IMLebanon

شيخ العقل: موازنة الدولة لا تفي بالغرض

ترأس شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي أبي المنى اجتماع الهيئة العامة للمجلس المذهبي في دار الطائفة في بيروت، لمناقشة قضايا مجلسية ومالية متصلة بموازنتي مشيخة العقل والمجلس المذهبي.

وقال شيخ العقل: “صحيح أن الظروف الاستثنائية لم تسعفنا لتحقيق ما نحلم وتحلمون به، وعلى الأخص منذ تسلمنا مهامنا أواخر العام 2021، وما رافق ذلك من سلسلة انهيارات اقتصادية ومالية واجتماعية، أفضت إلى ما نحن عليه اليوم، فراغ رئاسي، وشغور إداري، وخلل دستوري، وحذر أمني، وعدوان حربي يكاد يتوسع ويتفاقم لولا حكمة في التعاطي الداخلي وميل إلى ضبط النفس، ولكن الخطر الداهم موجود والخشية من تمادي العدوان قائمة، وإمكانية تردي الأوضاع محتملة، لا يخفف من وطأتها سوى وحدة وطنية وتضامن داخلي لتحصين الدولة بمؤسساتها كافة، بدءا من رئاسة الجمهورية المعلقة في الفضاء عرضة للرياح القادمة من هنا وهناك، ومؤسسة الجيش اللبناني التي تنتظر الفرج بتعيين رئاسة أركانها ومجلسها العسكري، وغيرها من الإدارات المدارة بالفراغ أو بالوكالة”.

واردف: “كل ذلك يفرض علينا التلاقي والتعاون والصبر والاحتمال والإقدام، وإن كنا لن نحقق في أشهر ما لم يكن ممكنا تحقيقه خلال سنوات، لكننا لن نتخلى عن دورنا ولن نتهرب من مسؤولياتنا، ويدا بيد إن شاء الله، نجتاز الصعاب في خريف هذا المجلس، وما الموازنة المطروحة اليوم أمام مجلسكم سوى صورة عن الواقع المضطرب سياسيا وإداريا وماليا واقتصاديا، إذ لا استقرار ولا اطمئنان في أي أمر، بيد أنها تدابير واقعية وأرقام مدروسة تتلاءم مع واقع الحال بالحد الأدنى، فموازنة الدولة لا تفي بالغرض، ومداخيل الأوقاف لا تكفي، والتبرعات غير مضمونة، لذلك يبدو العجز واضحا في الموازنة، وهو ما يجب أن يغطى من التبرعات، وهنا يكمن التحدي في إمكانية استنهاض الأصدقاء من أصحاب الإمكانيات والأيادي البيضاء لدعم موازنة كل من مشيخة العقل والمجلس المذهبي.”

وختم: “هذا ما نأمله وإخواننا في مجلس الإدارة متعاونين متضامنين، وما نطلب مساعدتكم في تحقيقه. هذا هو الواقع، بانتظار أن نخطو خطوات عملية نحو خطة استثمار الأوقاف، وهو ما نعمل عليه جاهدين، بالرغم من تردي الأوضاع وأجواء الحرب في المنطقة، علنا نوفق في إنشاء صندوق استثماري يستقطب الدعم ويشارك في إقامة مشاريع منتجة برعاية من لجنة الأوقاف والمجلس، وبمشاركة مع مجموعة استثمارية محلية أوسع على مستوى الطائفة وبعض رجال المال والأعمال المقتنعين معنا بفكرة الاستثمار دون استجداء الدعم الخارجي وانتظار الغرباء ليتقدموا بعروض استثمار أراضينا والنهوض بنا، وهذا هو بيت القصيد الذي يحتاج إلى تعزيز الثقة بمجلسنا والتعاون اللامحدود في ما بيننا، وهذا ما نأمله ونرجوه”.