للمرة الأولى بعد عام من اختطافه بعملية كوماندوز إسرائيلية على شاطئ البترون، شمالي لبنان، كشف القبطان عماد أمهز، الملقب بـ”الكابتن”، تفاصيل عن “إحدى أكثر مبادرات حزب الله سرية وتمويلاً، وهو مشروع استراتيجي وإبداعي وطموح أُطلق عليه اسم “الملف البحري السري”، بحسب تقرير نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية.
وفي جلسة تحقيق للوحدة 504، أجاب أمهز على أسئلة المحقق، وروى تفاصيل رحلاته إلى إيران وأفريقيا، واجتماعاته السرية مع رئيس أركان “حزب الله” فؤاد شكر (اغتيل في 29 تموز 2024)، والتعليمات التي تلقاها مباشرة من الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله.
وبحسب الصحيفة الاسرائيلية، فقد كشف أمهز بـ”منهجية دقيقة عن الصورة الكاملة لإحدى أكثر مبادرات حزب الله سريةً وتمويلاً، وهو مشروع استراتيجي وإبداعي وطموح أُطلق عليه اسم “الملف البحري السري”.
كيف تمت عملية الاختطاف؟
تُشير “إسرائيل اليوم” في تقريرها، إلى أنّ ضابطة برتبة رقيب أول في الخدمة الدائمة تُدعى “أ.”، تبلغ من العمر 23 عاماً، تولّت مهمة تتبع أي شخص قد يشكل تهديداً لسفن البحرية الإسرائيلية. بدأت “أ.”مسيرتها المهنية كمتخصصة في الشؤون العربية في الوحدة 8200، ثم انتقلت لاحقاً إلى الاستخبارات البحرية كمحللة.
بعد عامين من المراقبة، أدركت المخابرات البحرية وجود فرصة لاختطاف أمهز واقتياده للاستجواب في إسرائيل. تقول “أ.”، التي طرحت الفكرة: “أدركتُ أنه بإمكاننا القبض عليه”، وتقدَّم اقتراحها بسرعة مذهلة عبر مراحل الموافقة، وحصل على موافقة رئيس الوزراء (نتنياهو) أيضاً”، وفق “إسرائيل اليوم”.
يكشف تقرير الصحيفة العبرية أيضاً، أنّه “تم اختيار وحدة شايتيت 13 لتنفيذ عملية الاختطاف، وهي وحدة الكوماندوز البحرية النخبوية، التي بدت وكأنها وُلدت خصيصًا لمثل هذه العمليات”.
ويضيف التقرير: “تولت وحدة شايتيت المهمة بكل حماس، واستخلصت من “أ.” جميع المعلومات التي كانت لديها عن أمهز وروتينه اليومي، وفي غضون أسابيع قليلة، أعدت خطة مداهمة مفصلة”.
نُفّذت الخطة في أوائل تشرين الثاني 2024، وحققت نجاحاً باهراً”، وفق توصيف التقرير العبري، فقد “تم اختطاف أمهز من الشقة التي كان يقيم فيها، على بُعد حوالي 140 كيلومتراً شمال الحدود الإسرائيلية، من دون إطلاق رصاصة واحدة”.