IMLebanon

“المليار يورو”.. بين جدلية الرشوة وأفضل الممكن

كتبت بولين فاضل في “الانباء الكويتية”:

رشوة، سمسرة، مغريات، بيع سيادة تسميات متعددة أطلقها البعض على رزمة المليار يوريو للبنان التي حملها رئيس قبرص نيكوس خريستودوليدس ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلايين في ختام زيارتهما لبيروت والتي اختار وصفها رئيس الجزيرة الصغيرة المجاورة للبنان بـ«الزيارة التاريخية».

أما منطلق هذه التسميات، فريبة مشروعة من السلطة السياسية في لبنان من أنها وعلى مر أزمنة كانت «تشتري وتبيع» عند الحاجة «والزركة».

الخشية اليوم من أن يكون الأوروبيون لم يغيروا مقاربتهم لملف النزوح السوري لناحية رفضهم تقديم المساعدة المالية للنازحين متى اضحوا في سورية لتحفيزهم على العودة، وبالتالي اكتفاء أوروبا لطمأنة قبرص وغيرها من دولها بالسعي لدى لبنان لإحكام مراقبته لبحره منعا لتسلل النازحين عبره، وذلك بمنحه مليار يورو يمتد لأربع سنوات على أن يأخذ هذا المبلغ طريقه عبر الدولة اللبنانية لا منظمات المجتمع المدني.

ولكن بعيدا من هجوم البعض الجاهز دوما على المسؤولين في السلطات اللبنانية لعدم الثقة بهم وجدلية المليار يورو، لا بد من قراءة هادئة لحصيلة «اليوم الأوروبي» في بيروت وتبيان «ما له وما عليه».

وفي هذا الإطار، لاحظت أوساط محايدة أن ثمة تطورا كبيرا في هذا الملف تمثل خصوصا في وعد رئيسة المفوضية الأوروبية بمتابعة «إعادة توطين اللاجئين السوريين من لبنان إلى الاتحاد الأوروبي»، وهذا يعني إخضاعهم لعملية فرز واختيار المؤهلين منهم لتوطينهم في أوروبا.

وما عدا ذلك، تقول هذه الأوساط إن المليار يورو هو رقم كبير (ربع مليار سنويا حتى 2027) وسيذهب في اتجاهات عدة لها علاقة بالأمن والاقتصاد والتنمية والإصلاحات وغير ذلك.

إلى ذلك، وصفت أوساط حكومية الكلام عن رشوة أوروبية للبنان لإبقاء النازحين على أرضه، بأنه «غير صحيح ومحاولة خبيثة لإفشال أي حل حكومي، تحت حجج واتهامات باطلة».

وقالت الأوساط إن «ما تم التوصل اليه هو افضل الممكن في الظروف الحالية والواقع الاقليمي والدولي القائم، ومن يملك حلا افضل، غير النواح والشتم، فليتفضل بتقديمه، وسيكون رئيس الحكومة والحكومة من الشاكرين له».

من جهة أخرى، يقول متابعون لملف النزوح إن المشكلة تكمن أيضا في «عدم وجود خطة سورية لاستعادة النازحين، ويغض النظر على الحدود لتدفق المزيد منهم إلى لبنان لاستخدام هذه الورقة للمقايضة في الوقت المناسب».