تقرير مانويل مطر:
في لحظة ينتظرها اللبنانيون بشغف، تستعد عنايا لكتابة صفحة روحية جديدة مع زيارة قداسة البابا لاوون الرابع عشر إلى ضريح مار شربل، تحت شعار: “عنايا تستقبل البابا ومعه بركة السماء”. هي زيارة استثنائية تتجاوز البروتوكول، وتلامس قلوب الناس الذين يتحضّرون لـ”عرس تاريخي”، آملين أن تحمل إليهم بركة السماء ووهج القداسة.
في هذا الإطار، قال رئيس بلدية عنايا – كفربعال في قضاء جبيل، مارك عبود، في حديث لموقع IMLebanon، إنّ أبناء جبيل ينتظرون البركة من أعلى سلطة كنسية، خليفة القديس بطرس، صباح الاثنين، خلال زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى دير مار شربل في عنايا، وأكد أنّ المنطقة تستعد لـ”عرس تاريخي”، مشيراً إلى أنّ مار شربل ليس قديساً عادياً، بل هو رمز للبنان يشبه الأرزة، وأنّ التحضيرات اكتملت بالكامل لاستقبال أكبر عدد من الوافدين، سواء لجهة الوصول إلى عنايا أو توفير المواقف والباصات التي ستقلّهم إلى محيط دير مار مارون.
كما أوضح عبود أنّ عناصر البلدية ستنتشر على طول الطريق لتزيود الزوار بالمياه وكل الاحتياجات اللازمة لتأمين وصولهم بسهولة لرؤية البابا، لافتاً إلى أنّ هذه الزيارة ستمنح الناس فرصة الاقتراب من البابا لمسافة تصل إلى متر ونصف تقريباً، وأنّ الجمهور سيتمكّن من الانتشار من حاجز الجيش وصولاً إلى الدير.
وأشار إلى وجود تنسيق كامل مع الأهالي الشيعة القاطنين على الطريق التي سيمر عليها موكب البابا، ويتم هذا التنسيق عبر النائب رائد برو ورئيس بلدية رأس أسطا محمد حيدر. وكان الأهالي، بحسب عبّود، سبّاقين في تزيين الطرقات ورفع اللافتات الترحيبية بالبابا، كما سيقومون بلفتةٍ خاصة بانتظاره على الطريق العام لاستقباله قبل وصوله إلى الدير. وأضاف أنه، بغضّ النظر عن أحوال الطقس، فإنّ اللبنانيين لن يترددوا في الخروج لرؤية البابا، حتى لو كان المطر أو الثلج شديدين، كما يحصل في قداس الميلاد في روما، مشيرًا إلى أنه يمكن للناس إحضار المظلات، مؤكداً أنّ هذه الزيارة “لا تتكرر أبداً”، لذلك سيحرص الجميع على الاستفادة منها.
وعن الإضافة التي سيمنحها البابا لاوون لدير عنايا، كشف عبود عن أنّ البابا سيعلن دير مار مارون “مزار حج ديني عالمي”، معتبراً أنّ هذا الأمر ليس بسيطاً بالنسبة لمار شربل، الذي “يتخطّى الطوائف والأديان والحدود”، إذ تنتشر كنائس تحمل اسمه في معظم دول العالم.
وهكذا، تقف عنايا على موعد مع لحظة استثنائية تحمل معها نفحات قداسة ينتظرها اللبنانيون بفارغ الصبر. فزيارة البابا لاوون الرابع عشر ليست مجرّد محطة روحية فحسب، بل حدث تاريخي يعيد إلى قلوب المؤمنين رجاءً متجدداً، ويمنح دير مار شربل بُعداً عالمياً جديداً. ومع اكتمال التحضيرات واستعداد الأهالي لاستقبال “بركة السماء”، تبقى الأنظار متجهة إلى الاثنين، حيث يُكتب فصلٌ جديد من الإيمان على أرض عنايا.
