IMLebanon

القرار في الخارج

يوماً بعد يوم يتبيّـن كم أنّ الاستحقاق الرئاسي على علاقة بالخارج على الرغم من التصريحات كلها، ابتداءً من كلام غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، أمس، بأن لا أحد فوق الرئاسة ولا أحد يملأ الفراغ الرئاسي الذي لن نقبل به يوماً واحداً.

إنّ غبطته بسبب حبّه للبنان وصدقه يكاد لا يمر عليه يوم واحد من دون أن يدلي بغير تصريح، مضمونه يراوح بين الحرص على هذا الإستحقاق والتنبّه الى مخاطر عدم حصوله.

وتردّد أيضاً أنّ غبطته عاتبٌ كثيراً على ميشال عون في موضوع الأوراق البيضاء معتبراً أنّها تعطيل للإستحقاق وليست مجرّد عملية ديموقراطية يحق للنائب أن يمارسها.

وذهب البطريرك الى أبعد من هذا برفضه الفراغ لدقيقة واحدة في موقع الرئاسة الذي هو بمثابة الرأس من الجسد، بل ذهب أبعد فأبعد مدى حسب ما نقل عنه ملوّحاً بالطلب الى الوزراء الموارنة أن يستقيلوا في حال شغور الموقع الرئاسي، أو أقله مقاطعة أعمال مجلس الوزراء كي لا تتولّى الحكومة القيام بمهام رئيس الجمهورية لأنّه تكراراً لا بديل عن الرئيس ولا أحد يمكنه أن يقوم بمهامه.

ولم يقتصر هذا النوع من التصريحات الواضحة والمباشرة على غبطة البطريرك وحده، وحتى المرشحون باتوا يصنّفونه كما هم يصنّفون أنفسهم، فبعضهم يقول بالرئيس القوي، وسواه يقول بالرئيس التوافقي، وثالث يقول برئيس لا يشكل تحدّياً لأحد.

ونقول مجدداً، وبصراحة متناهية، إنّ الإستحقاق الرئاسي على صلة بأوضاع المنطقة: بما يجري في سوريا من تطوّرات، وكذلك بمجرى الأحداث في العراق، وثالثاً بالملف النووي الإيراني والعلاقات الإيرانية – الأميركية، وبالتمدّد الإيراني في العالم العربي ابتداءً من البحرين الى اليمن والعراق فسوريا… وأخيراً جنوب لبنان، وكما صرّح المستشار العسكري للإمام علي خامنئي مرشد الثورة الإسلامية الجنرال يحيى رحيم صفوي عن أنّ حدود إيران هي جنوب لبنان…

والأهم الملف النووي الإيراني والتحضير للإجتماع الأخير بشأنه المنتظر خلال أسابيع بين طهران ومجموعة دول الـ)5+1…(.

وكالعادة «لا طلعت على إيران ولا نزلت على أميركا»… فالكذب ملح الاثنتين معاً، كلام كثير على الخلافات بينهما، والواقع أنّ ما بينهما من تفاهم يتجاوز كل ما يُقال عكس ذلك.

وفي النتيجة إذا أرادوا إنجاز الإستحقاق وانتخاب رئيس للجمهورية فهذا سيحصل، وإلاّ فاللبنانيون على موعد مع الفراغ.