IMLebanon

الأولوية لعودة أسرانا

لا يجدي هذا «الحوار» غير المعلن الدائر حول الصفقة التي تمّت وإنتهت بمغادرة الإرهابيين عرسال ناقلين معهم نحو ثلاثين رقيباً وعنصراً من قوى الأمن الداخلي والجيش. وفي منأى عن رأينا الشخصي في تلك المفاوضات وما آلت إليه، نود أن نقول إن المرحلة تقتضي الآتي:

أولاً – ضبط النفس إلى أبعد الحدود. فليس المجال، الآن، للمزايدات  والعنتريات والمحاسبات إذا كان لابدّ من إجرائها. ومن عنده كلمة فليبقها في صدره. والوقت متسع لاحقاً لهكذا «شغلات».

ثانياً – المطلوب الآن بذل الجهود كافة، وبموقف واحد، لإطلاق أسرانا الذين اختطفوا من عرسال جراء عدوان أثيم شنه الإرهابيون على مواقع الجيش ومراكز قوى الأمن، وسقط كمّ كبير جداً من الشهداء، قياساً الى «طبيعة» المعركة التي لا يعرف أحد كيف أنّ هذه المجموعة الكبيرة من الأجهزة لم تبلغ سلفاً عما كان يجري من إستعدادات لذلك العدوان الغادر، بدءاً بمخابرات الجيش، وسائر مثيلاتها… وما أكثرها. وإذا كانت كلها أو بعضها قد أبلغ بذلك فلماذا لم يستدرك الأمر قبل حصول العدوان؟ ونكرر: هذا له مجال آخر، في وقت لاحق. خصوصاً وأن غير طرف كان قد حذّر من هجوم متوقع… ونشرت تلك التوقعات – التحذيرات «مانشتات» في صدور الصحف!

ثالثاً – هناك نقطة خطرة جداً جداً وهي الفرق الكبير بين أرقام قيادة الجيش والأرقام التي يعطيها الخاطفون عن عدد أسرانا… والمنطقة جرى تمشيطها بعد تنظيفها من المعتدين ولم تتبين الجثث إذا كان البعض قد إستشهد. وهذا يطرح واحداً من ثلاثة إحتمالات.

الأول- إن الخاطفين يكذبون.

الثاني – إنّ البعض قد قتل غدراً وغيلة وهو في الأسر.

الثالث – إنّ بضعة أنفار قد فروا أو إلتحقوا بخاطفيهم (ولا نريد أن نصدق ذلك!).

باختصار: المرحلة دقيقة. ولا يجوز بأي شكل من الأشكال أنّ نتلهى بالخلاف على جنس الملائكة… فالأولوية لعودة أسرانا أحراراً.