IMLebanon

إحتفالات الميلاد في البلدات الجنوبية خجولة

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:

لم يغب عيد ميلاد السيّد المسيح عن منطقة النبطية، وإن حُجبت عنها الزينة المعتادة، فالمدارس احتفلت على طريقتها، لم تترك للأوضاع الراهنة أن تحول بين إحياء الميلاد وفرحة الأطفال.

فالعيد بالنسبة إلى مدارس النبطية وطلابها هو فسحة أمل وسرور وسط ضجيج الأزمات، فالأطفال ينتظرون العيد من سنة إلى سنة للحصول على هداياهم.

تحرص مدارس النبطية على إحياء عيد الميلاد، سواء بحضور بابا نويل، أو بالزينة وشجرة الميلاد أو حتى بالعروض المسرحية، وهناك من يفضّل زيارة كنائس وأديرة النبطية للتأكيد على العيش الواحد، وعلى أنّ ميلاد السيد المسيح هو ولادة الحياة للجميع. قالت مديرة إحدى المدارس إنّ «الميلاد يرمز الى الحياة، ونحاول عبره أن نرسّخ في عقول طلابنا فكرة بسيطة وأساسية، ألا وهي أنّ المسيح هو سيّد السلام والمحبة في العالم ومن خلال هذه الفضائل الجوهرية نبني وطننا ونعيد بناء مؤسساته بطريقة صحيحة». وأكدت «أنّ رمزية الميلاد هذا العام مختلفة، لأنه يحلّ وسط الحرب والقتل والدمار».

خجولة زينة الميلاد في مدينة النبطية، على غير عادتها، لم ترفع شجرة الميلاد التي كانت تحرّك العجلة الاقتصادية في أسواقها التجارية، فالظروف الأمنية وحتى الاقتصادية فرضت نفسها على المناسبة، التي حضرت فقط في المدارس، في حين اقتصرت التحضيرات داخل المنازل في حارة المسيحيين في النبطية على زينة بسيطة، على أن تختصر الاحتفالات بسهرة عائلية بسيطة، فأحداث غزة والحرب على الحدود الجنوبية، سرقت طقوس العيد الذي سيقتصر على قداس الميلاد والصلاة على نية السلام، كما قالت المختارة سامية متى، مشيرة إلى أن «ما يحصل في غزة وعلى الحدود الجنوبية مؤلم جدّاً، ويحول بيننا وبين الاحتفال».

في العادة تحضّر سامية لسهرة العيد قبل أيام، هذه المرة «البال مش فاضي». وأضافت:»سنجتمع معاً في سهرة صغيرة للذكرى فقط، في حين سنكتفي بقداس الميلاد والصلاة من أجل انتهاء الحرب».

في المقابل، تشدّد بلدة بفروة الجنوبية على الإحتفال بالميلاد بولادة «طفل السلام»، كما أشار كاهن الرعية الأب أنطوان غزال، وإن كان الاحتفال بسيطاً وضمن الإمكانات المتاحة. وقال «إن من علامات الصمود في ظل هذه الظروف الراهنة، هو زرع الفرح على وجوه الأطفال»، مؤكّداً «أنّ الكنسية ستقيم احتفالاً للأطفال ومشهدية ميلادية، إضافة إلى تساعية الميلاد التي نصلّي من خلالها ليعمّ السلام منطقتنا».

لن تقتصر احتفالات الميلاد في بفروة على الصلاة فحسب، بل سيقيم شبيبة البلدة «ريسيتالاً ميلادياً»، لتأكيد «الإصرار على الحياة والبقاء، نترجمه بصلاتنا وبإحياء كل العادات الميلادية ولو كانت بسيطة». ورجاء الأب غزال أنّ «يزرع طفل السلام الأمن والسلام في كل العالم وأن يتوقف العدوان على جنوب لبنان وغزة». إذاً تتفاوت الاحتفالات بعيد الميلاد في قرى النبطية وتحديداً المسيحية، وإن كانت تلتقي جميعها على رسالة واحدة ألا وهي «السلام والمحبة في المنطقة وتوقّف الحرب».