IMLebanon

المستقبل: الراعي مرتاح لدعوة بري: فرجتني

لجنة «السلسلة» تراجع بِنية الرواتب منذ 1998
الراعي مرتاح لدعوة بري: فرجتني

 

مع تقدم الخطة الأمنية بخطى ثابتة على طريق تثبيت دعائم الإستقرار في مواجهة خطر «ثلاثي الأضلاع» حسبما عبرت مصادر شاركت في الإجتماع الأمني الذي عقد أمس في قصر بعبدا لـ»المستقبل» وسط إجماع المشاركين على وجوب المضي قدماً بالخطة شمالاً وبقاعاً وصولاً إلى الحي الغربي من المدينة الرياضية في العاصمة، يدخل البلد في أجواء الأعياد التي استُهلت بقداديس «خميس الغسل» في مختلف المناطق بينما خصّ البطريرك الماروني مار بشاره بطرس الراعي نزلاء سجن رومية بالاحتفال معهم برتبة الغسل في الباحة الخارجية للسجن. وهو الذي كان قد تلقى بارتياح دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لجلسة انتخاب الرئيس الأربعاء المقبل، إذ كشف المسؤول الإعلامي في الصرح البطريركي المحامي وليد غياض لـ»المستقبل» أنّ البطريرك «مرتاح جداً لهذه الدعوة»، وروى كيف أنّ «غبطته كان قد أمضى ليلة قلقة عشية توجيهها خشية أن ينسحب تأجيل جلسة سلسلة الرتب والرواتب على الاستحقاق الرئاسي».

وأوضح غياض أنّ الرئيس بري حين اتصل بالبطريرك فور دعوته لانعقاد جلسة الانتخاب الرئاسية قال له: «أريد أن تكون أول المتبلغين بأنني وجهت الدعوة لانتخاب الرئيس الأربعاء المقبل نزولاً عند رغبتك»، فسارع البطريرك بالقول لبري: «أرحتني وفرجتني». وأضاف غياض: «ربما لن يصار إلى انتخاب رئيس جديد في الجلسة الأولى، إلا أنّ غبطة البطريرك يعتبر أنه مع بدء هذه العملية تبدأ صورة الرئيس العتيد بالتبلور بفعل تكرار الدورات وتفعيل المشاورات والإتصالات بين الكتل النيابية المختلفة، بحيث يمكن في ضوء نتائج الدورة الإنتخابية الأولى توجيه أسئلة إلى من يمكن أن يتغيّب عن الجلسة بما يتيح جوجلة الآراء لمعالجة الأمور».

«السلسلة»

تزامناً، كانت اللجنة النيابية المكلفة درس السلسلة تعقد أول اجتماعاتها بعد ظهر الأمس في المجلس النيابي بحضور رئيس مجلس الخدمة المدنية بالتكليف أنطوان جبران الذي «عرض للمجتمعين تركيبة وبنية الرواتب والدرجات في الدولة»، وفق ما أشارت مصادر اللجنة لـ«المستقبل»، موضحةً أنّ جبران قدم خلال الاجتماع «نظرة عامة لتاريخية الرواتب وتسلسل ما طرأ عليها من تعديلات وتغييرات من تاريخ إقرار سلسلة عام 1998 والقوانين ذات الصلة منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم». وإذ آثرت إلتزام قرار التكتم الذي اتخذه أعضاء اللجنة حول مباحثاتهم، أوضحت المصادر أنّ «اللجنة قررت عدم الخوض في هذه التفاصيل عبر الإعلام وعدم عقد لقاءات مع أية جهة معنية بالسلسلة درءاً لأية تجاذبات قد تنعكس سلباً على دراسة الملف»، مكتفية بالإشارة إلى أنّ إجتماع اللجنة أمس «كان تمهيدياً لاجتماعات متسلسلة جدية بدءاً من الثلاثاء المقبل وحتى نهاية مهلة الخمسة عشر يوماً»، مع تأكيدها أنّ البحث سينطلق في الإجتماع المقبل «تحت ثلاثة عناوين: الواردات والنفقات والإصلاحات». وهو ما كانت قد أكدت عليه اللجنة في بيان أصدرته إثر اجتماع الأمس، الذي غاب عنه النائبان إبراهيم كنعان وغازي يوسف بداعي السفر، لناحية إعرابها عن «الإلتزام الكامل بإنجاز تقريرها إلى الهيئة العامة في مدة أقصاها 15 يوماً، والحرص على حقوق العاملين في القطاع العام بقدر الحرص على المحافظة على المالية العامة وحماية الاقتصاد الوطني».

