IMLebanon

إجراءات أمنية مشدّدة لقادة “حماس” في لبنان

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

أكّدت مصادر فلسطينية لـ»نداء الوطن» أن مسؤولي حركة «حماس» في لبنان شدّدوا إجراءاتهم الأمنية الاحترازية عقب اغتيال إسرائيل نائب رئيس المكتب السياسي الشيخ صالح العاروري مع عدد من قياداتها وكوادرها في مكتبه في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء يوم الثلثاء 2 كانون الثاني 2024.

ووفق المصادر، فإنّ مسؤولي الحركة اتّخذوا تدابير احترازية في أماكن سكنهم وتنقّلاتهم واجتماعاتهم بعد عملية «طوفان الأقصى» التي نفّذتها «حماس» في 7 تشرين الأول 2023 ضدّ غلاف غزة، وتحديداً بعد تهديد رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الذي أعطى تعليمات بتصفية قادة «حماس» في أي مكان من العالم، سواء غزة أم الضفة أم في لبنان أم تركيا أم قطر.

ويقول مسؤول العلاقات الوطنية لـ»حماس» في لبنان أيمن شناعة لـ»نداء الوطن» إنّ نتنياهو «هدَّد أكثر من مرة باغتيال قيادات الحركة في الخارج للهروب من مأزقه الداخلي، وقد تعاملنا مع هذه التهديدات بكل جدّية واتخذنا الإجراءات الاحترازية، ولكن الله قضى الأمر». ويضيف: «قدرنا كمقاومين أن ندفع الدماء الذكيّة وقد قدّمنا مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي وأحمد الجعبري وغيرهم على طريق تحرير فلسطين»، مؤكداً أن «قادة الحركة اتخذوا المزيد من التدابير الاحترازية الوقائية في الساحة اللبنانية».

بالمقابل، لم تخف مصادر مسؤولة في الحركة مخاوفها من تكرار عمليات الاغتيال، وتؤكّد أنّ «قواعد الاشتباك بعد اغتيال الشيخ العاروري تغيّرت ولم تعد كما كانت سابقاً»، موضحة أنّ «العملية جرت في الضاحية الجنوبية وما تمثّل من مربّع أمني مغلق من جهة، وخارج منطقة جنوب الليطاني من جهة أخرى، ما يفرض إجراءات جديدة».

وقد ترجمت بعض هذه الإجراءات خلال مراسم تشييع الشيخ العاروري وعزام الأقرع ومحمد الريس في بيروت وتحديداً من مسجد الإمام علي بن أبي طالب في الطريق الجديدة إلى مثوى الشهداء في شاتيلا، وسط إجراءات أمنية كثيفة.

وعلى وقع الإجراءات، تتواصل التحقيقات في عملية الاغتيال لمعرفة التفاصيل، ويرجّح خبراء عسكريون أن «تكون الغارة قد نفّذت بواسطة طائرة حربية وليس بمسيّرة من دون طيار، ومن مسافة بعيدة، ولذلك لم يسمع صوت الغارة أو هدير الطائرة»، موضحين أنّ الصواريخ موجّهة وقد أصابت الهدف عمودياً، أي من السقف، وليس أفقياً من خلال نافذة أو شرفة كما جرت العادة»، وأنّ الصواريخ التي أطلقت عددها ستة لم ينفجر منها إلا اثنان، وصاروخان اخترقا سقفي طابقين قبل أن يصيبا الهدف».

وفيما تدور أحاديث كثيرة في أروقة «حماس» حول ضرورة استيعاب الصدمة والفاجعة معاً، كون الشيخ العاروري يمثّل الرجل الأول للحركة في لبنان، ويشغل منصب نائب الرئيس والمسؤول عن الضفة الغربية، وأنّ الردّ محسوم وتتمّ دراسة طبيعته، تسود المخيّمات الفلسطينية في لبنان حالة من الغضب والحزن بعدما شهد عدد منها مسيرات شعبية عفوية، ندّدت بالجريمة وطالبت بالثأر للعاروري ورفاقه.