IMLebanon

«أبو العبد» كبّارة والتهديد بالطائفة السُنيّة!!

 

«إطلاق سراح الموقوفين الإسلاميين»، قضيّة أخذت من «المتاجرة» بها الكثير من المفتي محمد رشيد قباني انتهاءً بالكلام الذي أطلقه بالأمس نائب طرابلس «الفاتح ع حسابو» أبو العبد كبّارة، كلمة «الإسلاميين» تغري من هم من «نوعية» المفتي قباني و»موديل» كبّارة إلى التمسّك بها فهي كلمة «شعبويّة»، وتؤدّي المطلوب منها في شحن البسطاء والسُذّج من المسلمين، فبعضهم لا يفهم إلا بطريقة «الهوبرة»: «يا غيرة الدين يا مسلمين»، على الأقل هذا ما كان يحاول كبارة أن يفعله بالأمس، وغالباً ما يستعمل «أهل العنترة» كلام حقّ يراد به باطل، فسجن رومية وهو سجن «كبير» من سجون لبنان يفتقد لمقومات «الإنسانية وحقوق الإنسان»، ويعجّ بالخطرين، فكيف الحال بـ»سجن الريحانية» الذي اعتبر النائب المفوّه أنّه «لا يمت لحقوق الإنسان بأي صلة»، وهذا كلام حقّ، ولكنّ الباطل كامن في ظاهره وباطنه ويلفّه من جميع وجوهه!!

بالأمس قرّر نائب واحد يُصدّق مقولة أنّه «قبضاي» ليهدّد بالويل والثبور قائلاً: «أن استمرار الاضطهاد الأمني للطائفة السنية سيؤدي إلى ردود فعل غير محسوبة النتائج»، وهذا كلام «من فوق الأساطيح» فجناب «أبو العبد» لا يحقّ له التهديد باسم الطائفة السُنيّة، ولا يحقّ له وهو أصلاً ينتمي إلى كتلة تيار المستقبل أن يبثّ روح الفتنة المذهبيّة والطائفيّة في لبنان، وفي هذا الوقت الشديد الحراجة على لبنان والمنطقة، هذا النوع من الكلام ليس أكثر من «تجارة كاسدة» غايتها الوحيدة إثارة زوابع وهميّة لا أكثر!!

وهنا لا بُدّ من تذكير «أبو العبد» الهمام بحال السخط التي سيطرت على أهل طرابلس قبل الخطّة الأمنيّة بفعل «بلطجيّة» المحاور، والذين يستعجل جماعتهم اليوم إلى قطع الطرقات للضغط على القضاء لإطلاق سراحهم، وهو نفس القضاء الذي طلب الإعدام لـ»علي عيد» الفار من وجه العدالة، أما سجن الريحانيّة الذي «فجّر» النائب قنابله الصوتية بسببه فيا ليته ذكّر اللبنانيين من باب «عدم الغش» بأنّ الموقوفين فيه هم جماعة الهارب من وجه العدالة الإرهابي أحمد الأسير، ومن حقّ الموقوفين أن يتم توقيفهم في مكان لائق احتراماً لإنسانيتهم، وفي لبنان أزمة تنذر بانفجار السجون بفعل هذا النوع من الموقوفين تحديداً، فلماذا لم يطالب «أبو العبد» بتحسين إمكانيات السجن وظروف التوقيف بدلاً من تصوير «الطائفة السُنيّة» وكأنها على أهبة تفجير لبنان من أجل مئات أو عشرات من الموقوفين معظمهم متورط في أعمال إرهابيّة!!

«خلصنا بقى»!! ما الفرق يا حضرة النائب بين نوعيّة كلامك وخطابات أحمد الأسير، كلاكما اتكل على الشحن المذهبي، والنائب الهمام وإمعاناً في سوء النيّة خاطب الذين يقطعون الطرقات عند دوار أبو علي  بدعوة «أهل طرابلس إلى عدم إقفال الطرقات لأنها تخدم أعداء طرابلس»، وبكل أسف، حتى هذه الدعوة تحريضيّة لكأنّ طرابلس جزيرة لوحدها ليحدّث أهلها عن «أعداء طرابلس»!!

ربما على النائب كبّارة أن يتنبّه أن الوقت ليس وقت مزايدات من أجل الانتخابات النيابيّة، وأن يقرأ بهدوء شديد كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق علّه «يعدّ للعشرة» ويتذكّر أن البلد على كفّ عفريت وأن كلامه قد يجد صداه في نفوس الصغار فيلتحقون بالظواهر الإرهابيّة التي تتسلّل إلى جسد الطائفة، وليقرأ مليّاً ما قاله المشنوق لوكالة رويتر: «إن نجاح الدولة الإسلامية في العراق وسوريا عزز تفكير المتشددين بلبنان، وأكد أن هذه الجماعة ظهرت في بيروت لأول مرة في الأسابيع الأخيرة لكن الأجهزة الأمنية أحبطت أي تصور لتكرار ما حدث في العراق في لبنان (…) ولم يستبعد الوزير المشنوق حصول تفجيرات انتحارية جديدة في البلاد فـ»هذا الخطر دائما موجود ولكن البيئة الحاضنة غير موجودة، والغالبية العظمى حتى لا أقول مئة في المئة من السنة في لبنان الذين هم البيئة المذهبية لداعش ولكل هذه التنظيمات هي بيئة مصرة على اعتدالها وتوازنها ومدنيتها»، فلا يُهدّدن أحد لبنان بالطائفة السُنية لأنها الأكثر ولاء للبنان العيش المشترك والأكثر وفاء لتضحيات شهداء لبنان منذ 14 شباط العام 2005 وحتى اليوم، على الرغم من كلّ مآخذها على الطاقم السياسي الذي يمثّلها برمّته!!