IMLebanon

«آلية» الحكومة: التوافق سيّد الأحكام

سليمان لـ «المستقبل»: الهجمة على البطريرك تفيد إسرائيل.. وذكّرتني بما سمعتُهُ من خامنئي عام 2008

«آلية» الحكومة: التوافق سيّد الأحكام

 

مع دخول مسرحية الانتخابات الرئاسية الصورية السورية فصلاً جديداً اليوم من فصول مبايعة بشار الأسد لولاية جديدة على رأس نظام حاكم «بالروح والدم» في دمشق، برزت معلومات ميدانية لـ«المستقبل» حول مواكبة حزبية تعمل تحت جنح الظلام على «تهريب وتعليب» حركة نقل المقترعين السوريين عبر الحدود اللبنانية – السورية من دون التقيد بالإجراءات المتخذة في المراكز الحدودية غداة دخول قرار إسقاط صفة النازح عن كل سوري يعود إلى وطنه حيّز التنفيذ. أما في لبنان حيث يواصل عدّاد الشغور الرئاسي تعداد أيامه دونما مخارج تلوح في الأفق لا سيما في ظل «توازن قوى لا يسمح بانتخاب رئيس دون توافق» حسبما أكد «حزب الله» على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، فالحكومة تعود إلى الالتئام اليوم في السرايا الحكومية لاستكمال بحث «آلية» عملها في إدارة مرحلة الشغور في سدة الرئاسة الأولى، وتوقع وزير البيئة محمد المشنوق لـ«المستقبل» أن تكون الجلسة «إيجابية»، معرباً عن ثقته بأنّ «التوافق سيكون سيّد الأحكام» في خلاصة استعراض الصيغ المطروحة لآلية العمل الحكومي.

الامتحانات

تربوياً، لا صوت يعلو فوق صوت معركة «الامتحانات الرسمية» التي تخوضها هيئة التنسيق النقابية مع الدولة للدفع باتجاه تحقيق مطالبها في سلسلة الرتب والرواتب المنوي إقرارها. وفي مستجدات هذا الملف أنّ وزير التربية الياس بوصعب أعلن إرجاء انطلاق الامتحانات بشهادتيها المتوسطة والثانوية خمسة أيام بحيث تبدأ في 12 الجاري وتنتهي في 27 منه، مع تحذيره من أنّ الوصول إلى هذا التاريخ من دون التوصل إلى صيغة تتيح إنهاء مقاطعة الامتحانات سيدفعه إلى إجرائها «بطريقة غير مسبوقة، خصوصاً البكالوريا» نظراً لبدء العام الدراسي الجامعي في شهر آب. في حين أعاد رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي حنا غريب التمسك «بحقوق الأساتذة وضرورة إجراء الامتحانات الرسمية»، وقال: «آن الأوان لوضع حد نهائي لقضية السلسلة، نريد حقوقنا وإجراء الامتحانات في الوقت نفسه وهذا ما سيحصل».

مجلس الوزراء

وعشية انعقاد مجلس الوزراء برئاسة الرئيس تمام سلام في السرايا الحكومية، أكد الوزير محمد المشنوق لـ«المستقبل» أنّ «الاتصالات التي سبقت انعقاد الجلسة اتسمت بطابع إيجابي، وهي تمحورت حول الاتجاه نحو وضع آلية مريحة لعمل الحكومة في هذه المرحلة مع إمكانية ترك إدارة الأمور لصيغة التوافق من دون وضع صيغ ملزمة حتى لا تتحوّل إلى سابقة» في هذا الإطار.

وإذ لفت إلى وجود «صيغ عدة مطروحة بنَفَس إيجابي» حول آليات العمل الحكومي، أوضح المشنوق أنّه في مسألة التصويت على القرارات «هناك من يطرح ضرورة أن يكون بالأكثرية وآخرون يطالبون باعتماد نصاب الثلثين في التصويت»، أما في ما يتعلق بتوقيع القرارات فلا يزال النقاش مستمراً بين «اعتماد صيغة التوقيع مع نهاية كل جلسة حتى ولو اقتضى الأمر تناول الوزراء العشاء إلى مائدة السرايا بانتظار تجهيز القرارات المتخذة في الجلسة ليوقعوا عليها، وبين صيغ أخرى يقول بعضها باعتماد القرارات الجوّالة، وأخرى تذهب إلى حد اعتبار توقيع القرارات غير ضروري طالما أنها أُقرت بالتوافق»، مشدداً في هذا السياق على أنّ «الجوّ الإيجابي والتوافقي يغني عن العديد من الصيغ»، وختم المشنوق بالإشارة إلى أنّ «التوافق هو أساس حكومة المصلحة الوطنية التي لا تضع في حساباتها أن تحكم إلى الأبد بل هي حريصة كل الحرص على انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أقرب وقت».

