IMLebanon

الأمر لك الحبّ لك

يا جيشنا البطل،

وأنت تخوض اليوم غمار معركة كيان لبنان، وأجزم قائلاً: معركة وجود لبنان أيضاً،

وأنت تزرع هامات بواسلك في الذرى العاليات، وأنت تضحّي بالمهج والأرواح لأطمئن أنا، وليأمن ذاك، وليرتاح ذلك، وليلهو هذاك وهاتيك… وليستطيع أن يقف هذا السياسي أو ذاك فيتطاول عليك ويتحامل على مناقبية قيادتك وأركانك وضباطك وصفوف ضباطك ورتبائك وجنودك،

وأنت ترفع الجباه العالية في وجه الإعتداء الأثيم عليك وعلى أهلنا في غير مكان من هذا الوطن الذي أقسمت على الذود عن حياضه،

وأنت تمشي على حد سيف الإرهاب، والظلام، والتخلف،

وأنت تتحمل طعنات الغدر في ظهرك بينما وجهك يحدق في عين الشمس،

وأنت تهدّ الأرض بخبطة اقدام أبطالك الهدّارة، هؤلاء الأحبة الذين لهم الصدارة،

وأنت تبذل فوق القدرات والطاقات لتحمي وتذود، لتسعف وتنقذ، لتبني وتنشىء، لتغيث وتبلسم الجراح.

وأنت تشكّل النموذج الفذّ الوحيد (في هذا الوطن المنكوب) للإستقامة، وللصدق، وللشرف وللتضحية والوفاء،

وأنت تحوط الوطن الصغير المعذّب بحبك، بحنانك، ببذلك، بعطائك، بتضحياتك اللامحدودة،

وأنت في ذلك كلّه، وفي سواه الكثير، أراني أتقدّم منك خاشعاً، شاكراً، طالباً إليك أن:

تقبل حبنا،

وتغفر ذلاّتنا،

وتتعالى على أحقادنا،

وتواصل إعطاءنا دروساً في الوطنية!

يا جيشنا الحبيب:

الأمر لك،

والحب لك،

يا جيشنا المناضل، يا من تمتد عطاءاتك على امتداد جغرافية لبنان، ويا من تنتشر من الناقورة الى النهر الكبير ومن مرمى الثلج الى فقش الموج، هل يمكن أن نتخيل الحياة في لبنان من دونك؟ بل هل كانت ثمة حياة ها هنا؟!

يا جيشنا

لأنني أعرفك عن قرب،

لأنه كان لي الحظ أن ألقي المحاضرات على مئات الضباط (من مختلف الرتب) في معهد الوطنية والكرامة والوحدة والشرف، في المدرسة الحربية في الفياضية،

ولأنني أعرف كم أنت المؤسسة الوطنية الوحيدة… الوحيدة وادّعيها بمعرفة وبخبرة، التي تستطيع أن تكون ما أنت عليه،

ولأنني لن أسكت، كما لم أسكت أبداً، عن قول كلمة حق أقتنع بها.

لذلك أقول لك:

الأمر لك.

الحب لك.

تقدم، نفّذ، حقق أنجز، ولا تسل عن منافقين ودجّالين ومرتبطين، بل انطلق وقيادات لبنان كلها وراءك وأمهات لبنان يحطنك بالدعاء والحنان… وها أنت تحتفل بالعيد بمعمودية الدم، بدلاً من تقليد السيوف. ونِعْمَ هذا «الإحتفال»!

والمجد والخلود لشهدائك الأبرار.