أوقفت قوى الأمن الداخلي، في عملية أمنية محكمة نفذها مكتب حبيش بقيادة العقيد بلال محفوظ، كلا من محمد عادل المقداد وإيلي المعوشي، اللذين يعدان من أبرز المتورطين في شبكات القمار غير الشرعي في لبنان، في خطوة اعتُبرت مؤشرا على مرحلة جديدة تعمل فيها الدولة على إنهاء نفوذ السوق السوداء وتداعياتها على الاقتصاد والأمن.
وتشير معطيات تقرير مصوّر بثته صفحة “وينيه الدولة” إلى أن المقداد يمتلك سجلا حافلا بالمخالفات، من بينها تعاطي المخدرات وإطلاق النار والتهديد تحت السلاح والتعذيب، وهو الذي بدأ نشاطه في فرض الخوات في الضاحية الجنوبية قبل أن يتحول إلى أحد أبرز الأسماء المتحكمة في القمار غير الشرعي. كما أظهر التقرير تسجيلات يتطاول فيها المقداد على الأجهزة الأمنية، فضلا عن تورطه في الاتجار بالمخدرات وبينها مادة الكوكايين.
أما إيلي المعوشي، الذي يُعرف بـ”بارون القمار” في شرق بيروت، فأوقفته قوة من قوى الأمن الداخلي بعد الاشتباه بإدارته شبكة واسعة تمتد من حرش تابت إلى طريق الجديدة والضاحية الجنوبية وصولا إلى جونية، مستخدما أساليب لجذب الشبان وإيقاعهم في فخ المراهنات التي تسببت بخسائر فادحة دفعت كثيرين إلى بيع ممتلكاتهم ورهن سياراتهم، ضمن سوق سوداء تفتقر إلى أي معايير قانونية أو ضوابط.
وأحيل المعوشي إلى التحقيق بإشراف القضاء المختص، وسط إشادة واسعة بهذه العملية التي اعتُبرت ضربة كبيرة لشبكات القمار غير الشرعي.
ويؤكد هذا التحرك من مكتب حبيش والعقيد بلال محفوظ وقوى الأمن الداخلي ووزارة الداخلية أنّ “زمن الأول بدأ يتحول”، وأن أذرع السوق السوداء باتت في مرمى أجهزة الدولة، في إطار مرحلة جديدة تهدف إلى استعادة مؤسساتها وتفكيك شبكات الجريمة المنظمة.
