IMLebanon

«المؤسسات المارونيّة» ستتحرّك من «تحت الطاولة» بعيداً عن الإعلام : الوضع لم يعد يُحتمل

«المؤسسات المارونيّة» ستتحرّك من «تحت الطاولة» بعيداً عن الإعلام : الوضع لم يعد يُحتمل

يجب انتخاب رئيس

يبدو ان انقشاع الوصاية عن لبنان وازاحتها، اوقع اللبنانيين في عجز لـتأمين انتخاب رئيس بالوسائل الديمقراطية المتاحة، فللمرة الثانية بعد الخروج السوري من لبنان، يتعثر الانتخاب الرئاسي ويطل الفراغ، فيما القيادات السياسية تنتظر بارقة تدخل خارجي تحسم الاوضاع وتدفع بهم الى تأمين النصاب المطلوب تحت قبة البرلمان، تماماً كما حصل في العام 2008، عندما استطاع «اتفاق الدوحة» ان يجمع 8 و14 آذار في ساحة النجمة، فتم انتخاب اول رئيس للجمهورية بعد خروج سوريا بسحر العواصم، صناع القرار في لبنان، هذا ما اكده مصدر من «الرابطات المسيحية» لـ «الديار».

اليوم اشبه بالبارحة، يضيف المصدر، فالطرفان المرشحان هم ذاتهما، فلا ينقص سوى الاحداث الامنية التي رافقت انتخاب الرئيس في العام 2008 واجبرت الجميع الى ركوب الطائرة ميممين الوجهة الى الدوحة واليوم ايضاً ينتظر الجميع اي لقاء بين السعودية وايران، فمهما تواضع الحضور ولو على مستوى السفراء بين البلدين، فان اللبنانيين يجدون اكثر من سيناريو منتظر لمعرفة الوافد الجديد الى بعبدا، كما ان القيادات السياسية تحيي الآمال وتعقدها على هكذا لقاء ولو وضعته الروزنامة في آخر اوراق السنة الميلادية، فالمهم لدى السياسيين ان مصيرهم بات معلقاً على ورقة في روزنامة حافلة بالمواعيد، وقد لا يكون لبنان وانتخاب رئيسه ملحوظاً في «الاجندة» لاي لقاء اقليمي او دولي يعول عليه السياسيون الآمال.

ففي الامس القريب وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري لساعات الى لبنان، ففتحت «الانتانات» بحسب المصدر لمعرفة جدول مواعيده، وكان الاستماع بانتباه الى كل حرف ينطقه، فانتهت الزيارة وبدأت التحليلات، فتنافس الفريقان في 8 و14 آذار على الشرح المتناقض فيما بينهما، خصوصاً عندما خرج رئيس الدبلوماسية الاميركية عن الاعراف حين قال: «نحن مع انتخاب رئيس قوي للبنانيين» هذه العبارة تركت الارتياح والاطمئنان لدى 8 آذار، حيث يعتقد هؤلاء ان الجميع يسلم بالكامل من هو المرشح القوي وبالتالي فان وصول العماد ميشال عون لن يعوقه اي فيتو اميركي.

ويضيف المصدر في المقابل فان 14 آذار سارعت الى نبش ارشيف الاقوياء علها تجد قوياً آخر غير خصمها العماد ميشال عون فلم تجد، واكد ان الوضع لم يعد يُحتمل ويجب انتخاب رئيس .

ورأى المصدر ان كلام كيري المختصر حول الاستحقاق الرئاسي والذي لم يتعد جملة واحدة، وجد مساحة كبيرة لدى السياسيين وصلت الى حدود الموسوعات، فهذا لا يدل الا على امر واحد بأن الاهتمام الدولي والاقليمي بلغ مرحلة متدنية جداً الى حدود الصفر تقريباً، وبان المعركة الحالية هي لبنانية لبنانية، لكنها لن تؤدي الى ملء الفراغ الرئاسي بل هي تدخل تحت المسمى الوحيد «النكد السياسي»، وكل ما نشاهده اليوم وفقاً لهذا المصدر في المجلس النيابي هو فولكلور لزوم المشهد اللبناني الديمقراطي لكنه بالتأكيد لن يصل الى اي مكان.

من خلال ما سبق يؤكد المصدر ان هناك حركة جدية باتجاه رئيس «تكتل الاصلاح والتغيير» العماد ميشال عون لاقناعه بانه مرجعية مسيحية كبيرة وهو في موقعه هذا اهم من رئيس الجمهورية، اضافة الى انه هو من يختار اسم الرئيس الذي يريد، لا سيما وان البطريرك قد دق ناقوس الخطر عدة مرات وهو اطلق في موقفه الاخير صرخة مدوية، لان الوضع على شفير الانفجار الاجتماعي والاقتصادي، لاسيما وان الحكومة يبدو انها عاجزة عن معالجة الكثير من الامور المهمة ومجلس النواب يتخبط في جلساته، لا سيما وان ليس هناك اتفاق بين اعضائه ان لناحية سلسلة الرتب او الرواتب او لناحية اقرار الموازنة.

ويشير المصدر الى ان امام البلد استحقاقات كبيرة ان لم تتم معالجتها ستؤدي الى انهيار البلد واهمها استحقاق كلفة خدمة الدين العام في الاول من تموز، لكن يبدو ان الجميع بانتظار كلمة السر الخارجية التي لا يبدو انها ستأتي في وقت قريب، وان هناك حلين اما اجراء الانتخابات النيابية مع انتخابات رئاسة الجمهورية او التمديد للمجلس النيابي وهذا الامر يعني تمديداً للازمة.

ويتابع المصدر ان المساعي التي قامت بها المؤسسات المارونية باءت بالفشل، لذا فان هذه اللقاءات توقفت وسيتم التحرك من تحت الطاولة بعيداً عن الاعلام .