IMLebanon

الكيان اللبناني على المحك والسياسيون يتلهون: خوف من أمن الداخل والخارج على حد سواء

لم يتعظ أهل السياسة في لبنان في فعل أي شيء ناجح حتى الساعة بالرغم من معرفتهم المسبقة والمفصلة بالوضع القائم بالبلاد والاتي الاعظم على الصعد السياسية والامنية والاجتماعية وخصوصا معضلة النازحين السوريين الذين ازداد عددهم وارتفعت معهم ميولهم السياسية والاصولية وباتوا خطرا حقيقيا على كيان البلد، وتقول مصادر نيابية مطلعة ان كافة هموم البلد في كفة ونكبة هؤلاء في كفة اخرى وتتطلع اليها الحكومة وكافة التيارات الحزبية كما تتطلع الى مسألة مجيء رئيس جديد للبلاد من خارج الارادة اللبنانية وهي تنتظر الفرج الاتي من الدول الاقليمية وامكانية التقارب فيما بينها.

في هذا الوقت تزداد الاخطار الامنية تضيف المصادر مع تعاظم وتفاقم الحرب الاسرائيلية على غزة لتتلاقى مع تداعيات ما يجري على الحدود بين لبنان وسوريا حيث يبدو ان تجمع آلاف المقاتلين الذين لجأوا الى جرود عرسال باتوا يشكلون خطراً داهماً على منطقة البقاع امنياً واجتماعياً وان الاشتباكات الجارية هناك بين حزب الله وهذه الجماعات يمكن ان تطول وتصل تأثيراتها الى الداخل اللبناني، ويضاف اليها مشكلة كبيرة مستجدة وهي قضية الصواريخ المجهولة التي تطلق من جنوب لبنان باتجاه الاراضي الفلسطينية المحتلة بعيداً عن روزنامة حزب الله والدولة اللبنانية، ويكفي هذين الامرين تقول المصادر كي تسارع الدولة او ما تبقى منها الى معالجة ولو في الحد الادنى كي لا تتسارع الامور في غفلة من الغطاء الدولي الخجول وترتفع هذه المظلة تمهيداً لدخول لبنان في المجهول.

وتجزم هذه المصادر ان الخارج لا يستطيع مع انشغالاته الكبرى الاهتمام الجدي في مساعدة لبنان على تخطي هذه المعضلات الكبرى والتي اصبحت مخيفة جداً في الوقت الذي تتلهى فيه الحكومة بالخلافات حول تعيين عميد في الجامعة اللبنانية او معالجة بؤرة امنية صغيرة ولولا استنفار الاجهزة الامنية بشكل كبير وعلى رأسها الجيش اللبناني لكانت الامور اتخذت منحى اخطر بكثير، ولكن هذه الاجهزة وحدها بحسب المصادر لا تستطيع ان تقوم بمهامها ومهام الحكومة على حد سواء ويكفي ان قوى الجيش اللبناني متأهبة ليل نهار وعلى جهوزية عالية ولكن ليس بالامكان استمرار هذا الوضع وعدم تحمل كل مؤسسة مسؤولياتها في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ البلاد.

وتتساءل هذه المصادر عن جدوى تفتيش بعض وزراء الحكومة عن جنس الملائكة في الوقت الذي يتم فيه تدبير امر ما في الجنوب اللبناني وتبدو الحكومة عاجزةً فعلياً ليس عن هذا الامر بالذات بل مجرد الاجتماع والتشاور في ما يمكن اتخاذه من تدابير فورية منعاً لتفاقم الاوضاع في الجنوب والبقاع الشمالي، وتشير هذه المصادر الى ان امكانية وجود افرقاء اقليميين يريدون جر لبنان الى صراع مع اسرائيل دون توقيت مدروس سوف يجعل التفلت سيد الموقف مع عدم نسيان نوايا الكيان الاسرائيلي حيال لبنان في هذا الظرف العربي بحيث كل دولة بالكاد تستطيع لملمة جراحها المحلية ابتداء من سوريا والعراق وليبيا ومصر واليمن وغيرها من الدول التي تبدو مستنفرة للغاية كالاردن الذي تتقاذفه رغبات الدول الكبرى في محاولة خضوعه لاجندة معينة لا يستطيع الملك عبدالله ان يبلغها بعد تهديد جهات اصولية للامن في المملكة.

وبالرغم من عدم وجود اية مؤشرات على صعيد انتخاب رئيس جديد للجمهورية في لبنان وتعطيل العمل الحكومي وقرب شلل المجلس النيابي، الا ان القواعد المشتركة تقول المصادر، لفعل حماية لبنان موجودة لدى كافة الاطراف الا انه مكبلة بالرهانات على معسكرين اقليميين هما ايران والسعودية وهذا الخطأ الفادح بحد ذاته كفيل باستمرار وتعاظم الازمات وخصوصاً الامنية منها، وتتحدث هذه المصادر عن رعب امني يعيشه اللبنانيون من الداخل والخارج على حد سواء، من التفجيرات والانتحاريين وخطر قيام اسرائيل بضربة عسكرية لا يمكن استبعادها وهذه الاخطار كفيلة لدعوة السياسيين الى التنازل قليلا عن العنجهيات والمصالح الخاصة لان الذي لا يصدق بان لبنان بكيانه معرض للزوال يكون ساذجاً والشواهد في هذا الاطار كثيرة ومتنوعة خصوصاً في العراق وليبيا حيث يتم الطلب من الاميركيين بمساعدة الجيش العراقي ضد الارهاب وتطلب ليبيا وجود قوات دولية داخل اراضيها مما يعني ان خرائط الدول آيلة للتغيير الجغرافي والديموغرافي.