IMLebanon

البطريرك بشارة الراعي و«خُدّام» إسرائيل وحماة «تهويد» القدس!

 

بالأمس نشرت الدكتورة منى فيّاض مقالة على درجة كبرى من الأهميّة تحت عنوان: “لماذا، نعم لزيارة القدس؟”، أعادتني مقالتها إلى مقالين تحديداً شغلا حيّز هذا الهامش، مع فارق بسيط في الأولى كانت الحملة مسعورة على مفتي الديار المصرية محمد علي جمعة لزيارته القدس الشريف، والثانية؛ نفس الحملة “المسعورة” تتكرّر لتطال غبطة البطريرك بشارة الراعي للحؤول دون زيارته الرعوية للقدس الشريف..

قبل أربع سنوات وفي 5 آذار من العام 2010 كتبنا في هذا الهامش تحت عنوان “يوميّات الحرم القدسي”: “تقرّر إسرائيل هدم ثلاثة أرباع أحياء القدس الشرقيّة لطرد مواطنيها المقدسيين، وإقامة ما يسمّى “حديقة توراتيّة”(…) “الآن؛ تذكّر العرب عبر وزراء الأوقاف دراسة مشروع السماح بشدّ الرّحال إلى المسجد الأقصى، الآن تذكروا، بعدما شارف مشروع تهويد القدس على الانتهاء” (…) “والأسوأ من التفكير والتدارس، “حنفيّات” الفتاوى التي تفتح ثمّ لا تنغلق، وهذه واحدة من مصائب العالم الإسلامي والمسلمين، مع أن الأمر النبوي واضح لا لبس فيه بشدّ الرحال إلى الأقصى وفي حال عدم الاستطاعة، الأمر النبوي واضح أيضاً، بأن نرسل الزيت لإسراج قناديله”!! (…) “وبدلاً من أن ينعقد مؤتمر قمّة إسلامي، يتمّ التعاطي مع المسجد الأقصى كما لو أنه “وقف” لا أكثر، لا واحد من المساجد الثلاثة التي تُشدّ إليها الرّحال، ولا كأنه أولى القبلتين وثالث الحرمين (…) يجتمع وزراء الأوقاف لاتخاذ قرار(…) ويريدون أن يقرروا: هل يسمحوا ويقرّوا شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى لحمايته وحماية القدس من التهويد، أم في زيارة الأقصى والصلاة فيه، ومؤازرة أهل بيت المقدس العزّل الذين يواجهون جهد الطاقة ما يتعرّضون له يومياً شبهة أو جريمة “تطبيع”؟!

وفي الوقت الذي تسعى فيه إسرائيل لإعلان نفسها “دولة يهودية” تمهيداً لإزالة كل أثر مسيحي وإسلامي عن القدس الشريف، فالأقصى والقيامة والمهد سواء عندها في النكران، وأي هدم يصيب المسجد الأقصى سيصيب كنيسة المهد، وأي تهويد للقدس إلغاء لكونها قبلة أنظار للمسلمين وإلغاء لبيت لحم وكونها قبلة أنظار المسيحيين..

وقبل عامين وفي 23 نيسان العام 2012 وفي عزّ الحملة الشنيعة على مفتي الديار المصرية العالم الجليل “محمد علي جمعة” بُعَيْد زيارته للقدس الشريف، وكان بطل هذه الحملة الشنيعة الشيخ الخبيث “يوسف القرضاوي”، كتبنا في هذا الهامش تحت عنوان “خُدّام” إسرائيل ودعاية “التطبيع” زيارة القدس واجبٌ ومنعٌ للتهويد”: “خُدّام” إسرائيل في المنطقة كُثُر، بل حُماة “تهويد” القدس هم هؤلاء الذين يمنعون المسلمين من زيارة القدس وشدّ الرحال إلى المسجد الأقصى الذي أمر نبيّ الأمة، الأمّة بشدّ الرحال إليه، و”المستقتلون” لترك القدس وبيت المقدس لقمة سائغة لليهود المستوطنين هم هؤلاء الذين رفعوا “عقائر” اتهام مفتي الجمهوريّة المصرية الدكتور علي جمعة بالتطبيع مع العدو الإسرائيلي لمجرّد أنه قام بزيارة القدس، ودخوله من باب المغاربة ضرورة واجبة لمجاورته حارة اليهود، وزيارته حائط البراق واجب شرعي لادّعاء اليهود أنه حائط المبكى، وما فعله المفتي علي جمعة يرغب كثير من المسلمين في ارتكابه بشدّ رحالهم للمدينة المقدّسة، ولا يأبهون لفتاوى يوسف القرضاوي ولا سواه، فهؤلاء ليسوا قيّمين على الأمّة، ولا على القدس ولا مقدّسات المسلمين والمسيحيين فيها وفي جوارها على حدّ سواء!!

“صدّعوا” رؤوسنا بالحديث عن القدس، والمسجد الأقصى وخطر الهدم الذي يتهدّده، وبدون أدنى خجل يمنعون الأمر الوحيد الذي باستطاعة المسلمين والمسيحيين القيام به “سلماً” ومن دون حرب، هل تحتاج القدس إلا إلى توافد مسلمي العالم إليها، ولماذا يحقّ للمسلم الباكستاني والماليزي والهندي والأندونيسي أن يزور القدس وتحرّم الزيارة على المسلم العربي، فهل أولئك إسلامهم غير إسلام هؤلاء، أم أنّ الأمر مجرد إفتاء سياسي!!

وأي فتوى هذه التي تؤكد للمقدسي الفلسطيني أنه متروك لوحده أعزلَ في مواجهة إسرائيل، وأن بعض “اللفّات” اللعينة تمنع عنه حتى زيارة دعم تطمئنه إلى أنه ما زال هناك  أملٌ في هؤلاء العرب أن يحموا ما تبقّى من فلسطين؟! هذه فتاوى تلزم أصحابها، أما وقاحة الحديث عن التطبيع مع العدو فهي شعار “الممانعة” التي أرهقتنا “صموداً وتصدياً” حتى أدركنا أنهم ليسوا أكثر من حرّاس حدود، ويزيد الأمر غرابة عندما يكون يهود إيران أبرز مموّلي وداعمي ثورة الخميني فيها، فعن أي تطبيع يتحدّثون؟!