IMLebanon

السفراء الأجانب.. الأمر لنا !!

 

في اسبوع آلام اللبنانيين الذي يتوّج عذاباتهم الطويلة، في ظلّ وضع غير مسبوق في تاريخ لبنان، انتجه قسم من طبقة سياسية، ادخلت لبنان في نفق مظلم، عندما عمدت وعن عمد، الى تغيير ثوابت، وتجاوز اصول، وعدم الاعتراف بعادات واعراف، ونمط حياة معيّن.

وفي يوم الجلجلة التي تشهد صلب الاستحقاق الدستوري الاهمّ، في هيلكية المؤسسات الاساسية التي تقوم عليها الدولة القوية، يبدو ان جلسة يوم غد النيابية المحددة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، ستتحوّل، وفق جميع المعطيات السياسية، حتى تاريخه، الى يوم لدفن الدستور والديموقراطية وجميع احلام اللبنانيين وتمنيّاتهم، بعدم سيادة الفراغ عليهم وعلى الجمهورية ورئاستها الاولى، على الرغم من حملة نشر التفاؤل التي يحرص البعض على «تبليعها» للمواطنين، بأن يوم غد الخميس، وفي ابعد حدّ يوم 24 من الشهر الجاري، سيكون يوم واحد منهما، يوماً مجيداً في تاريخ لبنان، ينتخب فيه الرئيس الآتي باسم التوافق الدولي والاقليمي.

ويشير هؤلاء بكثير من «الفرح» لحركة السفراء الاجانب في بيروت، اللاهثة وراء التسويق من جهة والاستطلاع من جهة ثانية، واستخدام «الفيتو» من جهة ثالثة ضد هذا المرشح او ذاك، والتفسير الوحيد لانتشار السفراء الاجانب على مساحة الوطن كلّه، واحياناً الى خارجه، ان المهلة التي اعطيت الى اللبنانيين لتدبير رئيس جمهورية من صنعهم، قد انتهت، وان كلمة الفصل قد خرجت من تحت سيطرة الحراك الداخلي، وشروطه، ويمكن متابعة هذا الانتشار وتلمّسه في حركة سفراء الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا، وجمهورية ايران الاسلامية والسفير السعدوي في شكل اساسي، مع مساعدة من هنا وعرقلة من هناك، لا تؤديان بالتأكيد الى عرقلة المحدلة الدولية، التي تنضمّ اليها روسيا بهدوء ولكن بثبات.

* * * *

بعد اللقاءات الباريسية التي شارك فيها قياديون لبنانيون وسطيون ومن 14 اذار، وما رافقها ولحقها من مواقف وتصريحات، هناك اجواء تنتشر بين اللبنانيين مثل انتشار النار في الهشيم، مؤدّاها ان فرص الاقطاب الاربعة الاقوياء المرشحين للرئاسة الاولى، تراجعت في شكل حادّ بعد هذه اللقاءات، ولمصلحة مرشحين من الصفوف الخلفية، واذا كان تيار المستقبل قد اعلن تمسّكه بترشيح الدكتور سمير جعجع، في اجتماعه يوم امس، فلأن لقاءات باريس المتعددة انتهت الى الاتفاق بين مكوّناتها على ان النائب العماد ميشال عون ليس مرشحاً توافقياً، لأن المرشح التوافقي لا يكون ابن ساعته، كما نقل عن وزير خارجية السعودية، ولا يتصرّف نوابه كما تصرّفوا في اول جلسة انتخاب، كما اتفق جعجع مع سعد الحريري وفؤاد السنيورة، وكما عمل النائب وليد جنبلاط على طرح هنري حلو «مرشحاً توافقياً ووفاقياً على علاقة طيّبة مع الجميع».

«الفيتوات» المتبادلة بين الافرقاء السياسيين المختلفين على هويّة لبنان الغدّ، هي التي تعوق وصول رئيس «قويّ» الى سدّة الرئاسة ، فاستراتيجية الحكم للنائب ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه، تختلف في العمق مع استراتيجية سمير جعجع والرئيس امين الجميل والوزير بطرس حرب، من هنا، ولهذا السبب ينصبّ الجهد الدولي لاحتواء المشكلة وعدم الوقوع في الفراغ، بالتفتيش عن رئيس يدير الازمة اللبنانية بانتظار معرفة نتائج المخاض الاميركي – الايراني – السعودي وتأثيره على سوريا ولبنان.