IMLebanon

«أحرار السنّة».. حيث لا ينفع التهديد

 

ما إن أعلنت المبادرة الإعلامية التضامنية من قبل إعلام «المستقبل» لدعم مسيحيي الموصل، وتعرية التطرف والتصدي لمحاولات الإلغاء والإقصاء التي يمارسها تنظيم «داعش» وغيره من قوى استخباراتية تُستخدم لإرباك الساحة الداخلية اللبنانية، حتى خرج ما يسمى «لواء أحرار السنة» في بعلبك مرة أخرى على حساب جديد، بعد أن تم فضح أمر الحساب القديم وإقفاله على «تويتر»، والتوصل الى معرفة المغردين من خلال الملاحقة الالكترونية.

وأمس نُشر تحت اسم «لواء أحرار السنة بعلبك إمارة البقاع الإسلامية» بيان عبر «تويتر» دعا الشباب السني للجهاد بوجه الصليبيين واليهود، مهدداً مسيحيي المنطقة، ومن يتتبع بيانات هذا التنظيم يستنتج بأنها ليست تهديداً للمسيحيين وإنما هي تهديد غير مباشر لقوى الاعتدال الساعية الى الحفاظ على العيش المشترك والرافضة لكل أنواع التطرف والتسلح والمتمسكة بقيام الدولة ودورها، وأن الهدف اللعب على وتر الأقليات بهدف إيقاع الفتن الطائفية خدمة لأهداف تتعلق بتورط «حزب الله» في الحرب السورية.

المعلوف: المسيحيون غير خائفين

يأسف عضو «كتلة نواب زحلة» النائب جوزف المعلوف في حديث الى «المستقبل» لإطلاق مثل هذه التهديدات «التي لا تمت الى الدين بصلة»، لافتاً الى أن «المنابر الإعلامية أصبحت اليوم متوفرة للجميع، مما يجعل من السهولة إطلاق التهديدات وإرباك الأوضاع». ويؤكد «نحن كقوى 14 آذار وبغض النظر عن أي انتماء طائفي أو مذهبي لا يزال إيماننا بلبنان العيش المشترك قائماً وما زلنا نتمسك بالدولة اللبنانية وبدورها لحماية المواطن».

ويضيف: «هناك بعض علامات الاستفهام المطروحة حول تحركات تنظيمات أصولية موجودة، لكن المرجعية في تحديد مخاطرها والتعامل معها هي للدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية والعسكرية ونحن نتمسك بها لحماية أي مواطن لبناني». ويجد أن «الدولة بادرت حتى الآن الى التعاطي مع مثل هذه التهديدات بجدية ومهمتها الاستمرار في التأكد من مدى جدية ما يصدر والتعامل معها كما يجب».

ويرفض المعلوف «ما يصدر من دعوات عن تسليح المسيحيين»، مؤكداً أن «هذا الأمر لا وجود له على الأرض، فلا رغبة للمسيحيين بالتسلح على الإطلاق»، مشدداً على أن «مواقف 14 آذار والقوات اللبنانية واضحة لجهة عدم التسلح، فسلاح الدولة هو سلاح كافٍ ونحن متمسكون به ولا يمكن أن نطالب بسلاح الدولة فيما نسعى الى التسلح أو الى السعي الى إقامة أمن ذاتي، نحن ضد خلق جماعات مسلحة إضافية تملك سلاحاً خارج نطاق الدولة ودعواتنا مستمرة للجميع بما فيهم حزب الله الى إيجاد حل يؤمن على المدى الطويل وجود السلاح فقط بيد الدولة، لذلك نصر على التعاطي مع بعض الجماعات المسلحة خارج إطار الدولة ومنها الجماعات الأصولية والتكفيرية وحزب الله بجدية».

ويشدد على أن «مسيحيي لبنان ليسوا خائفين أكثر من أي طائفة أخرى، فالمستهدف اليوم هو الاعتدال بشكل عام، الاعتدال موجود في كل الطوائف اللبنانية، لا بل إن الأكثرية الصامتة هي معتدلة وضد التطرف، لكن للأسف في الوضع القائم حالياً والمساحة الإعلامية المتاحة لها قد يكون لبعض المنظمات وقع مؤثر نفسياً، لكن ذلك لا يبرر اللجوء الى أساليب أو ممارسات تضرب الأنظمة القائمة في البلد».

