IMLebanon

«الوطني الحرّ»: معركتنا تغيير الطائف ولن نترك مصير الرئاسة بيد أقليّة

«الوطني الحرّ»: معركتنا تغيير الطائف ولن نترك مصير الرئاسة بيد أقليّة

عون لا يلهث وراء الحريري للوصول الى الكرسي الرئاسي

يبدو ان نجم المسيحيين والموارنة بدأ يهوي، ان لم نقل ان «اتفاق الطائف» كان بداية سقوط هذا النجم، مع انتزاع صلاحيات رئيس الجمهورية وتكبيل قراراته، فاصبح كما تقول مصادر مسيحية مطلعة كما الملوك في بريطانيا واسبانيا والنروج «يملك ولا يحكم»، اضافة الى ذلك فان الاقطاب الموارنة معظمهم لا يدرك ان هذا الفراغ سيفرغ البلد من ابنائه المسيحيين الذين يعتبرون انفسهم مهمشين، وما زيارة وزير الخارجية الاميركية جون كيري الى لبنان واحجامه عن زيارة القيادات السياسية الا دليل على ان الدول الكبرى قد كفروا بالقيادات، بحيث اكتفى كيري بلقاء رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري والرئيس تمام سلام والبطريرك مار بشارة بطرس الراعي بصفته المرجعية المسيحية الوحيدة.

وتضيف هذه المصادر يبدو ان الحوارات التي تجري بـ«المفرق» ومنها بين الرئيس سعد الحريري والجنرال ميشال عون لم تثمر اية حلول لكلا الطرفين، لأن القيادتين تضعان في حساباتهما موقف الفريقين اللذين ينتميان اليه ومحاذير الاتفاق بين الضدين، فالحريري لا يستطيع مهما بلغ من تقدم في حواره مع الجنرال عون، اهمال موقف حليفه الاساسي الدكتور سمير جعجع وكذلك عون الذي لن يتخلى عن تحالفه مع «حزب الله» لصالح التحالف مع «تيار المستقبل» الذي يسعى لانتزاع موقف من الجنرال حيال تدخل «حزب الله» في سوريا.

فاين وصلت هذه الحوارات بين الطرفين وهل انقطعت شعرة معاوية مع رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط؟

مصادر في «التيار الوطني الحر» اكدت انهم كانوا ينتظرون موعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية في 25 ايار الماضي، ليبنوا على الشيء مقتضاه، وهذا المقتضى يتمثل بمحاولة استعادة صلاحيات رئيس الجمهورية التي سلبت في «اتفاق الطائف»، واشارت الى ان الخلافات على صلاحيات الحكومة في غياب رئيس الجمهورية هي الموضوع الاساسي اليوم، والمعلومات التي سربت من الرابية عن مضمون مقابلة الجنرال عون التلفزيونية، لهي اكبر دليل على ان المعركة بدأت حول «الطائف».

وتشدد المصادر على ان الجنرال عون لا يلهث وراء الرئيس سعد الحريري للوصول الى كرسي الرئاسة الاولى، بل هو يسعى لحل مشكلة المشاركة في البلد، لأن «الطائف» لم يضمن هذه المشاركة، اضافة الى ضمان المشاركة المسيحية الصحيحة، ولكنهم في المقابل لا يجدون تجاوباً، لذا فان «التيار» لن يستسلم ويترك مصير المسيحيين ورئاسة الجمهورية في البلد في يد اقلية، كالنائب وليد جنبلاط، ولذا فهم سيسعون الى تغيير «الطائف» الذي لم يطبق ايام الوصاية السورية ولا اليوم، وهنا يطرح السؤال ما فائدة وجوده.

ولفتت المصادر الى ان معركة «التيار» لم تعد رئاسة الجمهورية ولن يترجوا الرئيس سعد الحريري لينتخب الجنرال عون، بل للتوصل الى تسوية في البلد، واذ لم يقبل لانه مازال يعتبر ان انفتاح الجنرال هو بسبب طموحه للرئاسة فهو مخطىء، لان هدف الجنرال هو الاتيان برئيس للجمهورية بارادة مسيحية تمثيلية، واكدت المصادر ان التيار يريد الحوار ولكن ليس كما يصورونه، لان الجنرال لن يخسر شيئاً بل ان الخسارة ستطالهم وسيفقدون كل ما حصلوا عليه من «الطائف» الى اليوم.

ولفتت المصادر الى ان الجنرال عون اجرى مفاوضات عديدة، لاعطاء فرصة «للطائف»، لاسيما وان هناك مطالبة بأن يوقع الوزراء الـ24 على القرارات لتمر وهذا يعني نسف الاتفاق من اساسه، على ان الحوارات لا تعني ان التيار ضعيف ووضعه متدهور، بل يريد ان يعقد مؤتمراً تأسيسياً للحوار ليتم التوصل الى تسوية، لكنهم يرفضون ذلك على اعتبار ان ما اعطاهم اياه السوري هو حق مكتسب وهذا الامر هو خطأ بنيوي كبير.