IMLebanon

لبنان يتأرجح بين نار الجنوب وغَليان التحرّكات المطلبية

جاء في “نداء الوطن”:

وصلت التطورات الجنوبية الى منعطف جديد ميدانياً وديبلوماسياً. كان الميدان ولا يزال في يد «حزب الله» لبنانياً. أمّا الديبلوماسية، فبدت متأخرة عن التدهور الخطير على المسرح الجنوبي. وآخر الأمثلة، تأجيل لقاء كان يفترض أن يعقده رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مع وزير الخارجية عبدالله بو حبيب لإعداد الردّ اللبناني على الورقة الفرنسية الرسمية التي تلقتها الحكومة الأربعاء الماضي، كما أشارت الى ذلك «نداء الوطن» في حينه. وذكر أنّ سبب التأجيل إقفال الطرق المحيطة بالسراي بسبب التحركات المطلبية. وعليه سيتم اللقاء الأسبوع المقبل.

وعلم أنّ لقاء ميقاتي وبو حبيب كان سينظر أيضاً في الرسالة السورية التي تتضمّن اعتراضاً على أبراج المراقبة التي ساعدت بريطانيا على تشييدها على الحدود الشرقية والشمالية بين لبنان وسوريا لمراقبة عمليات التهريب.

ومقابل هذه المفارقة في أحوال الميدان والديبلوماسية لبنانياً، تحرّكت إسرائيل في اتجاه مجلس الأمن بقوة توازي قوة الآلة العسكرية التي واصلت دكّ المدن والبلدات والقرى الجنوبية في محاولة لتكبير ملف لبنان ومراكمة ذرائع تبرر توسيع الحرب. ففي رسالة وجهها أمس وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس الى مجلس الأمن في نيويورك، حذّر من أنّ إيران سرّعت إرسال شحناتها من الأسلحة إلى «حزب الله» عبر سوريا منذ بدء الحرب في غزة. وشدد على أنّ إسرائيل لديها «حق أصيل في الدفاع عن أراضيها ومواطنيها». وذكر كاتس أنّ إيران ترتكب «انتهاكات جسيمة» لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، فضلاً عن انتهاك قراري مجلس الأمن 2231 و1540.

ووفقاً للرسالة الإسرائيلية، تشمل الشحنات الإيرانية مكوّنات لأنظمة الدفاع الجوي وطائرات بدون طيار (بما في ذلك «شاهد-101» و»شاهد-136»)، والعديد من الصواريخ المختلفة (بما في ذلك «ميني أبابيل» و»358 اعتراضية مضادة للطائرات».

وأورد كاتس قائمة بالعديد من وحدات الحرس الثوري الإيراني و»حزب الله» المشاركة في عمليات نقل الأسلحة، فضلاً عن عدة مناسبات لاحظت فيها إسرائيل ورود شحنات.

وردّ كاتس على التقارير حول الرسالة في منشور على X أمس الجمعة، فكتب: «إيران هي رأس الأفعى. لن نتحلى بالصبر لفترة أطول من أجل التوصل إلى حل ديبلوماسي في الشمال. إذا لم تُحدث المعلومات الاستخباراتية المثيرة التي كشفناها لمجلس الأمن تغييراً – فلن نتردّد في التحرك».

على المستوى الميداني، نعى «حزب الله» أمس اثنين من مسعفيه ومقاتلاً سقطوا في قصف إسرائيلي. وقال مصدر أمني إنّ القصف استهدف مركزاً للدفاع المدني التابع لـ»الحزب» في بليدا. من جهته قال الجيش الإسرائيلي، إنه رصد مقاتلين «دخلوا مبنى عسكرياً» تابعاً لـ»حزب الله « في بليدا، مضيفاً أنه «بعد الرصد تم استنفار طائرات مقاتلة هاجمت المبنى». وفي المقابل، أعلن «حزب الله» ردّه على الاستهداف بقصف موقعين عسكريين إسرائيليين.

ولاحقاً، ذكرت قناة «المنار» التابعة لـ»حزب الله» أنّ «الطيران المسيّر المعادي نفّذ غارة بصاروخ موجّه استهدف بلدة كفركلا. كما قصفت مدفعية العدو بلدة رب ثلاثين وأطراف حولا وبني حيان».

وخلال تشييع «حزب الله» عنصره القيادي حسن محمود صالح في بلدة عدشيت، والذي قتل في الغارة على كفررمان، أكّد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد أنّ «العدوّ يُماطِل في الوقت، ولا يُريد أن يوقف العدوان».

وأفيد مساء عن وفاة المسؤول عن منطقة مارون الراس في «حزب الله» محمد عبد الرسول علوية متأثراً بجروح أصيب بها بعد الغارة على سيارته في بنت جبيل في 12 شباط الجاري.

أما على الجانب الإسرائيلي، فذكرت وسائل إعلام عبرية أنّ «حزب الله « «ينقل مركبات ثقيلة قرب الحدود مع جنوب لبنان». ونقلت قول الوزير في حكومة الحرب بني غانتس: «سيتم إبعاد «حزب الله» عن الخط الحدودي. نحن نستعد ليوم الأمر حيث سيتعيّن علينا توسيع العمل. سيستمر القتال مستقبلاً في عمق الأراضي وليس على طول الحدود».

كذلك أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ أسطول الزوارق الصاروخية التابع للبحرية الإسرائيلية أجرى تدريبات «واسعة النطاق» خلال الأسبوع المنصرم. وقال إنّ «التدريبات البحرية تحاكي القتال في المسرح البحري الشمالي، وتم إجراء بعض التدريبات مع سلاح الجو الإسرائيلي» .

ومن لهيب الجنوب الى جمر التحركات المطلبية، وعلى وقع اعتصام العسكريين المتقاعدين على أبواب السراي الحكومي لمنع الوزراء من المشاركة في جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقرّرة بعد ظهر أمس، أرجأ رئيس الحكومة الجلسة. وعلمت «نداء الوطن» أنّ هناك جلسة أخرى لمجلس الوزراء الأسبوع المقبل لبتّ الحوافز. وفي هذا الوقت يفاوض العسكريون المتقاعدون «على حلول وسط».