IMLebanon

اسرائيل تراقب الجنوب وتتجسس وتجمع معلومـات عن «حزب الله»

اسرائيل تراقب الجنوب وتتجسس وتجمع معلومـات عن «حزب الله» استنفار على الحدود ومخاوف من «طابور خامس» يفجر الوضع

يتوزع المشهد الامني هذه الايام شمالا وجنوبا، فيما يبقى البقاع موضع عناية تقول مصادر امنية، بعد الظهور العسكري لحزب الله في المناطق المتاخمة للحدود السورية لمواجهة ما اعتبره الحزب خطر تسلل الاصوليين الى مناطق حيث لا حضور لاجهزة الدولة الرسمية فيها.فعلى رغم الهدوء الذي تعيشه المناطق والقرى المتاخمة للحدود، ترى المصادر، ان ارتدادات عملية «الجرف الصامد» التي تشنها اسرائيل ضد قطاع غزة لتصفية «حماس»، لا يمكن ان تغيب عن المسرح الجنوبي اقله من زاوية القلق من امكان دخول «طابور خامس» على الخط يستغل الواقع القائم لاحداث خضة امنية تزيد الاوضاع تعقيدا. فالهزة الفلسطينية لم تشعر بتردداتها حتى الساعة، الساحة الداخلية اللبنانية التي تبدو حتى اشعار آخر، محصنة ضد ربطها بحوادث الاراضي المحتلة، بعد ربطها بتطورات الازمة السورية.

فالجيش الاسرائيلي استنفر قواته على طول الحدود مع لبنان بحسب ما اوردته الصحافة الاسرائيلية وخصوصا في مرتفعات كفرشوبا وسدانة المحتلة في الطرف الشمالي لمزارع شبعا ومحور العباسية – الضهيرة، مسيرا دوريات على طول الخط الحدودي بين مستعمرة مسكافعام ووادي العسل ومرتفعات الوزاني والغجر، حيث شوهدت حركة لافتة لروبوتات على طول الطريق الموازي للشريط الحدودي. وفي هذا الاطار سجل خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية رفع الجيش الاسرائيلي عمودا كبيراً بطول 30 مترا، بواسطة رافعة ضخمة عملت على تثبيته على مقربة من السياج التقني لبلدة الغجر اللبنانية المحتلة، يشرف على مجرى ومنتزهات نهر الوزاني، مجهزا بكاميرات مراقبة واجهزة تنصت واجهزة اتصالات وانذار وتجسس، موجهة نحو الاراضي اللبنانية في منطقتي مرجعيون وحاصبيا وشبعا وكفرشوبا وجبل الشيخ والجولان السوري .

المصادر الامنية اكدت، ان اسرائيل كانت أبلغت الأمم المتحدة، أنها ستواصل مساعيها لجمع معلومات استخباراتية في الجنوب اللبناني طالما ان الحكومة اللبنانية لا تسيطر على هذه المنطقة بشكل كامل، وذلك في اعقاب استفسارات من الأمم المتحدة قدمت لتل ابيب حول «أجهزة التنصت» التي تم اكتشافها في تلة تشرف على بلدة حولا الحدودية،ما يؤكد أن اسرائيل جندت لهذه الحرب الباردة، كل ما تملك من شبكات، وأجهزة تنصت

ومعدات إلكترونية متطورة في سبيل العثور على معلومة ما حول تحركات «حزب الله» ومراكزه ومخازن أسلحته ومنصات صواريخه وخاصة بعد حرب 2006 حيث اكتشفت اسرائيل أنها لم تكن ضليعة بالساحة الجنوبية و«حزب الله». لذلك، تبذل جهودها لتحصين منظومتها العسكرية من خلال التجسس والتنصت والتسجيل بعدما اخفقت في زرع الساحة اللبنانية بالعملاء الذين تهاووا تحت رصد القوى والاجهزة الامنية والجيش والامن العام وأمن «حزب الله».

يشار الى انها ليست المرة الاولى التي ترفع فيها اسرائيل اعمدة تجسس على الحدود مع لبنان في الجنوب بهدف التنصت على شبكة الهاتف اللبنانية والتشويش عليها او حتى لاغراض تجسسية، اذ سبق لاسرائيل ان رفعت اكثر من 200 عمود للتجسس والتنصت على لبنان منذ اكثر من سنة، مزودة بكاميرات مراقبة واجهزة تلفزيونية متطورة تعمل على مدار الساعة وتنقل ما تلتقطه الى غرفة عمليات عسكرية داخل اسرائيل، على طول المستعمرات الاسرائيلية المقابلة للحدود اللبنانية في التلال المشرفة على الناقورة، عيتا الشعب، عيترون، مارون الراس، ميس الجبل، حولا، محيبيب، وصولا الى العديسة وكفركلا وصعودا حتى تلال كفرشوبا ومزارع شبعا والغجر والعباسية والوزاني.

