IMLebanon

الأسد سيربح هذه الجولة… لا الحرب!

تحدّث المسؤول الرفيع السابق في “إدارة” أميركية مهمة والمتابع نشاطه العام وإن من دون موقع رسمي عن لبنان، وعن اقتناع البعض فيه بأن تسوية إيرانية – سعودية توصل العماد ميشال عون زعيم “التيار الوطني الحر” إلى رئاسة الجمهورية وتعيد الرئيس سعد الحريري زعيم “المستقبل” إلى رئاسة الحكومة، وتفك الارتباط بين لبنان والحرب الدائرة في سوريا. تحدث عن ذلك كله قال: “انه مجرد أمنيات أو تمنيات. وهذا النوع من التفكير ليس في محله الآن. “حزب الله” سيجد نفسه يوماً ما مقاتلاً في الداخل اللبناني، وإسرائيل وضعت خطوطا حمراء وهي ستتحرك إذا تم اجتيازها. ماذا عن عودة “حزب الله” إلى الجنوب”؟ سأل. أجبت: قرأتُ قليلاً عن ذلك في الصحف أخيراً. لكن ما أعرفه أنه لم يوقف يوماً استعداداته في الجنوب تحسباً لمواجهة أي اعتداء إسرائيلي، ولم يسحب مقاتليه منه للمشاركة في الحرب السورية. عنده جيش يقدَّر بعشرات الآلاف. وهو جاهز دائماً لمواجهة إسرائيل. ربما خرَّج أخيراً مقاتلين مهمتهم مواجهة إسرائيل، وهذا أمر يفعله في استمرار، فأعلن عن تسلُّمهم مهمّاتهم في الجنوب اللبناني. وهدفه من ذلك إفهام اللبنانيين ان “حربه” في سوريا ليست على حساب مقاومة إسرائيل. هنا عاد المسؤول الرفيع السابق نفسه إلى الحديث عن السعودية، قال: “الأمير مقرن بن عبد العزيز الذي عُيِّن أخيراً ولياً لولي العهد، والامير متعب بن عبدالله بن عبد العزيز وزير “الحرس الوطني” سيكونان مستقبلاً في صدارة العمل الرسمي السعودي. ولا بد من تأليف لجان يشارك فيها أحفاد عبد العزيز الشباب لتقويم الأوضاع المتنوعة، ولتخطيط سياسات المستقبل والاستراتيجيا الضرورية لمواجهة مشكلاته والأزمات”. قلتُ: سمعتُ أن زيارة الرئيس أوباما الأخيرة للسعودية لم تكن ناجحة. ردّ: “أميل إلى رأيك. هل قُلتَ Unsuccesful أو Notsuccesful”؟ سألتُ: ما الفرق؟ أجاب: “…un تعني فشلاً تاماً. أما الـ… not فلا تعني ذلك. على الأرجح اتفق أوباما مع الملك عبدالله على السياسات العامة والاستراتيجيا ومن ضمنها التحالف المزمن والمستمر بين دولتيهما. لكنهما لم يتفقا على التفاصيل. وطبعاً لم يؤد ذلك إلى افتراقهما عن بعض أو إلى الطلاق. الموقف السعودي يفيد أن خطر إيران والشيعة على المملكة وغيرها كبير ويجب التخلص منه. إيران في رأيها ليست عربية وتريد أن تهيمن على العرب والخليج وشرق المتوسط. وهذا غير مقبول”. علّقتُ: لكنها فعلت ذلك لأن العرب لم يكونوا مجهزين أو مستعدين للمواجهة، كما كانوا مقصِّرين. ولذلك فإنها تقاتل الآن للمحافظة على هيمنتها. ردّ: “صحيح. لكن على الدول العربية وفي مقدمها التي منها في الخليج أن تعمل لحل هذه المشكلة”. علّقتُ: على دول الخليج العربية أن تحل مشكلاتها الداخلية أولاً والمشكلات في ما بينها ثانياً. ردّ: “السعودية تريد الانتهاء من إيران الشيعية ونفوذها ومن أي دور أساسي للشيعة في المنطقة العربية. طلب مني صديق لي وَلكَ وهو أميركي أن أترأس ندوة للبحث في حال سوريا وما يجري فيها. فقلتُ له: ليس الآن. هذه “الجولة العسكرية” سيربحها بشار الأسد. طبعاً ربحه هذا ليس نهائياً. والجولة ليست نهائية. ولن يُسمح له أو لغيره بالانتصار. كلما تهدّد فريق من المشاركين في الحرب بالخسارة يجري مدُّه بالمال والسلاح كي يبقى التوازن ويستمر القتال. وعندما ينتهي كل ذلك أقبل عرضك ترؤس ندوة عن سوريا”. تقبل ترؤس الندوة عندما تصبح سوريا في مرحلة تقسيم واقعي (De facto partition). قلتُ. ردّ: “ربما”.
ماذا عن الأكراد؟ سألتُ. أجاب: “شكَّكت دائماً في وجود رغبة جماعية عند الأكراد في إقامة دولة جامعة لهم. ما رأيك أنتَ؟” أجبتُ: إقامة دولة كردية جامعة صعب بل مستحيل. تركيا وإيران لن تقبلا ذلك وربما أميركا. في أي حال كردستان العراق ربما تصبح دولة رسمية إذا سار العراق نحو التقسيم أو بالأحرى نحو استمرار التقسيم الفعلي الذي يعيشه، وإذا غرقت المنطقة كلها في الدم. كردستان هذه على علاقة جيدة بتركيا. ويعني ذلك أنها لن تُقدِم على إيذائها. أما أكراد سوريا فليسوا متصلين جغرافياً وهم موزعون على مناطق ثلاث. ربما يعيشون مستقبلاً نوعاً من لامركزية مع مساواة تامة في الحقوق مع سائر مواطني سوريا.
أخبرني عن وزير خارجيتكم كيري وعن جولاته المكوكية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. علماً أننا، أنت وأنا، اتفقنا السنة الماضية أن هذا الحل لن يتحقق.
بماذا ردّ؟