IMLebanon

إيران تضرب من لبنان‮ ‬إلى اليمن‮!

إيران «الكارثة» المتنقلّة في المنطقة، تضرب حيناً في لبنان وأحياناً في سوريا ودائماً في العراق وحالياً نقلت رحالها إلى صنعاء اليمن لإسقاطها بعدما أسقط عمران وسيطرتهم على صعدة، في تهديد عالي النبرة للملكة العربيّة السعوديّة، فـ»أحزاب الله» التي شكلتّها تحت أسماء وهميّة مختلفة تتحركُ في آنٍ  معاً، والمفارقة أن تحرّكها في اليمن لا يحدث إلا كلّما اقترب موسم الحجّ ومع حلول الأشهر الحُرُم!!

ليست المرة الأولى التي نُلقي فيها الضوء على المخطّط الإيراني لزعزعة الأمن السعودي عبر بوابة اليمن، ولكن المستغرب هذه المرّة تغريدات ضاحي خلفان نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي ـ على خطى المتوقّع اللبناني ميشال حايك ـ الذي ألمح في تغريدة له: «قد يكون سقوط  صنعاء في يد الحوثيين في عيد الأضحى الوقت الذي تنشغل فيه قوات المملكة برعاية ضيوف الرحمن»، فيما نسب إلى مصدر دبلوماسي رفيع بأن قيادة المملكة وجهت تحذيراً شديد اللهجة لجماعة الحوثي معتبرة أي محاولات للسيطرة على العاصمة اليمنية صنعاء بأنها انقلاب على الشرعية الدستورية وعلى القرارات الأممية، وأن قيادة المملكة اعتبرت بأن تهديد أمن واستقرار اليمن هو تهديد أمن واستقرار المملكة.

قبل أيام قليلة أعرب الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي» عن استيائه الشديد من دولة إقليمية ـ لم يسمِّها ـ تريد إحداث الفوضى في صنعاء وإحراقها مثلما يحدث في دمشق وبغداد، وليس سرّاً أن هذه الدولة الإقليميّة هي إيران، وبصرف النّظر عن كلّ العناوين الاجتماعية والاقتصادية الوهميّة التي يخوض عبد الملك الحوثي حراك جماعته تحتها ويدعوهم إلى التصعيد من أجلها، الجواب الحقيقي على هذه «المهزلة الإيرانية» نقع عليه في وكالة أنباء فارس والتصريح الذي نشرته على لسان القيادي في جماعة الحوثي أمين عام حزب الحق  حسن زيد والذي قال فيه: «إن دول «الخليج الفارسي» تخشى من وصول المد الثوري الإسلامي الإيراني إليها مما دفع بها للوقوف وراء بعض الأطراف السياسية اليمنية(…) حان الوقت لتصحيح المسار»!!

عملياً،هذا ما يقوم به الحوثيون ساعون لإسقاط صنعاء في تصعيد مسلح خطير مع اعتصامات مسلحة على مشارف العاصمة وتهديداتهم باللجوء الى السلاح لإسقاطها بأيديهم كما فعلوا في عمران»، لكأننا أمام السيناريو الذي سبق إليه حزب الله في خريف العام 2006 ومحاصرة حكومة الرئيس فؤاد السنيورة والذي انتهى بـ7 أيار وغزو العاصمة بيروت على يدِ حزب الله، مع فارقٍ بسيط، بيروت ليست كصنعاء فالثانية تشكّل خطراً مباشراً على حدود المملكة العربية السعوديّة.

في تشرين الثاني العام 2009، نشرنا وفي أربع مقالات متتالية وتحت عنوان «يمن خوش هال»، المخطط الإيراني للسيطرة على اليمن والنفاذ منه إلى أرض الحجاز لأنها هي هدفه الحقيقي، وكان ذلك قبل ثورة اليمن وخلال ما عرف بالحرب السادسة في صعدة عندما عثر الجيش اليمني على  وثائق في مواقع للحوثيين استولى عليها أكدت وجود خطة اسمها: «يمن خوش هال»، وتتضمن تدريب الحوثيين على العبوات الناسفة والتحريك الجماهيري، وشراء الولاء القبلي و»الانفتاح» على الحراك الانفصالي في المحافظات الجنوبية و»ربطه» مع المسار الحوثي، ثم تجمّعت عوامل أخرى لتؤكد أن إيران تنفّذ مخططاً يمرّ عبر اليمن لزعزعة الاستقرار في المملكة العربية السعودية تمهيداً لوضع اليد على أرض الحجاز…

حتى اليوم، لم تغيّر إيران حرفاً واحداً من سلوكها في المنطقة، وهي سائرة في مخططاتها هذه حتى النهاية، فبدون زعزعة أمن واستقرار المنطقة لا معنى ولا مبرّر لوجود نظام «الوليّ الفقيه» الذي سيسقط مع نظامه فور انكفائه إلى الداخل الإيراني، الآن المشهد «يمني» بامتياز للتغطية على هزائم متتالية في سوريا والعراق ولبنان أيضاً.