مصادر القوات الدولية نفَت وجود أي تحركات في المنطقة الحدودية، مشيرة إلى أن أي حديث عن تحركات لمجموعات مسلحة لبنانية أو غير لبنانية امر غير دقيق، الى ان الجيش واليونيفيل يرصدان التحرّكات الإسرائيلية التي وان خرجت عن إطارها الروتيني اليومي فهي لا توحي بأن هناك ما يهدد السلام والهدوء السائدين في الجنوب، موضحة ان القلق من استثمار اطراف ومجموعات لما يجري في قطاع غزّة لإطلاق صواريخ من الجنوب واستثمار الأجواء الأمنية المتردّية موجود، خصوصا ان اكثر من وثيقة امنية جرى تبادلها خلال الايام الماضية تحدثت عن وصول خبراء من «داعش» الى مخيم عين الحلوة في مهمة اطلاق صواريخ مجهزة برؤوس كيميائية باتجاه اسرائيل، مبدية ارتياحها للتعاون دولي ـ لبناني ـ شعبي لمنع أي خروقات ، رغم القناعة القائمة بعدم وجود قرار بفتح جبهة جديدة في الجنوب، لانشغال من يمكنه القيام بها في جبهات أخرى.

من جهتها طمانت المصادر العسكرية اللبنانية الى ان الوضع على الحدود ممسوك، والجيش اللبناني ينفذ انتشارا واسعا في منطقة جنوب الليطاني بمؤازرة «اليونيفل»، مستبعدة تدخل جماعات متطرفة لاطلاق صواريخ في اتجاه اسرائيل على غرار ما كان يحصل سابقا. وشددت المصادر على ان اجراءات حزب الله هي نفسها والحزب ليس في وارد الدخول في معارك جديدة في ظل انخراطه في الصراع في سوريا واستهدافه من المنظمات الاصولية المتطرفة داخل لبنان.

اما في المخيمات حيث تُعدّ حماس القوة الثانية على الارض جماهيريا وأمنيا وخدماتيا، وثاني أكبر مكون للقوة الامنية المشتركة التي انتشرت في عين الحلوة،تؤكد مصادر فلسطينية ان لا أحد باستطاعته القضاء على حماس، مستبعدة قيام الحركة بأي ردة فعل على ما يحصل في غزة انطلاقا من الاراضي اللبنانية، أو استخدام لبنان كمنصة لاطلاق الصواريخ نحو الاراضي المحتلة، متوقفة عند غياب الوئام بين «حماس» و»حزب الله» بعد تورطه في حوادث سوريا، حيث لن يوافق الحزب حسب مصادر لبنانية على توتير جبهة الجنوب وتعريض مناطقه الحدودية للخطر الاسرائيلي. وشددت المصادر «الفلسطينية» على أن كل الفصائل مجمعة على ضرورة النأي بالنفس عن الخلافات الداخلية في لبنان، والالتزام بقمع أي تحرك يوتر الساحة اللبنانية ويزعزع استقرارها.

الى ذلك، أشارت المعلومات الى ان اجراءات «حزب الله» لم تتغير جنوبا قبل وبعد بدء العدوان على غزة، وهي ثابتة وبعيدة من الانظار، فيما أفادت ان ليس من مصلحة أي طرف تحريك جبهة الجنوب حاليا، كما ان «حزب الله» ليس في وارد الدخول على خط الازمة الفلسطينية لانه منهمك في سوريا وفي حماية مناطق نفوذه المهددة داخليا من الارهابيين.

مصادر مقربة في 8 اذار اشارت الى ان محور المقاومة يراقب باهتمام شديد تطور العمليات العسكرية في قطاع غزة والتصريحات الاسرائيلية التي ترافقها، مبديا ارتياحه للتكتيك الذي تستخدمه حماس والجهاد واسلوب المناورة والمفاجئة الذي اربك العدو، في ظل الاستفادة القصوى من القوة الصاروخية التي غطت حتى الساعة اكثر من ثلثي مساحة اسرائيل، ويقدر ان تصل الى الجولان في مرحلة لاحقة، ما سبب تضعضعا في الجبهة الداخلية الاسرائيلية واتهامات لاجهزة المخابرات بالتقصير في جمع المعلومات الإستخبارية عن مخازن الصواريخ والأماكن التي يتواجد فيها كبار القادة، مؤكدة التزام حزب الله تقديم كل الدعم اللازم والتنسيق مع المقاومة في غزة الى ابعد الدرجات عسكريا واستخباراتيا ولوجستيا.

وطمانت المصادر الى جهوزية الحزب على الصعيد اللبناني ،حيث اتخذت كل الاجراءات الضرورية لصد اي عدوان اسرائيلي تجاه لبنان ،رغم مشاركة المئات من مقاتليه في المعارك الدائرة في سوريا، الامر الذي لم تؤثر على جهوزيته وخططه الموضوعة مسبقاً لمواجهة أية حماقات إسرائيلية محتملة ،اخذا بعين الاعتبار إمكانية لجوء تل ابيب، تحت ضغط المتطرفين فيها، ومستفيدة من الاوضاع في المنطقة، الى سياسية «قلب الطاولة» ومحاولة كسر التوازنات القائمة، من خلال فتح جبهة الشمال، في ظل اعلان المصادر الاسرائيلية ان الصواريخ التي اطلقتها «حماس» على مدينة الخضيرة، التي تقصف لاول مرة في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي، صناعة صينية وسورية، مبدية استبعادها توسيع العمليات العسكرية لان اسرائيل تدرك جيدا ان اي حرب تتخطى الخطوط الحمر سيكون الرد عليها اشعالا للمنطقة ودخولا لقوى جديدة على خط الصراع، ذلك ان اي مواجهة مع الجيش الاسرائيلي لن تبقى محصورة داخل الاراضي اللبنانية، بل ستتخطاها الى داخل الاراضي المحتلة، اذ من غير المسموح اسقاط المقاومة الفلسطينية وتغيير المعادلات في الداخل الفلسطيني.