في عالم تتحرك فيه الأموال بسرعة كالضوء، وتختفي فيه الحقائق بين حدود لا تراها الخرائط، تكشف مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، من لبنان إلى البرازيل، شبكة مالية تعدّ من أخطر شبكات التمويل غير الشرعي في نصف الكرة الغربي.. شبكة يديرها حزب الله وتدرّ مئات الملايين سنويًا.
تقول مصادر لـ”المركزية”، إن تقارير استخباراتية غربية موثوقة كشفت أن أرباح حزب الله من تجارة المخدرات، وتبييض الأموال، وتهريب السلاح والنفط، وتقليد المنتجات… تجاوزت في عام واحد فقط، مئات ملايين الدولارات.
لكن الأخطر، أن هذه الأموال لا تأتي من اقتصاد خفي فقط، بل من واجهات شركات “شرعية” يمتلكها رجال أعمال مرتبطون بالحزب، في واحدة من أكثر عمليات التمويه احترافًا على مستوى الجريمة المنظمة.
هنا بالذات، في المثلث الذي يلتقي فيه البرازيل والأرجنتين وباراغواي، يتحدث الخبراء عن “الملاذ الذهبي” لشبكات حزب الله.
منطقة تُوصف بأنها “وادي السيليكون” لغسيل الأموال، حيث تُغسل ملايين الدولارات يوميًا عبر شبكات صيرفة، وشركات تجارة، ومؤسسات استيراد وتصدير، وحتى مصانع مقلدة للسلع العالمية.
مصادر دبلوماسية تؤكد أن اختراق أجهزة استخبارات غربية لهذه الشبكات لم يتم صدفة، بل جاء نتيجة “خلافات داخلية” بين رجال أعمال لبنانيين متنافسين على صفقات نفط وعمولات تبييض. خلافات تحولت إلى كنز معلومات كشف جانبًا من اقتصاد ظلّ يعمل لسنوات في الظلام.
وفي فنزويلا؛ الصورة أكثر تعقيدًا؛ حيث تُستخدم شركات كواجهة لإبرام عقود طويلة الأجل مع شركات أوروبية لتسهيل عمليات تهريب النفط وتدويره، في آلية تشبه تمامًا الطرق التي تعتمدها إيران للالتفاف على العقوبات الدولية.
بين المخدرات والذهب والنفط، وبين اقتصاد رسمي واقتصاد ظل، تتشكل واحدة من أعقد شبكات التمويل في العالم؛ شبكة مكّنت حزب الله من بناء اقتصاد موازٍ، عابر للحدود، من الصعب تفكيكه