IMLebanon

بلدة جنوبية معزولة عن العالم والسبب… “ألفا”

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

لا تقف أزمة أهالي القرى الحدودية عند القصف والإشتباكات، إذ أُضيفت إليها معاناة أخرى تتمثل بانقطاع خدمة شبكة الإنترنت العائدة لشركة ألفا. منذ أكثر من أسبوع، يطلق أبناء قرى ميس الجبل والجوار صرخة من أجل إصلاح العطل الذي طرأ على محطة الشركة، الواقعة وسط ميس من دون جدوى، ما أدّى إلى عزل هذه القرى وتحديداً مشتركي ألفا كليّاً عن العالم الخارجي، وانقطاع خدمة الإنترنت والإتصالات معاً.

يُكثّف رئيس بلدية ميس الجبل عبد المنعم شقير اتصالاته بالشركة ونوّاب المنطقة والمحافظة، لعلّه يتمكن من حضّ المعنيين على تزويد محطة الإرسال بالمحروقات، من دون فائدة، إذ إنّ الجواب الوحيد الذي تلقّاه من ألفا، هو: حين تتحسّن الأوضاع الأمنية، نرسل فرق الصيانة، وليس قبل ذلك.

هذه الحالة وضعت ميس الجبل والقرى المتّصلة بالشركة المذكورة، خارج الخدمة أي أنها معزولة تماماً. ويرى شقير أنه من غير المقبول أن يتوقّف قطاع حيويّ في زمن الحرب، حيث الحاجة طارئة وملحّة للتواصل مع أجهزة الإسعاف والدفاع المدني والمستشفيات، واصفاً معاناة الأهالي بالصعبة جدّاً، فالتواصل مقطوع، ما يجعل الحياة في أيام الحرب أكثر مرارة وخطرة. وأضاف انّ الشركة تستخفّ بالناس، الذين يدفعون لها كامل حقوقها، ولكنها ترفض في المقابل أن تحفظ حقوقهم المشروعة في التواصل والإتصال. هذا الإهمال المتواصل على مدى 40 يوماً يدفعنا لنسأل عن السبب؟

لا يرى شقير في تقاعس الشركة عن تزويد المحطة بالوقود أي مبرّر، فالطرقات ليست مقطوعة، والقرى مفتوح بعضها على بعض، في حين أنّ الإشتباكات تتركّز على الأطراف، بينما تقع محطة الإرسال وسط محيبيب البعيدة عن القصف، وبالتالي يعتبر أنّ عذر الشركة غير مفهوم.

وتزامن انقطاع الإنترنت مع انقطاع التيار الكهربائي بسبب القصف، غير أنّ شركة الكهرباء أوفدت فرق الصيانة وقامت بإصلاح الأعطال، ما يؤكّد أنّ الطرقات سالكة والوضع الأمني ليس خطراً إلى هذا الحدّ، فلماذا ترفض الشركة معالجة العطل وتزويد القرى بالإنترنت؟ هل تريد أن تُحاصر الناس أكثر؟!

وتمنّى شقير على وزير الإتصالات في حكومة تصريف الأعمال جوني قرم أنّ يتدخل لمعالجة هذه المعضلة التي لا تقلّ خطورتها عن باقي الأزمات، إذ إنّ الإنترنت يُعزّز صمود الأهالي في القرى، نظراً لأهمية التواصل والإتصالات في عالم اليوم.

مرّت أيام على عزلة ميس الجبل والقرى المحيطة عن العالم الخارجي، ورغم كل المناشدات تواصل الشركة رفضها تزويد المحطة بالوقود لـغايات في نفس يعقوب.