IMLebanon

القضية محكمة وليست قضية حريات

 

منذ اللحظة الأولى طالب ثوار الأرز بتحويل جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري الى محكمة دولية لعدم الثقة بأيّ محكمة لبنانية، وهذا ليس انتقاصاً من القضاء اللبناني الذي هو موضع احترامنا، إنّـما لأنّ الضغوط السياسية والأمنية على أيّ محكمة لبنانية تؤثر في أحكامها التي تصدر تحت وطأة السلاح المصوّب إليها!

بالله عليكم كيف يكون الذي يحمل السلاح حامي الحريات وحريصاً على الحريات، وهو، عفواً، «ديموقراطي»؟!

أيّة حرية هذه بوجود السلاح على رؤوس الناس الأحرار؟!.

أيّة ديموقراطية هذه بوجود السلاح المصوّب الى رؤوس الآمنين؟

هل الديموقراطية والحرية باحتلال بيروت؟

هل الحرية والديموقراطية في حرق بيروت لأنّ إحدى أقنية التلفزيونية نشرت «كاريكاتير» لشخصية من أشرف الناس؟!.

المحكمة الدولية تشكلت يوم استقال وزراء الحزب العظيم حامي الحريات والديموقراطيات، لأنّ هذا الحزب العظيم لا يثق بأي محكمة عدل في العالم غير محكمته!

يريد محكمة مثل المحكمة التي حكمت على المتعاملين مع إسرائيل.

يريد محكمة مثل المحكمة التي حكمت على الجنرال فايز كرم المتعامل مع إسرائيل.

يريد محكمة مثل المحكمة التي برّأت ميشال عون من تهمة التحرير وتهمة الإلغاء، وتهمة تكسير رأس حافظ الأسد، وتهمة البقاء في بعبدا، وتهمة التسبّب بقتل 500 عسكري وضابط لبناني في 13 تشرين الأول، لأنّ ميشال عون بطل العصيان والتمرّد في قصر بعبدا لا يقبل أي قرار من الدولة اللبنانية بتسليم قصر بعبدا الى الرئيس الذي انتخبه مجلس النواب اللبناني بعد تسوية «الطائف».

يريدون محكمة مثل محكمة سمير جعجع الذي ركّب له الضابط العبقري جميل السيّد مع شريكه غازي كنعان رئيس المخابرات العسكرية السورية الفرع الخارجي تهمة تفجير كنيسة سيّدة النجاة – الذوق، ثم زجّه في السجن طوال 11 عاماً.

الصحافيون الذين قُتلوا في لبنان ابتداءً من الزميل سمير قصير الى الزميل جبران التويني لم يقتلوا في «القُصير» ولا في السيّدة «زينب».

والمحكمة الدولية تدافع عن نفسها ولو أنّ كثيرين يعتبرون أنّ المحكمة انتظرت وانتظرت طويلاً لكي تتحرّك للدفاع عن نفسها.

وفي المعلومات أنّه منذ اللحظة الأولى التي شُكلت المحكمة، شُكلت في المقابل، وبأمر من قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني، خليّة لمحاربة المحكمة بجميع الوسائل خصوصاً الإعلامية، لذلك سُخّر فريق عمل صحافي كبير من أجل محاربة المحكمة ويتألّف من مجموعة من الذين يدّعون أنهم صحافيون ولكنهم في الحقيقة مخبرون وليسوا صحافيين، وليسوا أحراراً، شغلهم الشاغل الشتم وتزوير الحقائق ونشر الأكاذيب… وفي بعض الأحيان يكذبون الكذبة ويصدّقونها ويبنون عليها.

القضية واضحة: هناك شخصية تاريخية تمّ اغتيالها بِـ 2000 كلغ T.N.T واغتيال هذه الشخصية الكبيرة لا يمكن أن يمر مرور الكرام… كما حصل في الحرب اللبنانية…

دم الشهيد الكبير الرئيس رفيق الحريري لن يذهب هدراً والذين خططوا ونفّذوا وراقبوا وموّلوا… كلهم الى قفص العدالة مهما طال الزمن.