IMLebanon

إنسداد مجرى النهر الكبير يحرم أهالي العريضة مصدر رزقهم

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

كلّما ارتفعت كوم الأوساخ والحجارة والأتربة في مجرى النهر الكبير، ارتفع منسوب الخوف والقلق لدى أهالي قرية العريضة الحدودية من إمكان انسداده وتعطّل أعمالهم، وهم بأكثريتهم يعملون في مجال صيد السمك وليست لديهم مداخيل أخرى.

لذلك رفع أهالي قرية العريضة في سهل عكار، وهي قرية حدودية مع سوريا، الصوت مطالبين المعنيين بالإسراع في تنظيف مجرى النهر، قبل أن تحلّ الكارثة. وكانت «الشتوتان» في هذا الموسم جرفتا الكثير من الرمول والأتربة إلى مجرى النهر وسدّتا جزءاً من منفذ المراكب. ويتخوّف الأهالي من أن تؤدي «الشتوات» المقبلة إلى سدّ مجرى النهر بالكامل، ما يجبرهم قسراً على التوقف عن الصيد، وبالتالي تعطّل أعمالهم.

وتعتبر معاناة أهالي العريضة وصيّاديها مع مسألة انسداد مجرى النهر الكبير معاناة دائمة، وكل سنة تتجّدد مطالبهم بتعزيل النهر الذي يحتاج في الأساس إلى كاسر للموج يمنع انسداد المجرى بشكل كامل ودائم. وقال رئيس تعاونية صيادي الأسماك في العريضة محمد عبلة لـ»نداء الوطن»: «أصبح تنظيف مجرى النهر في السنوات الأخيرة في عهدة الجيش اللبناني وليس وزارة الأشغال أو الهيئة العليا للإغاثة، كما كان في السابق، وقد عانينا كثيراً معهما، والجيش يستخدم الرمل في بعض أعمال البناء الخاصة به».

وأضاف: «قيادة الجيش مشكورة تجاوبت معنا في السابق وقامت بتعزيل النهر، لكنه يقترب الآن من الإنسداد، ونتمنى عليها أن تتجاوب مع مطلبنا بتعزيله سريعاً قبل أن تستفحل المشكلة في الأيام المقبلة، خصوصاً أننا ما زلنا في بداية موسم الشتاء ومقبلون على العديد من العواصف، وأحوالنا نحن الصيادين وعائلاتنا صعبة، ونستدين لكي نتمكّن من القيام بأعباء الحياة واحتياجاتها».

كذلك أعرب الصيّادون عن قلقهم من إمكانية انسداد مجرى النهر، حيث بلغت نسبة الإنسداد قرابة الـ 60%، ما يعيق حركة المراكب التي تخرج من المرفأ إلى البحر من أجل الصيد، وأشاروا إلى أنهم في الأصل يعانون قلة الأرزاق، وهذا الأمر غالباً ما يزداد في فصل الشتاء الذي تقلّ فيه الغلة لكثرة العواصف والأمواج، وأوضاعنا كصيادين كارثية مع الغلاء وليس في إمكاننا إصلاح مراكبنا وشباكنا عندما تتعطّل، والدولة لا تهتم بشؤوننا ولا تعوّض علينا. ويعدّ مرفأ العريضة المرفأ الثاني في عكار بعد مرفأ العبدة الذي يستخدم لصيد الأسماك وتعتاش من خلاله عشرات العائلات من قرية العريضة. كذلك يحتاج مرفأ العبدة الذي يعيل مئات العائلات من بلدة ببنين إلى استكمال أعمال التعزيل التي توقفت قبل مدة.

يشار إلى أنّ بلدة العريضة تمتدّ على ضفاف النهر الكبير الجنوبي، ويعتاش سكانها بأكثريتهم من صيد الأسماك فقط، ومن شأن سدّ مجرى النهر أن يوقف أعمال هؤلاء بالكامل، وهم بالأصل في أسوأ الأحوال الإقتصادية والمعيشية.