IMLebanon

“القوّات” والرّئاسة: لا مقايضة!

كتب عامر زين الدين في “الأنباء” الكويتية:

ما كشفته «الأنباء» أخيرا عن مبادرة أميركية قريبة باتجاه لبنان، تتمثل بعودة كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة عاموس هوكشتاين الى بيروت منتصف الشهر المقبل، لإعادة إحياء جهوده الآيلة الى ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، وتاليا لمنع انزلاق الامور الى مزيد من التصعيد والمواجهات العسكرية الجنوبية بين اسرائيل و«حزب الله» على نحو أشمل. شكلت العامل الأبرز الذي يعتد به، حيث تضج الصالونات السياسية بماهيتها وتقف على حدود انتظاراتها. وقد عززتها معلومات مختلفة نقلها الاعلام مستقاة من البيت الأبيض عن اعتزامه ايفاد هوكشتاين، وهو ما ذكرته السفيرة الاميركية دوروثي شيا قبل مغادرتها لبنان ولقائها الأخير مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط.

ومن جملة أحاديث الوساطة «المرممة»، تسوية الخلافات في النقاط الـ13 العالقة التي لم يشملها الترسيم، بالإضافة إلى تلال كفرشوبا ومزارع شبعا، انما بدايتها من مسعى تطبيق القرار 1701، مقابل شرط تعهد اسرائيل وقف حربها على طول الحدود مع لبنان.

وفي الحال، سارع رئيس حزب ««القوات اللبنانية» سمير جعجع الى استباق مفاوضات التسوية التي تقودها الولايات المتحدة، بموقف عبر «إكس» قال فيه: إن رئاسة الجمهورية ليست جائزة ترضية، لا على مستوى الوضع الداخلي ولا لجهة المعادلات الإستراتيجية. ولا علاقة لتطبيق الـ1701 بسدة الرئاسة، لا من قريب ولا من بعيد.

وكشف مصدر مسؤول في القوات اللبنانية لـ «الأنباء» ان موقف جعجع جاء ردا على كلام وصل صداه الى المحافل الدولية بقبول «حزب الله» تطبيق القرار 1701 مقابل ضمانه رئاسة الجمهورية.

وقال نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان في تصريح لـ «الأنباء»: هناك موضوعان يكملان بعضهما دون مقايضات ومرتبطين بقيام الدولة جديا وفي عدم الاستمرار بدولة مهترئة و«مرقعة» بالكامل، الاول، وجود دولة تفرض سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية وتنفذ القرارات الدولية بجدية، والثاني، انتخاب رئيس للجمهورية من اجل بناء دولة القانون والمؤسسات تمتلك وحدها قرار الحرب والسلم.

وأضاف: أي حديث عن مقايضة الاستقرار بأمر على حساب الدولة، فإنما يأخذ لبنان نحو المزيد من الاهتراء والعودة به الى الوراء أشواطا اضافية، لان البلد لا يستطيع إطلاقا تحمل المزيد. نحن متفقون على ان اسرائيل هي العدو، لكن مواجهتها يتطلب دولة قادرة تمتلك قرار الحرب والسلم وتضع مصلحة لبنان اولا، وتعرف كيفية التصرف على حدودها، فالقضايا الوطنية الاساسية لا تحتمل أنصاف الحلول.

وردا على سؤال حول مناقشة مبادرات داخلية جديدة وما يحكى عن اتصالات للرئيس نبيه بري بهذا الخصوص، قال عدوان: لا شيء واضحا ولا توجد آلية بعد، لكن موقفنا الدائم هو مع الحوار الذي يؤدي الى نتائج، وثمة اتصالات ثنائية جرت سابقا وأثمرت التمديد لقائد الجيش، من الممكن اعتماد نفس التجربة والاسلوب تحت عنوان المصلحة الوطنية، ازاء اي قضية مهمة او خطر يهدد الوطن والكيان، ومن ذلك موضوع انتخاب رئيس الجمهورية الذي هو مطلبنا الاساسي، يقود البلاد ويستعيد قرار الدولة للسلم والحرب وتأمين الاستقرار وإطلاق مسيرة النهوض.