تقرير داني دياب:
في أعقاب حرب أيلول وما تلاها من اتفاق لوقف الأعمال العدائية، تشهد الساحة الداخلية تصاعدًا ملحوظًا في مستوى التوتر بين إسرائيل وحزب الله. فعلى الرغم من الهدوء النسبي الذي فرضته التفاهمات الأخيرة، فإن التطورات الميدانية والتصريحات المتبادلة تشير إلى هشاشة هذا الهدوء واستعداد الطرفين لاحتمالات التصعيد في أي لحظة.
ففي مشهد شبه يومي، تتوالى التصريحات الإسرائيلية بشأن إعادة بناء قدرات “الحزب” على الجبهات ما يجبرها على التحرك ضده. أما موقف “الحزب” فلا يلين تجاه جهود الدولة اللبنانية ممثلة برئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والحكومة والجهود المبذولة لإبعاد شبح الحرب الموسعة، فقد أكد أمين عام “الحزب” نعيم قاسم في تصريحه الأخير أن الحزب لن يوافق على نزع سلاحه محذرًا الحكومة من “غرق السفينة بالجميع”.
وهنا يبقى السؤال، ما مدى جهوزية المستشفيات في حال تحولت التوترات إلى حرب واسعة؟
في هذا الإطار، أوضح نقيب المستشفيات الخاصة البروفيسور بيار يارد في حديث لموقع “IMLebanon”، أن “المستشفيات أثبتت في جميع المراحل جهوزيتها ونشاطها وبالتالي هي جاهزة لجميع حالات الطوارئ، وكل المستشفيات لديها الـPlan Blanc وهو مخطط تدربت عليه جميع المستشفيات بإشراف وزارة الصحة العامة بالإضافة إلى أن كل مستشفى لديه ما يعرف بخطة الطوارئ تستعمل في حالات الكوارث والحروب”، مضيفًا: “الجهوزية تتفاوت بين المستشفيات، فالمستشفى الكبير يتمتع بجهوزية أكبر من المستشفى الصغير وحتى المستشفيات التي تقع على الأطراف بحسب موجوداتها من الكادر البشري”.
وشدد يارد على أن “المستشفيات وطواقمها الطبية تخضع لتدريبات ومناورات مستمرة بهدف المحافظة على الجهوزية التامة”، نافيًا أن “يكون هناك نقص في الطواقم الطبية أو التمريضية”.
وتابع: “المستشفيات لم تتلق حتى الآن أي تعليمات أو إشارات من الحكومة اللبنانية أو وزارة الصحة العامة تشير إلى أمر غير إعتيادي، لا سمح الله، بالتالي لا يجب أن نخيف المواطنين”.
وعن حجم المخزون الحالي من الأدوية والمستلزمات الطبية داخل المستشفيات، أشار يارد في حديثه لـ”IMLebanon”، أن “المخزون الموجود في المستشفيات يكفي لمدة تتراوح بين شهرين إلى 3 أشهر”.
أما عن وجود آلية لتأمين إمدادات بديلة عند انقطاع الطرق أو المرافئ بين المستشفيات، قال: “لا يوجد خطة على هذا النحو، لكن على سبيل المثال في إنفجار الرابع من آب، استطعنا نقل عدد كبير من المرضى من المستشفيات التي تضررت في محيط الإنفجار إلى مستشفيات خارج العاصمة في الشمال والجنوب، وبالتالي التعاون بين المستشفيات قائم وجاهز عند وقوع أي طارئ”.
وأضاف: “في ما خص مخزون الدم، لا يستطيع المستشفى الاحتفاظ بأعداد كبيرة منه لأن له مدة معينة، وبالتالي عند وقوع أي طارئ يطلق نداءات للتبرع”، متابعًا: “اللبناني لم يتغاضى يومًا عن تلبية نداءات التبرع، فهو دائمًا يقف الى جانب أخيه”.
ورد يارد على سؤال عن وجود تحصين للمراكز الطبية ضد الاستهداف أو خطة إخلاء إذا لزم الأمر، خاتمًا: “لا وجود لخطة تحصين للمستشفيات لأنه يمنع استهدافها بالقانون الدولي، إنما هناك خطط إخلاء عند وقوع الكوارث”.
في ظل هذا المشهد المتقلّب، يتضح أن المرحلة لا تزال محمّلة بقدر كبير من الغموض، وسط واقع أمني قابل للاشتعال في أي لحظة، لكن القطاع الطبي جاهز دائمًا لمواكبة أي تصعيد.
فهل ستتمكّن الدبلوماسية من خفض منسوب التوتر فعلًا وفتح الباب أمام مرحلة أكثر هدوءًا؟