IMLebanon

باسيل يحاول استعادة شعبية “التيار “في طرابلس

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

على مبدأ أنّ طرابلس تتّسع للجميع ولا يستطيع أي طرف أن يختزلها، لم تنفع التحرّكات التي قادها معترضون ممن كانوا محسوبين على «تيار المستقبل» سابقاً في الشارع، وقد عالجها الجيش بسرعة، في تعليق زيارة رئيس «التيار الوطني الحرّ» وتكتل «لبنان القوي» النائب جبران باسيل لطرابلس، علماً أنه يزور المدينة للمرة الثانية خلال أشهر، ليشهد هذه المرّة افتتاح أحد أهم شوارع مدينة الميناء الطرابلسية، وهو شارع يعقوب اللبّان المعروف بشارع «مينو».

باسيل كان زار الشارع نفسه قبل أشهر وهو في طور الترميم. وبعكس زيارته الأخيرة عكار التي لم تحمل أي مشاركة تنموية، جاءت زيارته طرابلس من دون مشاركة رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، والأرجح أنّ ذلك لأسباب صحية.

وقد وصل باسيل صباحاً إلى طرابلس ببرنامج حافل باللقاءات، شمل الحلفاء كالنائبين فيصل كرامي وطه ناجي والنائب السابق محمد الصفدي، ومن يمكن اعتبارهم خصوماً في السياسة كالنائبين السابقين مصباح الأحدب وأسعد هرموش.

الصفدي أقام مأدبة غداء على شرف باسيل. والعلاقة بينهما ليست جديدة، فالأول كان مرشّحاً لترؤّس حكومة في عهد عون بعد استقالة الرئيس سعد الحريري، وكان وقتها مرشح باسيل بشكل أساسي، بينما يعدّ كرامي وناجي حليفين.

المعترضون في الشارع – الذين تحدثت أوساط طرابلسية مطّلعة عن أنهم نزلوا مدفوعين من جماعات محسوبة على «تيار العزم» ضمن الاشتباك السياسي الحاصل بين السراي وميرنا الشالوحي- انتظروا مرور موكب باسيل في كل المحطات التي انتقل إليها، وتمكّنوا لدى وصوله إلى «مركز الصفدي» من رشق الموكب بالبندورة والبيض، ما استدعى قيام أحد عناصر المرافقة بالاعتداء على أحد المعترضين، الذين كانوا قلة، واستدعى الأمر دخول اثنين أحدهما مسنّ، إلى «المستشفى الإسلامي» لتلقّي العلاج بعدما أصيبا بجروح.

ويتّضح من أجواء الزيارة أنه ليس هناك اعتراض سياسي واضح وواسع عليها على عكس الزيارات السابقة، ولم تصدر أي إشارات علنية غير مرحّبة سواء من تيار رئيس الحكومة (العزم)، أم من المحسوبين على اللواء ريفي باستثناء بعض عبارات التنديد بالزيارة التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بينما كان «المستقبل» و»العزم» وعبر بعض الجماعات المحسوبة عليهما يديران في السابق هذا الاعتراض بقوة في لحظة الخلاف السياسي بين «المستقبل» و»الوطني الحر» وبين باسيل وسعد الحريري.

السياسي الطرابلسي خلدون الشريف غرّد كاتباً: «طرابلس مدينة لبنانية مفتوحة لكل المواطنين. وليس هناك اعتراض شعبي حقيقي على زيارة باسيل طرابلس اليوم. وأنا شخصياً لا تزعجني زيارته التنموية في هذا الظرف، خاصة أنه جاء ليشهد ترميم مبانٍ. ويا ليتنا رأينا من اعترضوا على زيارته أو من يقف خلفهم يدعون للتظاهر من أجل غزة وفلسطين».

مصدر طرابلسي في «التيار الوطني الحر» قال إنّ باسيل «يأتي إلى طرابلس بزيارة سياسية – تنموية فهو يفتتح شارعاً مهماً وحيوياً في المدينة بما يعزّز الحضور المسيحي في طرابلس ويساهم في ترسيخ العيش المشترك وثقافة الإنفتاح. أما من حاولوا التجييش ضدّ الزيارة وهم معروفون فإنما يجيّشون ضد طرابلس ودورها الوطني وهي التي تقبل وتتقبّل الجميع».

وقال مصدر مطلع على الزيارة إنها «لم تخلُ من أحاديث بالسياسة، خصوصاً موضوع الساعة. فقد استوضح باسيل كلّاً من كرامي وناجي عن مواقف تكتل «التوافق الوطني» وكتلة «المشاريع» من التمديد لقائد الجيش في جلسة نيابية متوقّعة محاولاً ثني الحلفاء عن السير بهذا الخيار».

إلى ذلك أيضاً يحاول باسيل من خلال زياراته المتكرّرة مناطق الشمال خصوصاً طرابلس وعكار، استعادة الشعبية التي تمتّع بها تياره وتراجعت في السنوات الأخيرة.