IMLebanon

الخليفة «البغدادي»وسجن رومية!

 –

التهديدات المتكرّرة تارة لجبهة النصرة وبالأمس لـ»الخليفة» أبو بكر البغدادي ـ بلا زغرة ـ بخصوص المساجين الإسلاميين في سجن رومية مؤشر خطير يتهدّد الداخل اللبناني، والأشد خطورة فيه هو تهديد الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة، وكلام «الخليفة» البغدادي الآتي من العراق ليخترق الفضاء اللبناني يؤكدّ أنّ «منظومة» الإرهاب الملتحي كلّها «قشّة لفّة» صناعة مخابراتيّة سوريّة منذ شاكر العبسي الخارج من المعتقلات السورية بعفو رئاسي، هذا التهديد  المريب والخبيث أهدافه واضحة، فقد يظنّ أصحابه أنّ كلمة «إسلاميين» ستخدع سُنّة لبنان مثلما خدعتهم العام 1973 ليشقّوا اللُّحْمة بين الجيش اللبناني والطائفة السُنيّة، ووحدها هذه الطائفة تعرف التكلفة الغالية التي دفعتها ثمناً لاندفاع بعض السياسيين وراء التنظيمات الفلسطينية وتقديم مصلحتها على مصلحة لبنان!!

والحديث «الخبيث» لجماعة جبهة النصرة أو أحرار السنّة أو كائناً من يكون الذي تناقلته الأخبار بالأمس يؤكّد أن الاثنين وجهان لعملة واحدة، فجماعة القاعدة في لبنان وعلى رأسهم عمر بكري فستق كان محاميه في وجه القضاء اللبناني ـ للمفارقة ـ أحد نواب حزب الله، ليذكرنا بالخط الأحمر الذي وضع للجيش في وجه فتح الإسلام، وأن الإرهاب الداعشي مدعوم وعلى جميع المستويات من النظام السوري ومن إيران فهما الجهة الوحيدة المحتاجة لنقل الصراع إلى لبنان والسعي لتفجيره أمنياً، ظنّاً منه أنه مقولة «خراب لبنان استقرار لسوريا» والتي باتت أيضاً خراب لبنان سيطرة لحزب الله،  وهذه المقولة التي ما زالت تعشش في رأس بشار الأسد والتي ورثها عن سياسة أبيه التي رأت اضطراب حبل الأمن في لبنان سيطيل عمر النظام المنهار!!

كثير من اللبنانيين يشعرون اليوم أن الجيش سقط في فخّ وقبضة حزب الله، ولكن؛ الحقّ أحقّ أن يقال فالجيش اللبناني والقوى الأمنية يتعرضان لحملة إرهابية شرسة تستهدف زعزعة لبنان واستقراره فضرب الجيش ضرب للبنان وشعبه، وما الحديث عن استهداف الوزيرين نهاد المشنوق وأشرف ريفي إلا جزءٌ من خطة تفجير لبنان باغتيال القيادات السُنيّة الموصوفة بالصقور، إلى حدّ جعلنا نتأكد مع الكشف عمّن وراء حساب أحرار السُنّة ـ بعلبك وأن غايتهم زعزعة أمن لبنان وإصراره على ضرب السلم الأهلي!!

ما يتمنّاه الشعب اللبناني اليوم أن يشعر أن الجيش اللبناني قادر على حماية جميع مناطق لبنان، وسيكون الشعب اللبناني ممتناً جداً لجيشه إن قام بدوره الحقيقي وألزم الجميع بغطاء سياسي يضمن انتشاره على حدود لبنان الشرقية مع سوريا لأن ضبط هذه الحدود سيوقف تدخل حزب الله السافر في الحرب السورية، والعراقيّة، فهذا على الأقل سيحمي لبنان وإنجازات الجيش من ارتدادت «إرهاب» يدّعي الدفاع عن «أهل السُنّة» من جبهة النصرة إلى «خليفة الموصل» أبو بكر البغدادي، فالجيش دفع أثماناً باهظة باستهدافه واستهداف جنوده ودورياته، ونحن نعرف مسبقاً أنّ هذا الانتشار ممنوع، فقد سبق وقالها ـ قبل فترة ـ  رئيس الجمهوريّة السابق العماد ميشال سليمان: «لا نملك إمكانات لتنفيذ انتشار على الحدود»، وكانت إجابته، كما سبق ووصفناها، «شديدة التهذيب» لأن الإجابة الحقيقية لهذا العجز، هو أن الحدود يجب أن تظل سائبة لأنها حدود إيرانية ـ سورية، لا حدود لبنانية!!