IMLebanon

إطلاق التحقق الرقمي للتأكد من هوية مستفيدي “أمان”

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

بعد جدل واعتراض كبيرين، قرّرت وكالة “الأونروا” بدء عملية التحقق الرقمي للعائلات والأشخاص المسجلين في برنامج شبكة الأمان الاجتماعي في لبنان، من تاريخ 29 تشرين الثاني 2023 حتى تاريخ 10 كانون الثاني 2024، وهي الخطوة الثانية بعد العملية ذاتها للنازحين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان، وبعد تنزيل تطبيق eUNRWA على الهواتف الذكية من أجل إحصاء كل اللاجئين لاحقاً وعلى مراحل.

وإذا كانت الوكالة تؤكد أن الهدف الرئيسي من هذه العملية، هو تعزيز المساءلة في ما يتعلق بتقديم الخدمات واستخدام الموارد من خلال إنشاء آلية تضمن حصول المستفيدين المشمولين على المساعدة النقدية مع تأكيد تواجدهم حالياً في لبنان، تعتبر أن هذا يضمن حصر استخدام الموارد المتاحة بالمحتاجين.

ولا تخفي الوكالة قناعتها بأن عملية التحقق الرقمي لا تعزز المساءلة والشفافية فقط، وإنما هي تكنولوجيا مبتكرة ومتطورة تقدمها لكل الهيئات العاملة في المجال الإنساني العالمي، حيث إنها توفر طريقة جديدة لتحديد المؤهلين للحصول على المساعدة بشكل يحترم الخصوصية ومن دون تكبّد أي تكاليف نقل إضافية إلى أماكن إجراء التحقق.

بينما تعترض القوى الفلسطينية على هذه الخطوة لأنها قد تحمل أبعادا أمنية في ما يعني داتا اللاجئين في لبنان وخصوصيتهم، ناهيك عن كون بعض المطلوبين المستحقين والذين يستفيدون من هذا البرنامج غير راغبين بإجراء الإحصاء الرقمي، ما يعني حرمانهم من حقهم في الحصول على مساعدة مالية، ولو كانت زهيدة كل ثلاثة أشهر بمقدار 50 دولاراً للفرد الواحد.

ويقول مسؤول العلاقات السياسية لحركة “حماس” في عين الحلوة خالد زعيتر لـ”نداء الوطن”، إن اللجان الشعبية الفلسطينية اعترضت على هذه العملية ولكن حصلت اجتماعات بين إدارة “الأونروا” وهيئة العمل الفلسطيني المشترك خلصت إلى موافقة مشروطة بالإجابة عن مخاوف وهواجس اللاجئين”، موضحاً “أننا مع تعزيز المساءلة والشفافية في دوائر “الأونروا” ولكن هناك مطلوبين وأشخاصاً ذوي صفات أمنية لا يرغبون بكشف هوياتهم، أو حتى مسافرين خارج لبنان موقتاً يستفيدون من هذه المساعدة الدورية، فكيف سيحرمون منها”؟ مؤكداً أن ثمة مراجعات لتصحيح أي خلل قد يحصل.

في 31 تموز 2023 أطلقت الأونروا تطبيق التحقق الرقمي وقد تمكّن الآلاف من لاجئي فلسطين من سوريا في لبنان من إتمام عملية التحقق بنجاح، وهي اليوم تنتقل إلى المستفيدين من برنامج شبكة الأمان الاجتماعي، ويجب، بحلول الجولة التالية من المساعدة النقدية (التوزيعة الأولى 2024)، أن يكون جميع المستفيدين من برنامج شبكة الأمان الاجتماعي الذين تبلغ أعمارهم 16 عاماً وما فوق قد استكملوا العملية.

ويقول مسؤول العلاقات السياسية لحركة “الجهاد” الإسلامي في منطقة صيدا عمار حوران لـ”نداء الوطن”: “ما يجري هو التفاف على ما كانت “الأونروا” تنوي القيام به سابقاً، إحصاء اللاجئين عبر بصمة العين التي رفضتها القوى السياسية والشعبية في لبنان، اليوم بدأت بتجزئة الملف، بدأت بالنازحين الفلسطينيين من سوريا واليوم المستفيدين من الشؤون الاجتماعية وربما غداً تمتد إلى كل لاجئ يريد الحصول على أي خدمة منها، نستغرب هذا الإصرار وإذ كنا مع تعزيز المساءلة والشفافية وأن ينال كل ذي حق حقه”.

ولإتمام عملية التحقق الرقمي، يجب على المستفيدين تنزيل تطبيق eUNRWA على هواتفهم الذكية. وبعد الانتهاء من إنشاء حساب يمكن البدء باستخدام تطبيق التحقق الرقمي الذي يتطلب التقاط صورة شخصية وصورة من بطاقة الهوية أو جواز السفر الأصلي. وسيقوم برنامج “الأونروا” الإلكتروني بعد ذلك بمقارنة الصورة الشخصية ووثيقة الهوية مع قاعدة بيانات التسجيل الخاصة بالوكالة لمطابقتها والتحقق من صحتها. في حال عدم تمكن برنامج الذكاء الاصطناعي من تأكيد التطابق، سيتم تحديد موعد يتم اختياره من قبل مقدّم الطلب لإجراء مقابلة عبر الفيديو مع موظفي “الأونروا” للتحقق من هويته. ويتكوّن فريق التحقق عبر الإنترنت التابع للأونروا حصرياً من موظفات إناث للاستجابة لأي مخاوف تتعلق بالخصوصية للاجئات أثناء عملية التحقق.