IMLebanon

الحرب تفتك بمعيشة الجنوبيين والدولة غائبة

كتبت رمال جوني في “نداء الوطن”:

باستمرار الحرب، يزداد الوضع الاقتصادي تدهوراً في القرى الحدودية وتتعطّل الحياة فيها كليّاً أو جزئيّاً، إذ يواجه رؤساء البلديات أزمة حقيقية، لا تهدأ هواتفهم الخلوية من أجل «تأمين المساعدات للناس». الدعم شحيح أو شبه مفقود، وإذا توافر يكون أقلّ من المطلوب. يؤكّد رئيس بلدية ياطر خليل كوراني «تدهور الوضع المعيشي للأهالي الصامدين في البلدة، وتحديداً المقاومين والمزارعين وأصحاب المهن. هؤلاء صاروا بلا شيء».

تبعاً لكوراني فإنّ الحركة الاقتصادية في البلدة متوقفة بنسبة 90%، ما انعكس على الناس الذين يتبعون سياسة التقشّف والإعتماد على «حواضر البيت» لمواجهة الحالة المزرية»، لافتاً إلى أنّ بعض المزارعين ممن أرضهم قرب منازلهم خرجوا لبذرها للإستفادة من محصولها. ما يخشاه كوراني كما الجميع هو إطالة أمد الحرب، عندها «ستحلّ الكارثة الكبرى، خصوصاً أنّ مساعدات الدولة والمنظمات الأهلية والدولية غائبة كليّاً». لذلك طلب كوراني من مجلس الجنوب تأمين قرابة 450 حصّة غذائية، والسعي لتأمين مساعدات مالية.

وأضاف كوراني أنّ «ما حصل عليه أهالي ياطر حتّى الآن، هو «250 شوال طحين» فقط مقدمة من الكتيبة البولندية وهي غير كافية، وتشمل نصف العائلات»، سائلاً: «ماذا عن باقي العائلات ماذا نفعل حيالهم»؟ منذ بدء الحرب، أعلنت حكومة تصريف الأعمال إطلاق خلية أزمة طوارئ، أوعزت إلى البلديات تعبئة استمارات حول حاجيات القرى عبر منصة خاصة، وضعت لهذه الغاية غير أنه وفق كوراني «لم يتم تقديم أي شيء ولا نتوقّع أيّ شيء منها».

حال كوراني كحال رئيس بلدية كونين محمد طعمة الذي توجّه بالسؤال إلى الجمعيات الأهلية عن دورها ودعمها للقرى، ويشير إلى أنّ «الأهالي يعانون أزمة حقيقة، فكل الأعمال تجمّدت. الزراعة معطّلة بسبب القصف المتواصل على الحقول، وبالتالي من كان يعتمد على المحاصيل فقدها. الحرب شلّت كل شيء. هذه المعاناة لم تحرك أيّاً من الجمعيات، لم يتصل أحد ليقف عند حاجات الناس، على عكس التعامل مع قضية النازحين السوريين». يتابع: «لم يكن هاتفنا يكفّ عن الرنين. تتهافت جمعيات لتقديم المساعدات على أنواعها. أمّا اليوم فكأنّها تتآمر على أهلنا، تحجب الدعم عنهم، لغايات باتت مكشوفة وواضحة». يُقرّ طعمة بصعوبة المرحلة الراهنة، ويقلق على الأهالي وعلى واقعهم المزري، يقول إنّ «الكل يتّبع سياسة التقشف القاسية، تحسّباً للأسوأ»، معوّلاً على «همّة» بعض الجمعيات الأهلية وتحرّكها.

منذ ثلاثة أيام حين واجهت كونين قصفاً عنيفاً عليها والحياة شبه معدومة داخلها، يستغرب طعمة سبب قصف البلدة بهذه الطريقة: «ما عرفنا ليش قصفوا، فلا مواقع عسكرية ولم يُطلق أي شيء من البلدة. كما أنها تبتعد 7 كيلومترات عن الحدود». ويعتقد طعمة أنّ ما حصل هو «في إطار تبادل الرسائل بين الأطراف».

مما لا شك فيه أنّ الحالة الاقتصادية للناس معدومة، الإنهيار بات قاب قوسين، المعاناة تشتد، المساعدة معدومة، الدولة في غيبوبة و»مش طالعة إلا براس الفقير»، كما قال أحد الأهالي.