IMLebanon

أمير الكويت يؤكد لسلام دعم لبنان في كل الظروف

 الكويت – وليد شقير { بيروت – «الحياة»

تلقى رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام دعماً جديداً من أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمس، حين أبلغه ان الكويت ستستمر في مساندة لبنان، قبل التفجير الذي وقع يوم الجمعة الماضي في منطقة ضهر البيدر وبعده، وأن الكويتيين يذهبون الى لبنان «قبل هذا التفجير وبعده».

وقال مصدر في الوفد اللبناني لـ «الحياة» ان الشيخ صباح تحدث بلغة عاطفية أمام رئيس الحكومة والوفد الوزاري المرافق مؤكداً له «اننا نتابع بألم ماذا يجري في سورية وأنتم في لبنان أكثر المتأثرين بهذه المأساة وبلدكم يتحمل فوق طاقته في استضافة النازحين السوريين وبالنيابة عن العرب كلهم». (للمزيد)

وأضاف المصدر ان سلام عرض أمام أمير الكويت الوضع اللبناني والعمل الذي تقوم به حكومته وما أنجزته خلال الفترة القصيرة من عملها من ضبط للوضع الأمني وإجراء التعيينات الإدارية التي كانت مجمدة شاكراً له دعم الكويت السباق في إعانة لبنان على مواجهة أزمة النازحين.

وأوضح المصدر أنه حين تحدث الأمير عن رغبة الكويتيين في الذهاب الى لبنان مشيراً الى أن الأخبار التي لديه بأن الطائرات الذاهبة الى لبنان محجوزة من الكويت، سأله سلام عما إذا كانت حادثة التفجير التي حصلت الأسبوع الماضي ستؤثر في اقبالهم على الذهاب الى لبنان فأجابه: «نحن مع لبنان قبل الحادثة وبعدها وسنواصل دعمه وهم سيذهبون اليه في كل الأحوال ولن يردوا علينا».

وتكرر هذا الموقف خلال اجتماعات سلام مع جميع السؤولين الكويتيين الذين التقاهم. وتمنى رئيس الوزراء الكويتي الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح ان «تتمكن القوى السياسية اللبنانية من انهاء الشغور الرئاسي قريباً». وإذ استفسر المسؤولون الكويتيون عن الوضع السياسي في ظل هذا الشغور، رد سلام مؤكداً سعي الحكومة الى ادارة الوضع في ظل الحرص على الإفادة من رغبة الفرقاء في التوافق وصولاً الى انهاء هذا الشغور. وتناول سلام أمام الشيخ جابر والوزراء الكويتيين حادث التفجير الذي وقع الجمعة الماضي شارحاً ملابسات حصوله وكيفية وضع الأجهزة الأمنية يدها على معلومات سمحت لها باتخاذ تدابير احترازية حالت دون نجاح ما كان يخطط له. وأوضح ان الإرهاب في النهاية لا يمكن توقع متى يضرب ليس فقط في لبنان بل في كل العالم. وأبلغ سلام الشيخ مبارك بأن الحادث يبقى معزولاً والأجهزة ساهرة وتتابع ملاحقة أي شبهة ونستطيع القول ان الأمن ممسوك.

والتقى سلام مع الوزراء بعد الظهر في مقر اقامته في قصر بيان كلاً من رئيس الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية عبدالوهاب أحمد البدر ومدير الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي عبداللطيف يوسف الحمد. وأعلن الأول أنه متوجه الى بيروت يوم الأربعاء المقبل ليتدارس مع المسؤولين الحاجات اللبنانية.

وأكد سلام في مؤتمر صحافي عقده في اختتام زيارته الكويت ان الوضع الأمني في لبنان لم يكن مستقراً كما هو اليوم وبشكل صحي يعود على اللبنانيين وعلى ضيوفهم وعلى كل أهلنا في الخليج وأن حادثة ضهر البيدر عابرة شهدنا أصعب وأكبر منها ولم تتوقف الحياة في لبنان.

وأثنى سلام على الأجهزة الأمنية اللبنانية لكشفها ما حصل، وكان للانتحاري هدف لم يتمكن من تحقيقه وأن الموضوع أعطي تغطية اعلامية أكثر مما يستحق».

وتطرق الى الشغور في منصب رئيس الجمهورية ورأى أن «هذا الشغور هو مصدر ضعف ويجب السعي الى انتخاب رئيس في أسرع وقت»، وقال: «الشغور معاناة سياسية إذا ما أردت مقارنتها بالواقع الأمني، لا شيء يشغل البال في الوضع الأمني لكن هناك ما يشغل البال في الوضع السياسي».

وتزامنت زيارة سلام الكويت مع مواصلة لجنة مشتركة من الأمن العام وفرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي التحقيق مع عدد من المشتبه بهم الذين أوقفوا في شارع الحمراء في بيروت قبل ساعات من التفجير الانتحاري في ضهر البيدر يوم الجمعة الماضي.

وعلمت «الحياة» من مصادر شبه رسمية بأن التحقيق يجري مع ثمانية موقوفين يشتبه بهم بالإعداد للقيام بعمليات ارهابية انتحارية، بينهم شخص من جزر القمر يحمل الجنسية الفرنسية كان وصل الى لبنان من طريق مطار رفيق الحريري الدولي قبل أيام.

ولفتت المصادر الى ان التحقيق مع الموقوف مستمر بمواكبة فريق من السفارة الفرنسية في بيروت لجلاء الحقيقة حول من أوعز اليه التوجه الى لبنان، وهل من شخص معين استقبله في المطار، ومن أمن له الحجز في أحد الفنادق الذي أقام فيه لأيام قبل أن ينتقل الى فندق «نابليون» حيث أوقف في حملة دهم مشتركة نفذها الأمن العام وفرع المعلومات.

ومع ان الفرنسي الموقوف الذي تتكتم المصادر شبه الرسمية على هويته الكاملة أدلى باعترافات أولية مفادها بأنه لم يعرف الشخص الذي أمن له الحجز في الفندق الأول، نافياً ان تكون له علاقة بالتفجير الذي استهدف ضهر البيدر.

لكن الاعترافات الأولية التي أدلى بها الموقوف الفرنسي – بناء لإشارة من القضاء اللبناني – لم تمنع لجنة التحقيق المشتركة من التعمق في استجوابه للتأكد ما إذا كان مكلفاً بالقيام بأعمال أمنية لحساب مجموعات متطرفة تقوم بتنفيذ عمليات انتحارية، خصوصاً أن مثل هذه الأعمال الإرهابية يتولى تنفيذها شخص بعدما يتلقى اشارة من شخص آخر يتولى تأمين الأدوات الجرمية التي يستخدمها في الجريمة بعد الاتفاق بينهما على مكان تسلم وتسليم تلك الأدوات.