IMLebanon

هل تُصيب “شظايا” إسرائيل بيروت؟

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

هل اسرائيل جادّة باللعب على حافة الهاوية؟ انه السؤال الذي يشغل اللبنانيين بعد سلسلة التهديدات والتحريضات المفتوحة منذ أيام بشن هجوم على العاصمة بيروت، حيث بدا منسوب التصعيد كبيراً والصواريخ تتساقط ما وراء الخطوط الحمراء أحياناً، ويبدو ان الحسابات الاستراتيجية لكل أطراف الصراع تجاوزت الأمور المضبوطة ما ينذر بالانجرار الى ما لا يحمد عقباها، خصوصاً ان منسوب التوتر ازداد كثيراً والخسائر تبدو فادحة بين طرفي النزاع اي اسرائيل و”حزب الله”.

من جهة اخرى، دأب المسؤولون الاسرائيليون كلما حصل اشتباك بين الجيش الاسرائيلي والحزب على تهديد لبنان بإعادته إلى العصر الحجري، والجديد هذه المرة حملة وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت التي لا تتوقف عن التحذير من تحويل بيروت إلى غزة ثانية، كما اعتبر أن المسؤول عن إطلاق الصواريخ من لبنان ليس الحزب فقط، بل الدولة اللبنانية. وتوعّد بأن الرد سيأتي قريباً وبقوة. من جهته، طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير بتغيير التعاطي في المواجهات مع الحزب وقال “إن إطلاق صواريخ من جنوب لبنان يعد حرباً على إسرائيل”.

وفي هذا السياق تعتبر مصادر مطلعة انّ ما يحصل في الميدان ليس إلا تقطيعاً للوقت الضائع حتى تنتهي حرب غزة، وتبدأ المفاوضات الجديّة حول تطبيق القرار 1701، وهو امر لا مفرّ منه، الّا اذا شعر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، ان الحزب يراوغ ويحاول ان يكسب وقتاً، عندها من المرجح ان يشن حرباً واسعة، وربما توجيه ضربات إلى كبار قادة الحزب في الضاحية – الجنوبية، وتدمير بنيته التحتية الرئيسية، أو حتى الانتقام المباشر من السلطة اللبنانية، ولربما تمتد اكثر لتطال شظاياها بيروت.

في المقابل، تتخوف جهات امنية في حديثٍ الى وكالة “اخبار اليوم”، من استمرار الاستهدافات الإسرائيليّة وتخطيها ضوابطها إلى خارج الحزام الأمني الذي رسمه قرار الأمم المتحدة الرقم 1701، عبر استخدام طيرانها الحربي، لارعاب المواطنين اللبنانيين الآمنين، فتقصف البنى التحتية في العاصمة بيروت، كما فعلت في حرب تموز 2006.

وتضيف الجهات الامنية عينها: من هنا يمكن أن نفهم الدوافع الكامنة وراء زحمة الموفدين الغربيين الى لبنان ورسالتهم الوحيدة التحذير من انزلاق الأمور نحو الأسوأ.

وما يزيد تلك المخاوف هو استهداف مسيرة إسرائيلية بصاروخين موجهين لسيارة مدنية، كان يستقلها مسؤول عسكري في الحزب في منطقة النبطية البعيدة عن الخط الأزرق قرابة 25 كيلومتراً عن الحدود الجنوبية، كما طال عدوانها شقة سكنية في وسط مدينة النبطية، فسقط صاروخ موجّه على عائلة كاملة فأدى الى مجرزة، ثم تبعها عدوان اسرائيلي امس على بلدة الغازية جنوب صيدا التي تبعد 50 كيلومتراً عن الحدود، واسفر عن سقوط عدد من الضحايا معظمهم من العمال السوريين.