئيس نجيب ميقاتي في رؤيته الإصلاحية رافضاً أسلوب تدوير الزواياً، ومؤكداً أنّه لا بدّ من معركة لفرض الإصلاح ومكافحة الفساد كمدخل لاستعادة التعافي الوطني واستعادة الاحتضان العربي للبنان.

شهدنا في السنوات الأربع الماضية حالة انحدار وإحباط سنية بسبب خسارة الكثير من حقوقها ودورها على مستوى الدولة، والطائفة تحتاج إلى رجالات للنهوض، مركِّزاً على صيغة الجمع لأنّهم غير قابلين للاختزال «فنحن طائفة قوية وشرسة للدفاع عن الحق وهي في الوقت نفسه طائفة مسالمة تبتعد عن الصراعات والشقاق وتميل إلى السياسة والدبلوماسية الهادئة وتدعو إلى الحلول السلمية».

نتحدث عن طائفة تطالب بحضور أبنائها في الدولة وبأخذ دورهم في مواقع القرار وبحقوقها كمرجعية دينية وطنية وبحماية أكبر للقطاع الخاص والأعمال والاقتصاد اللبناني بجميع مجالاته التنموية والاستثمارية.

وحول ما إذا كانت الطائفة السنية تستطيع أن تكمل من دون الرئيس سعد الحريري، قال سلام: «مع محبتي لشخصه ولكل إرث الشهيد رفيق الحريري، وهو قد حاول وحُورب ووجد أنّ الأفضل تعليق عمله السياسي، لكن نقول إنّ الأمة كلها واصلت مسيرتها بعد رحيل الرسول محمد وهو الرسول المؤسس للدين، و»علينا مسؤولية بأن نتابع كل رسالة طيبة تحمي الوطن والطائفة والمصلحة العامة… وعلى الجميع أخذ المبادرة لملء الفراغ وصون وحماية ما تبقى من كرامة ووجود الطائفة السنية التي تتوق للشراكة مع المكونات الأخرى، لكنّ لها دوراً كبيراً في حفظ التوازن والاعتدال في البلد ولبنان لا يستقيم من دون هذا الدور وهذا ما يدركه الجميع».

وتمنى سلام على المفتي دريان انطلاقاً من موقعه الجامع إلى «دعوة كلّ السياسيين السنة، وليس فقط النواب» موضحاً أنّ «مرحلة ما بعد الانتخابات كشفت وصول نواب لم يسعَوا إلى لمّ الشمل ولا إلى الاجتماع على الصالح العام، بل نجدهم متفرقين في مجموعات محدودة غير مستقرّة. لذلك ندعو أن تشمل مبادرة دار الفتوى في أقرب الآجال النوابَ والوزراء ورؤساء البلديات وكلّ مسؤول عن الطائفة السنية»، معلناً أنّه سيكثّف «التواصل مع مفتي الجمهورية للتعاون في لمّ الشمل وضرورة تلاقي الشخصيات السنية التي تستطيع النهوض بالطائفة، فعلينا أن ندشِّن مرحلة العمل الجماعي لأنّ أيّ فردٍ مهما علا كعبه لا يستطيع تحقيق النهوض المطلوب بمفرده، بل نحتاج إلى جهود مضينة لنتمكن من استعادة الحدّ الأدنى من موقعنا في الدولة والقرار».

وكشف سلام أنّ العلاقة الشخصية بينه وبين الرئيس ميقاتي أكثر من جيدة وأنّه يدافع عن مقام رئاسة الوزراء ويحميه، لكنّ لدى ميقاتي تصوراً ونمطاً مختلفاً في إدارة الدولة عن الذي يحمله هو: «بل أقول إنّ رؤية ميقاتي وفريقه للبلد مختلفة كلياً عن لبنان الذي أطمح لإعادة بنائه، ومن هذه الخلفية أنا مستعدّ للاشتباك حول الملفات التي أراها محقة، بينما يفضِّل الرئيس ميقاتي «تدوير الزوايا» في حين أرى أنّ المرحلة تحتاج إلى قرارات ومواجهة، وخاصة على المستوى السني حيث نحتاج إلى أخذ قرار ووضع قواعد جديدة للتحرك مع شركائنا في الوطن، فلا نستطيع الاستمرار بهذا الواقع ويجب أن نجد معادلات أخرى لإدارة البلد».

وأكّد سلام أنّ لبنان أساس في المعادلة العربية الجديدة وهو يرى أنّ المجال ما زال مفتوحاً أمامه ليكون في غرفة قيادة المنطقة بالشراكة مع المملكة العربية ودول الخليج العربي، وهذا ما سمعه في الاستقبال الرسمي الذي حظي به في الرياض، ليكون الوزير الوحيد في الحكومة الذي يُستقبل رسمياً من القيادة السعودية، «وقد تلقيتُ طلباً واحداً من المسؤولين الذين التقيتهم هو تغيير الواقع السائد فلم يعد العرب يتقبّلون الفساد المسيطر وهذا ما يستلزم ورشة تطهير تحتاج إلى قرارات لا ترضي الجميع».

عن الوضع في الجنوب يقول سلام: «نحن لا نريد الحرب، فليس لنا مصلحة فيها ولا طاقة على احتمال تبعاتها لأنّها ستعيدنا بالفعل إلى العصر الحجري، ونحن لا نتحمّل «نفخة»، في حرب العام 2006 تدفقت مليارات الدعم للبنان، ولكنّ هذا غير موجود اليوم ومعالمه غير إيجابية ولا يمكن الرهان على التعاطف المفترض في مقاربة شؤون مصيرية، فضلاً عن تهالك البنية التحتية… وضغط استضافة مليوني سوري منذ سنوات».