الخطة الأمنية

على صعيد آخر، خضعت الخطة الأمنية في طرابلس والبقاع أمس للتقييم والمواكبة في القصر الجمهوري حيث تم الإتفاق في الاجتماع الأمني، الذي رأسه رئيس الجمهورية ميشال سليمان وحضره الرئيس سلام ووزيرا الدفاع سمير مقبل والداخلية نهاد المشنوق وقادة الأجهزة العسكرية والأمنية، على تكثيف الحضور العسكري والأمني في المناطق وخصوصاً في محيط دور العبادة لمناسبة الأعياد لقطع الطريق على أية أعمال تفجيرية وانتحارية»، كما جرى بحث موضوع قرية الطفيل اللبنانية «والوضع المأسوي الذي يعيشه سكانها، ودرس السبل الكفيلة بالتنسيق مع من يلزم لتأمين طريق تربط هذه القرية بلبنان مباشرة».

مصادر اجتماع بعبدا أكدت لـ«المستقبل» أنّه خلص إلى «تقويم إيجابي جداً لخطوات الخطة الأمنية، وسط إجماع على ضرورة مواصلة تفعيل هذه الخطوات وعدم التراخي في مطاردة المطلوبين سواءً في طرابلس أو البقاع، وصولاً إلى بلوغها بيروت لا سيما في المنطقة المعروفة باسم «الحي الغربي» للمدينة الرياضية لتنفيذ مذكرات التوقيف الصادرة بحق عدد من المطلوبين الضالعين بأحداث أمنية هناك».

بدوره، شدد أحد المشاركين في اجتماع بعبدا الأمني أمس على أنّ «الأوضاع الأمنية باتت أفضل من ذي قبل، لكن في الوقت عينه لا بد أن تبقى العين يقظة في مواجهة خطر ثلاثي الأضلاع: السيارات المفخخة، الزعزعة الأمنية المناطقية والاغتيالات»، وأكد في هذا السياق أنّ «الخطة الأمنية تمكنت من تحجيم خطر السيارات المفخخة من خلال الإجراءات التي اتخذت في المناطق الحدودية في البقاع، كما أنها استطاعت بسط سيطرة الدولة على بؤر التوتر والترهيب الأمني في أكثر من منطقة لا سيما في الشمال، إلا أنّ القلق يبقى ماثلاً في مقابل إحتمال أن تمتد يد الفتنة والإجرام لتنفيذ خروق أمنية هنا أو هناك وقد تتوسل في سبيل ذلك سبلاً عديدة أبرزها الإغتيالات»، مشيراً رداً على سؤال إلى أنّ «اليقظة الأمنية في اعلى مستوياتها نظراً لكون المتضررين من نجاح الخطة الأمنية والراغبين بتعطيل الإنتخابات الرئاسية، وحتى النيابية، يتربصون بالبلد ويتحيّنون أي فرصة تلوح أمامهم لتقويض الإستقرار في البلد».

ميدانياً، برز أمس وقوع «صيد ثمين» في شبكة الخطة الأمنية في ضوء تمكن مخابرات الجيش من توقيف أحد المنتمين لمجموعة «كتائب عبدالله عزام»، الفلسطيني بلال كايد، المطلوب بموجب مذكرات توقيف عدة لإرتكابه عدداً من الجرائم، أبرزها إشتراكه مع آخرين في استهداف دورية لليونيفيل في محلة القاسمية، نتج عنها استشهاد عدد من عناصر الوحدة الاسبانية، بالاضافة إلى قيامه بأعمال إرهابية وتفجيرات ونقل أسلحة وقتل ومحاولة قتل وتخريب منشآت عامة وخاصة». بينما تمكنت شعبة «المعلومات» في قوى الأمن الداخلي من مصادرة كميات كبيرة من المتفجرات وذخائر متوسطة وخفيفة وأعتدة حربية خلال دهم مستودع ذخيرة في جبل محسن قرب شارع سوريا.