IMLebanon

عيد الأم.. كل يحتفل على طريقته

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

لم تسرق الأزمة المعيشية فرحة المواطنين بعيد الأم هذا العام، بخلاف الأعوام السابقة. فرغم الغلاء وارتفاع الأسعار ثمة إقبال على شراء الهدايا لـ”ست الحبايب”، وخاصة منها الورود وقالب الحلوى اللذين لا مفر منهما مهما كانت الأوضاع المالية صعبة.

في العادة، لا تطلب الأمهات من أبنائها معايدتها بالمناسبة التي تحل مع بدء فصل الربيع في 21 أذار ومع شهر رمضان وما يتطلبه من مصاريف مالية إضافية، لكن رمزية العيد تبقى حاضرة في وجدانهم، يتهامسون من أجل اختيار هدية تليق بها كعرفان بالجميل لـ “الأم التي تهزّ السرير بيمينها… تهزّ العالم بيسارها”.

اللافت هذا العام، هو تلاقى الأغنياء والفقراء في التعبير عن الحب والوفاء للأم، كل بطريقته الخاصة ووفق إمكانياته المادية، فالأغنياء يبحثون عن هدية أو أكثر، جميلة أو نادرة بغض النظر عن سعرها، والفقراء يفكرون في كيفية الاحتفال بالمناسبة بأقل كلفة ممكنة.

ويقول علي حنينة لـ”نداء الوطن”: “لقد وفرت من مصروفي منذ شهرين ونيف من أجل شراء هدية لوالدتي، لا يمكن أن يمر هذا العيد بلا معايدة، لقد اشتريت لها باقة من الورد ومعطفاً”، بينما تقول رشا قبلاوي لـ”نداء الوطن”: “اتفقت مع شقيقاتي الأربعة على شراء هدية موحدة للوالدة عبارة عن خاتم من الذهب، لنعبر عن حبنا الكبير لها لأنها هي التي منحتنا الحياة”.

غالباً ما تزدحم محال الحلوى والورد بالمواطنين الذين يقبلون على شراء الهدايا، ما يؤدّي إلى ارتفاع أسعارها، فالوردة أصبحت بـ150ألف ليرة لبنانية بدلاً من 100 ألف، وقالب الحلوى لا يقل عن 20- 50 دولاراً أميركياً، ويقول محمد البابا لـ”نداء الوطن”، “كل هدايا العالم لا تكفي لتعبّر عن الامتنان والحب للأم، ومهما غلت الهدية تبقى رمزية قياسا على حجم تضحياتها في سبيل أبنائها وسعادتهم”.

على المقلب الآخر، فإن العائلات الفقيرة والمستورة اعتمدت أسلوباً مغايراً عنوانه الاحتفال بالمناسبة ولكن بأقل كلفة ممكنة، لا سيما وأن العيد يأتي في رمضان ومنتصف الشهر، ويقوم على شراء وردة بدلاً من الباقة، وهدية بدلاً من الإثنتين، أو حتى صناعة قالب الحلوى في المنزل بدلاً من شرائه جاهزاً من محل الحلوى. وتقول لينا البطش وهي أم لثلاثة أولاد لـ”نداء الوطن”: “زرت والدتي في منزلها في صيدا القديمة وقدمت لها معايدة رمزية عبارة عن قالب حلوى صنعته بنفسي بالمنزل توفيراً للمال، وطبعت على جبينها قبلة وتمنيت لها العمر المديد. لقد وجدتها أجمل هدية، فالأم دائماً ترضى بأي شيء، المهم أن يكون أولادها سعداء”.

اما وفاء نحولي فتقول: “لم أتمكن هذا العام من شراء هدية لوالدتي كما حال السنوات الماضية بسبب الضائقة المالية، ولكنني قبلت يدها وتمنيت أن يحل العيد المقبل وقد تحسنت ظروف البلد”.

لكن بعض الأمهات، كانت فرحتهنّ ناقصة “ابني مسافر”، البحث عن العيش الكريم فرض غيابه فكانت المعايدة عبر الهاتف هي السبيل الوحيد لإيصال عبارة “كل عام وأنت بألف خير”، بينما آخرون يحل عليهم العيد ناقصاً بعدما فقدوا أمهاتهم، بعضهم حمل وردة ووضعها على ضريحها وردّد بحزن “الله يرحمك يا يمّا”.