IMLebanon

الكتائب تدق ناقوس الخطر: الفراغ يُزعزع الميثاقيّة

 

بعد ايام معدودة يغادر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان القصر الرئاسي ليحّل الفراغ سيّداَ على الساحة السياسية اللبنانية، وسط انقسام حاد بين فريقيّ 8 و14 آذار على هوية المرشح المطلوب لهذه المرحلة، لذا بات المشهد الرئاسي ضبابياً لان جميع القوى السياسية تتعامل مع ملف الانتخابات الرئاسية وكأن لا شيء مستعجلا على الرغم من إقتراب نهاية ولاية الرئيس سليمان، لكن اللعب على حافة الهاوية يبدو سائداً اليوم وبشدة ، فقوى 8 و14 اذار تهدف الى تحسين شروطها التفاوضية لوصول مرشحها الى قصر بعبدا.

في هذا الوقت اطلق حزب الكتائب دعوة الى الجميع بضرورة احترام الدستور والالتزام به، واعلان حالة طوارىء نيابية والانعقاد في دورات متتالية الى حين انتخاب رئيس للجمهورية، كما دعا النواب الى وجوب حضور جلسات الانتخاب وتأمين النصاب والقيام بواجبهم الدستوري، وكان سبق دعوة اعضاء المكتب السياسي في الحزب وسط هذه الصورة المأساوية للمشهد الرئاسي، دعوة مماثلة اطلقها النائب سامي الجميّل الى ضرورة تخطي المصالح الخاصة لان لبنان بخطر، فدعا الى عقد جلسات يومية ابتداء من يوم الجمعة الماضي لإنتخاب رئيس جديد لان البلد سيتعطّل اعتباراً من 25 ايار، وبالتالي الشغور في الرئاسة سُيشكل خطراً كبيراًعلى البلد ووحدته وعلى مسار الحياة الديمقراطية، لان غياب رئيس الجمهورية سيُعطّل الحياة التشريعية واقرار قانون الانتخاب واجراء الانتخابات النيابية، كما سُيعطّل مجلس الوزراء، ورأى اننا نُدخل البلاد في حالة ضياع دستوري وقانوني.

من هذا المنطلق سألت مصادر في الصيفي:«هل سمع احد من النواب الذين ساهموا في تعطيل جلسات النصاب هذا النداء؟، خصوصاً ان تعطيلهم جاء عن قصد وهم مسؤولون عن الشغور والفراغ ،لان من يريد ممارسة الديمقراطية يشارك في الجلسة ويضع ورقة بيضاء”.

الى ذلك حمّلت مصادر الصيفي النواب المقاطعين للجلسات كامل المسؤولية امام الشعب والتاريخ ومحاسبتهم في الانتخابات النيابية ، لانهم تخطوا كل المسموح، فلبنان يتهاوى وهم يفكرون بمصالحهم الخاصة وبمصالح المسؤولين عنهم، لذا لا بدّ من العودة الى اللعبة الديموقراطية كما دعا النائب سامي الجميّل، أي «فلتُطرح الاسماء المرشحة الى الرئاسة على التصويت في الدورات المتلاحقة حتى يحصل اي مرشح على النصف زائداً واحداً شرط تأمين نصاب الثلثين، ومن سيحصل على الاصوات المطلوبة سنهنئه»، واملت بأن يتفق اللبنانيون والمسيحيون بصورة خاصة لان هذا الاستحقاق يعنيهم ، فقد آن الاوان لكي يتعالى البعض ويعمل لأجل مصلحة لبنان اولا واخيراً لا لمصالحه الخاصة، كي لا نخسر جميعاَ، مشددة على ضرورة مضاعفة الجهود لمعالجة الخلافات السياسية لان الفراغ في الموقع الرئاسي يزعزع المعادلة الميثاقية في لبنان.