عراجي: التهديد لا يلقى رواجاً

أما عضو كتلة «المستقبل» النائب عاصم عراجي فيرى أن الموقع الذي يبث ما يسمى «لواء أحرار السنة» بياناته وتهديداته بواسطته «مدسوس» وتقف وراءه جهة مخابراتية ما. ونحن ضد ما يرد فيها من محاولات لضرب التعايش السلمي بين اللبنانيين، ولضرب العيش المشترك، فما يحصل على المسيحيين يحصل على المسلمين والعكس صحيح، ثم أننا في البقاع أدرى بشعابنا، فخلال الحرب الأهلية في لبنان، وقف أهل المنطقة المسلمون ضد تهجير المسيحيين واليوم نحن لا نخاف من مواجهة أي عمل قد يضر بأي مجموعة من المجموعات اللبنانية، فالمسيحيون في لبنان هم أولاد قرى يحافظون على المسلمين والعكس صحيح وهذا ليس كلاماً استهلاكياً إنما هو واقع حقيقي نعيشه يومياً ويظهر من خلال صداقاتنا العائلية وعملنا».

وإذ ينفي وجود «ظاهرة تسلح عند مسيحيي البقاع»، يؤكد أن «المسيحيين غير خائفين على وضعهم وما يقال عن عمليات تسليح هو شائعات لتأجيج الوضع الداخلي اللبناني، وهناك من يحاول أن يحدث فتنة طائفية لكن هذا لن ينجح لأن أولاد المنطقة يغارون على بعضهم البعض ويرفضون أذية أي واحد منهم». وعن مسؤولية الدولة، يركز عراجي على أهمية «تحرك الأجهزة الأمنية في المكان الصحيح وفي رصد هذه المجموعات الكترونياً والتوصل لكشفهم وإعلان عن ذلك رغم أن مفاعيل ما يقومون به لا تلقى رواجاً على الأرض».

مطر: محاولة مخابراتية مفضوحة

من جهته، يعتبر عضو مجلس بلدية القاع المحامي بشير مطر أن «مثل هذه البيانات تقلق الناس، لكنها لا تثير ردود فعل مباشرة، فقد مررنا بصعوبات أكثر من ذلك، وإطلاق هذه التهديدات لا تثير فينا الخوف، فنحن لسنا ضعفاء، ولا يوجد من هو قادر على تهجيرنا واقتلاعنا من أرضنا وبيوتنا في القاع أو في أي بلدة مسيحية أخرى أو من لبنان كله، فلبنان ليس العراق».

ويضيف: «نحن حتى الآن كقرى مسيحية لم نتأثر بما يجري في الداخل السوري، بمعنى أن وجود قوات لداعش أو المجموعات المسلحة الأخرى على الحدود، لم يستطع فرض أجواء على الأهالي تدفعهم الى الرحيل، طبعاً هناك حالة حذر لكن لم تصل الأمور الى نقطة اللاعودة».

ويوضح «لم يصل الى المنطقة مهجرون من مسيحيي الموصل»، مشيراً الى أنه في السابق جاء مهجرون مسيحيون من سوريا من بلدة الربلة ثم عندما هدأت جبهة القصير عادوا الى بيوتهم».

ويرى في تهديدات «أحرار السنة» مجرد حالة تُستخدم في لبنان من أجل إخافة المسيحيين حتى يذهبوا الى أحضان النظام السوري و«حزب الله» تحت شعار أنهم يحمون الأقليات المسيحية، وهي محاولة مخابراتية مفضوحة تستغل الوضع الأمني الهش من أجل أن يستفيد منها فريق سياسي هو 8 آذار، لكن القاع ورأس بعلبك وغيرها من القرى المسيحية ليست الموصل ولن يقولوا لحزب الله «دخليك انقذنا».