IMLebanon

السنيورة: “الحزب” لا يستطيع أن يفرض رئيسًا على اللبنانيين

إستقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، قبل ظهر اليوم الثلثاء في بكركي، رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة مترئسا وفدا من لقاء الازهر ووثيقة الاخوة الانسانية للتهنئة بالاعياد، وكانت مناسبة لعرض الاوضاع الراهنة.

بعد اللقاء، قال السنيورة: “تمنينا لغبطته سنة مباركة، وان يحمل العام الجديد السلام ونستعيد فيه النهوض السياسي والاقتصادي والمعيشي للبنانيين والمنطقة العربية ككل، وأملنا ان تتحد جميع الجهود كي نتجاوز جميع المشاكل الكبيرة التي نعاني منها”.

وأضاف: “نتذكر ايضا في هذه المناسبة، ما يجري في غزة من اعمال اجرامية وإبادة جماعية أوقعت هذا العدد الكبير من الضحايا الشهداء الذين سقطوا. ونؤكد في هذه المناسبة على اهمية ان يبقى لبنان بعيدا عن الاستدراج الى هذه المعارك العسكرية”.

وتابع: “لطالما وقف لبنان الى جانب القضية الفلسطينية ولا يزال اللبنانيون حريصون على ان يستعيد الفلسطينيون حقهم الطبيعي بدولة ووطن مستقل، لكن في نفس الوقت، اللبنانيون عانوا الامرين والان هم حريصون على الا يستدرج بلدهم الى هذه المعركة العسكرية التي لن تغير شيئا اساسيا اذا انخرط لبنان في التوازنات العسكرية والتي ستلحق به دمارا كبيرا”.

وأردف: “لا اقول هذا الكلام من اجل التهويل فلبنان ما زال يعاني من اثار العدوان الاسرائيلي في العام 2006، كما من ثلاث ازمات مترافقة مع بعضها وهي ان لبنان لا يزال غير قادر على انتخاب رئيس للجمهورية واستعادة المؤسسات الدستورية، اضافة الى الازمة الاقتصادية الخطرة جدا والتي تضغط على اللبنانيين وكذلك ازمة النازحين السوريين. هذه الازمات لا تسمح للبنان بأن يخوض معركة عسكرية في حين يحاول البعض استدراجه، لا سيما ان الرؤوس الحامية والتطرف الاسرائيلي يود ان يدفع بلبنان الى خوض هذه المعركة”.

وذكّر السنيورة أنه “في العام 2006 كان لدينا ما يسمى بشبكة امان حيث استطاع لبنان ان يتخطى النتائج السلبية للاجتياح الاسرائيلي آنذاك، وهذه الشبكة غير متوفرة الان، وهذا الامر ينبغي ان يتولد عن موقف وطني عام يدفعنا باتجاه الحرص على عدم الانزلاق ولكن يستطيع لبنان مع اشقائه العرب الدفع باتجاه دعم القضية الفلسطينية سياسيا وديبلوماسيا واعلاميا، وهذا ما يمكن ان يقوم به من اجل حماية اللبنانيين”.

وأشار إلى أن “لبنان كان يقوم على مقولة ان قوته في ضعفه، وآخرون يقولون ان قوته في مقاومته، والحقيقة ان قوة لبنان هي في وحدة ابنائه وحماية الوحدة الوطنية وتعزيزها، هذا ما يدفع بلبنان الى ان ينهض ويحقق ما يصبو اليه ابناؤه”.

كما لفت إلى أن “الجميع يعلم اننا لم ننتخب رئيسا للجمهورية، والرئيس بحسب الدستور هو رئيس الدولة وكل السلطات ورمز وحدة الوطن لا فريقا لفئة من اللبنانيين بل لجميعهم والسلطات وهو الحامي للدستور والذي يحرص على توازن السلطات والتنسيق في ما بينها، وهو فوق جميع كل السلطات، ويجب ان ننتبه ولا نقزم دور الرئيس لنجعله لاهثا وراء مناصب او وظيفة. رئيس الجمهورية هو الذي يجمع اللبنانيين فيشعرون جميعا انه هو الحامي لهم. هذا هو رئيس الجمهورية الذي يجب ان نحرص عليه في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بها المنطقة العربية والعالم”.

واعتبر أنه “مقابل ما نحسه مما يسمى بالتشنجات والتعصب الذي بدأ يغزو الكثير من دول العالم، فإن لبنان القائم على فكرة العيش المشترك وتقبل الاخر هو النموذج الصحيح الذي يمكن ان نعطيه ليس فقط كلبنانيين بل للمنطقة العربية وللعالم، وهذا ما يجب ان نحرص عليه ونستعيد سيادة الدستور والقانون، وبالتالي نستعيد ثقة اللبنانيين بالمستقبل”.

وشدد على أنه “في ظل ما تشهده المنطقة العربية من تسويات يجب ان نكون حريصين على الحفاظ على وحدتنا وبلدنا والتزامنا بأحكام الدستور واستعادة الدولة السيدة الحرة والمستقلة التي تبسط سلطتها على كل الاراضي اللبنانية، ولا قوة الا قوة الدولة اللبنانية”.

وأوضح أن “التفاهم مع حزب الله على انتخاب رئيس يتم على اساس ان يكون الرئيس المقبل رئيسا لكل لبنان، رئيسا يشعر كل لبناني بأنه فعليا يضمن له حريته وسيادته واستقلاله”.

وعما إذا فرض “حزب الله” رئيسًا، قال السنيورة: “أعتقد ان حزب الله لا يستطيع ان يفرض رئيسا على اللبنانيين، وهذا الامر يجب ان يكون واضحا. نحن لا نقول رئيسا يحابي فريقا من اللبنانيين، بل على العكس، يجب ان يشعر حزب الله وباقي الاحزاب وكل اللبنانيين بأن هذا الرئيس هو الذي يحميهم، ويجب ان نفرق بين رئيس ينتمي الى فريق فلا نكرر الخطا الذي ارتكبناه في العام 2016 ويجب ان ننتهي من هذه التسويات التي تؤدي في النهاية الى اخطاء ارتكبناها في الماضي، وفي هذه المرحلة يجب ان يشعر الرئيس الجديد بأنه مدعوم من كل اللبنانيين وانه لصالح لبنان”.