IMLebanon

نازحو غزة إلى لبنان

كتب أحمد عياش في “نداء الوطن”:

يجب عدم انتظار كيف ستنتهي حرب غزة، كي نعلم أنّ لبنان أمام موجة نزوح جديدة. وتشير نتائج هذه الحرب حتى الآن، إلى أنّ القطاع نحو أن يسوّى بالأرض. كما أنّ من سيبقى من السكان هناك على قيد الحياة، سيجدون أنفسهم بلا مأوى، ما يعني أنّ قرابة المليوني نسمة هم على لائحة اللجوء إلى أي مكان في العالم طلباً للعيش كما يفعل البشر.

قبل أيام، طرح رئيس مستوطنة المطلة الإسرائيلية الواقعة على الحدود الجنوبية، نقل سكان غزة عبر السفن الإسرائيلية إلى لبنان حيث فيه «متسع في مخيمات الفلسطينيين»، كما قال. وتشاء الصدف، أنّ هذا الطرح الإسرائيلي قد أتى في وقت بات لبنان المكان الوحيد في العالم، حيث تستطيع «حماس» أن تطلّ إعلامياً، كما يفعل يومياً القيادي في «الحركة» أسامة حمدان من دون ان نغفل، أنّ لبنان أيضاً، هو المكان الوحيد الذي تستطيع أن تطلق منه «الحركة» صواريخها نحو إسرائيل. فهذا الأمر هو من رابع المستحيلات القيام به انطلاقاً من الدول التي لها حدود مشتركة مع إسرائيل وهي بالاسم بعد سوريا، الأردن ومصر.

من نافل القول إنّ حركة «حماس» هي صنو «حزب الله» في حركات الإسلام السياسي منذ تكوين التنظيمين قبل عقود. وكما تفعله «الحركة» في غزة، فعله ولا يزال «الحزب» منذ تورطه في الحرب السورية التي اندلعت عام 2011 . ونتيجة لهذا التدخل وسواه، والذي انطلق تحت عنوان حماية نظام بشار الأسد، كان استمرار بقاء النظام وتشرد ملايين السوريين في أصقاع العالم. وكانت حصة لبنان من ذلك، قرابة مليوني نازح. وهؤلاء يتكاثرون يومياً في وطن الأرز. فقد أشار مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة في التقرير الدوري حول النزوح، إلى أنّ وزارة الشؤون الاجتماعية رصدت في السنة الحالية 25640 ولادة جديدة. والسؤال: كم بلغ عدد الولادات من النازحين السوريين منذ 12 عاماً؟

على الرغم من أنّ «حزب الله» يقول إنّه يقوم بواجبه على الحدود الجنوبية تضامناً مع «حماس»، فهو تسبب بنزوح عشرات الآلاف من المواطنين من المناطق الحدودية. ومن حسن حظ هؤلاء النازحين، أنهم نزحوا داخل وطنهم. لكن قيام «الحزب» بالواجب في سوريا أولاً ثم نحو غزة ثانياً، كرس عرف استضافة النازحين من سوريا ومن غزة. أمّا كيف سيصل النازحون من القطاع الفلسطيني، فهذا لا يحتاج إلى سفن إسرائيل. فهناك وسائل نقل عدة ستتولى المهمة.

ما زالت الذاكرة حيّة، كي تستعيد أحداث الأردن عام 1970. فبعدما وقعت الواقعة هناك في «أيلول الأسود»، تدفق آلاف المقاتلين الفلسطينيين من ديار المملكة الهاشمية إلى الجمهورية اللبنانية عبر البر الواسع طولاً وعرضاً في الجمهورية العربية السورية. وبقي هناك سؤال لا جواب عنه منذ ذلك التاريخ حتى الآن: وقف النظام السوري وكان من رموزه الفريق حافظ الأسد، إلى جانب المقاتلين الفلسطينيين، لكن دوره اقتصر على تسهيل مرور هؤلاء من الأردن المملكة الصغيرة إلى لبنان البلد الصغير ولم يستضفهم في جمهوريته التي تبلغ مساحتها 19 مرة أكبر من مساحة لبنان؟

هل تشهد جلسة لمجلس الوزراء بعد أعوام، يستعرض فيها الوزراء تقريراً يتضمن آلاف الولادات الجديدة للنازحين من غزة؟