أعلن المكتب الصحافي للاستخبارات الروسية أن موسكو ستعتبر وجود شركات عسكرية فرنسية خاصة في أوكرانيا عملًا عدائيًا، مشدّدًا على أنّ تلك الشركات ستكون “هدفًا مشروعًا رئيسيًا” للقوات الروسية في حال مشاركتها في الميدان.
وجاء في البيان أن باريس تبحث عن خيارات للمشاركة المباشرة في الصراع الأوكراني، مستشهدًا بالقرار الحكومي الفرنسي رقم 2025-1030 الصادر في 31 تشرين الأول 2025، الذي يتيح استخدام الشركات العسكرية الخاصة لمساعدة دولة ثالثة تواجه نزاعًا مسلحًا.
وأضاف البيان: “على باريس ألا تخدع نفسها بالاعتقاد أن استخدام الشركات العسكرية الخاصة سيُبعد مسؤولية الجيش الفرنسي عن المشاركة المباشرة في القتال”، مؤكّدًا أنّ وجود هذه الشركات في أوكرانيا “سيُعتبر من جانب موسكو مشاركة مباشرة لفرنسا في الأعمال العدائية ضد روسيا”، وبالتالي فإن استهدافها سيكون “أمرًا مشروعًا” للقوات الروسية.
في المقابل، يعيش الداخل الفرنسي نقاشًا حادًا بعد تصريحات قائد القوات المسلحة الفرنسية، الجنرال فابيان ماندون، الذي أثار جدلًا واسعًا حين دعا بلاده للاستعداد لاحتمال خسارة “أبنائها” في حال اندلاع مواجهة عسكرية واسعة مع روسيا خلال السنوات المقبلة.
وخلال مشاركته في مؤتمر رؤساء البلديات الفرنسية، حذّر ماندون من أن أوروبا تمر بمرحلة تاريخية دقيقة قد تضعها على مشارف صراع مباشر، قائلاً: “لا يمكن لبلادنا أن تفترض أن السلام سيستمر إلى الأبد. إذا تعثرت فرنسا لأنها غير مستعدة لقبول التضحية أو لتحمّل كلفة اقتصادية ناتجة عن إعطاء الأولوية للإنتاج الدفاعي، فنحن نكون في خطر”.
وأضاف الجنرال أنّ المعلومات الاستخباراتية المتوافرة لدى الجيش الفرنسي تُظهر أن روسيا تستعد لمواجهة محتملة مع الغرب بحلول عام 2030، معتبرًا أنّ “موسكو باتت مقتنعة بأن عدوّها الوجودي هو الناتو والدول الأوروبية”، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.