IMLebanon

الوساطات مستمرة على خط التهدئة

جاء في جريدة “الأنباء” الالكترونيّة:

لا تزال التطورات الأمنية في جنوب لبنان تشكّل مصدر قلق للبنانيين كما القوى الدولية والاقليمية. ويكاد لا يمرّ يوم من دون عدوان إسرائيلي في محاولة واضحة لجرّ لبنان إلى حرب مفتوحة.

وفي هذا الإطار، أمل عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية أن تنجح وسائل الضغط على إسرائيل لتهدئة الحال في غزة وجنوب لبنان وأن يتمكن الوسطاء من نزع فتيل التوتر وإبقاء الوضع كما هو عليه ضمن قواعد الاشتباك.

كلام موسى يؤشّر إلى المساعي المستمرة لإحتواء الوضع جنوباً، حيث تفيد المعلومات بأن الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سيعود الى لبنان، وأن الاتصالات مستمرة على خط بيروت، لا سيما عين التينة حيث يتابع رئيس مجلس النواب نبيه بري بشكل يومي التطورات كما جهود التهدئة.

وانطلاقاً من هذه الأجواء الملبّدة برز تحرك اللجنة الخماسية المستجد على خط تحريك الملف الرئاسي. وأشارت معلومات لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى أن اللجنة ستستأنف نشاطها في الأيام المقبلة من خلال السفراء في لبنان، ومن المرجّح أن يجمعهم لقاء قريب يكون منطلقاً لجولة سيقومون بها على عدد من القوى السياسية. وعطفاً على هذا الحراك، أفيد بأن الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني “أبو فهد” وصل إلى بيروت حيث سيكون له العديد من الاجتماعات.

وفي هذا السياق، أشارت النائبة نجاة صليبا في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية إلى خوف إقليمي أكثر مما هو محلي من تحوّل الحرب في غزة وجنوب لبنان إلى حرب إقليمية، لأن أوروبا التي بدت خاسرة من الحرب في أوكرانيا قد تتأثر سلباً من اندلاع الحرب في المنطقة، لأن اتساع رقعة الحرب في المنطقة سينعكس سلباً على التجارة البحرية وعلى الصادرات الأوروبية من دول شرق آسيا وأستراليا في حال اقفال مضيقي هرمز وباب المندب، وحتى على الملاحة في البحر الأحمر. وأن أوروبا اليوم في سباق لاستيراد المواد المعدنية كالليثيوم والكوبالت والكرافتات للتصنيع التكنولوجي، وهذا سيكبدها خسائر مادية جسيمة، بالاضافة الى استيراد الفيول وغيرها من السلع الأساسية والمواد الغذائية.

وأضافت صليبا: “هذا يعني أن الاقتصاد العالمي أصبح مهدداً، لذلك هناك رغبة أوروبية ودولية لتحييد لبنان وأن التواصل الدولي والعربي يجري على هذا الأساس لكن في المقابل إيران تعرف كيف تلعب بالورقة اللبنانية، فالتصعيد في جنوب لبنان يأتي بحسب الرغبة الايرانية، واللاعب الأكبر على الساحة هو حزب الله فاذا كان الحزب يرى ضرورة لاجتماع الرئيس بري مع سفراء اللجنة الخماسية فإن الاجتماع سينعقد على الفور وإلا قد يتأجل كما حصل اليوم”.

وترى صليبا أن كل الأمور متعلقة بايران، فاذا حصل نوع من “ديل” مع ايران لتهدئة الوضع في لبنان وعادت ايران الى مائدة المفاوضات، كل المشاكل في لبنان تصبح قابلة للحل بما فيها رئاسة الجمهورية عدا عن ذلك كله كلام لتعبئة الوقت.

وبناء عليه، تبقى الأنظار مشدودة الى التطورات الميدانية في الجنوب والعقل الاسرائيلي المغامر، فهل تنجح المساعي الدبلوماسية بلجم الحرب وتغليب الحل السلمي أم أن كرة النار ستكبر وتتحوّل إلى لهيب جارف؟