سليمان

في غضون ذلك، لفتت أمس زيارات ومواقف داعمة للبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في مواجهة الحملة المنظمة ضده من قبل قوى 8 آذار بقيادة «حزب الله» على خلفية زيارته القدس. وفي هذا السياق لفتت زيارة الرئيس ميشال سليمان إلى الصرح البطريركي حيث التقى الراعي الذي أعرب أمامه عن الأسف لإقفال القصر الجمهوري قائلاً: هو رمز لكرامتنا، وعندما نراه مقفلاً تُجرح كرامتنا». بينما شدد رئيس الجمهورية المنتهية ولايته على وجوب «أن يضع الجميع نصب أعينهم انتخاب رئيس على وجه السرعة». ورداً على سؤال صحافي عما إذا كان خلال عهده «حامياً للمقاومة، أم هي التي كانت تحميه» في إشارة إلى إعلان الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله أنّ «المقاومة لا تريد رئيساً يحمي المقاومة بل هي تحمي الدولة والمواطنين»، أجاب سليمان: «الدولة تحمي الجميع (…) ويجب ألا تعلو العين فوق الحاجب».

ولاحقاً، أوضح سليمان لـ«المستقبل» أنّ زيارته بكركي أتت في إطار «دعم غبطة البطريرك في وجه الهجمة الشرسة عليه»، وقال: «كنا قد أبدينا رأينا، أنا والنائب وليد جنبلاط، قبل زيارة القدس لناحية تحبيذ تجنّب هذه الزيارة إذا أمكن، لكنّ الحملة الحاصلة اليوم على البطريرك غير مقبولة مطلقاً ولا أحد يمكنه أن يملي عليه مواقفه وخطواته»، مضيفاً: «البطريرك لديه رعية في القدس وهو كان قد ذهب لتفقدها مرتين سابقاً حين كان مطراناً»، وسأل: «هل يحق للمطارنة ما لا يحق للبطريرك، وهل ممنوع على البطريرك أن يذهب إلى حيث يذهب مطارنته؟».

وإذ شدد على أنّ «القدس ليست لإسرائيل بل هي أرض مسيحية عربية»، لفت سليمان إلى أنّ الراعي كان قد أطلعه كما أطلع رئيس الحكومة تمام سلام على عزمه القيام بالزيارة، وأضاف: «أين أخطأ؟ هو لم يجر أية مفاوضات لا فوق الطاولة ولا تحتها مع إسرائيل ولا التقى بأيّ إسرائيلي»، وأضاف سليمان مستذكراً في مقابل الحملة التي تطال البطريرك كلاماً سمعه من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في طهران، فقال: «عام 2008 سمعتُ خامنئي يتهم رؤساء عرب يجرون مفاوضات مع إسرائيل بالعمالة، وقد سمع هذا الكلام الوفد الوزاري الذي كان يرافقني في هذه الزيارة ولم يُبدِ أحد من أعضاء الوفد حينها أي اعتراض أو امتعاض من هذا الكلام»، متسائلاً في ضوء ذلك: «هل مسموح للشقيق والصديق إجراء مفاوضات مع إسرائيل ولا يحق لبطريرك أنطاكيا وسائر المشرق أن يزور رعيّته في القدس؟».

وفي معرض تشديده على كون «البطريرك هو صاحب القرار في الزيارة وقد اتخذه بالتشاور مع المطارنة»، قال سليمان: «ليس بهذه الطريقة نقف ضد إسرائيل التي تستفيد من مثل هذه الحملات بل هي تريد هذه الهجمة على البطريرك لأنه كسر الحصار المفروض على القدس». أما بالنسبة للبنانيين هناك، فقال سليمان: «كنت قد ذكرت في خطاب القسم أنه يجب أن نستعيدهم بأية طريقة، ثمّ أنّ البند السادس من وثيقة تفاهم «حزب الله» مع النائب ميشال عون ينصّ على أنّ رؤية اللبنانيين في وطنهم أفضل من رؤيتهم عند العدو، فماذا حصل اليوم هل تراجعوا عن هذا البند؟».

وإذ وجّه التحية إلى رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط لموقفه الداعم للراعي، ختم سليمان بالقول: «يكفينا تكاذباً على بعض. حيث ذهب البطريرك أرض مسيحية، وإلا فليترك المسيحيون والمسلمون الأرض لإسرائيل، فهل هذا هو المطلوب من الحملة ضد البطريرك؟».

جنبلاط وجعجع

وكان جنبلاط قد رد على الحملة «الغريبة والمستنكرة» على الراعي بأن أشاد بنجاح البطريرك في «الابتعاد عن كل ما يمكن استغلاله من الاحتلال الإسرائيلي» مسجّلاً له في الوقت عينه إطلاق «مواقف في غاية الجرأة والشجاعة» خلال زيارة القدس، فردّ البطريرك التحية بمثلها خلال اتصال هاتفي أجراه بجنبلاط ثمّن فيه موقفه هذا. كذلك أعرب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للبطريرك عن استنكاره الشديد «للحملات الوقحة» التي يتعرض لها، مشدداً خلال اتصال هاتفي بالراعي على كونها «حملات تتخطى كل الأعراف والأصول اللبنانية وتشكل مساًّ بميثاق العيش المشترك».