IMLebanon

بري مهاجماً «الانقلاب»: السنيورة لا يتفق مع نفسه

لا يخفي الرئيس نبيه بري تذمره الشديد من «إمعان فريق 14 آذار، وعلى رأسه تيار المستقبل، في تعطيل عمل مجلس النواب وبالتالي عرقلة التشريع»، معربا عن استيائه من تراجع «المستقبل» عن اتجاه للمشاركة في الجلسة النيابية التي كانت مخصصة أمس لسلسلة الرتب والرواتب، على قاعدة ان «كلام الليل يمحوه النهار».

ويقول بري امام زواره ان «وقائع الجلسة النيابية غير المكتملة، هي اقرب الى انقلاب على مناخ إيجابي كان قد ساد الاجتماع الذي عقد أمس الاول في مكتبه في المجلس بينه وبين كل من رئيس الحكومة تمام سلام والرئيس نجيب ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري».

ويضيف: «ليست المرة الاولى التي ينقلب فيها تيار المستقبل على أجواء إيجابية او اتفاقات، وأكاد أقول إن الرئيس فؤاد السنيورة لا يتفق حتى مع نفسه».

ويعرب عن أسفه لموقف تيار «المستقبل» الذي «يمعن في تعطيل مجلس النواب، تارة بذريعة ان السلسلة غير متوازنة، وطورا بحجة التضامن مع مسيحيي 14 آذار في رفض التشريع في ظل غياب رئيس الجمهورية»، منبها الى ان «ما يجري يشكل خطرا على النظام بمجمله، والمسألة لم تعد حصرا مسألة سلسلة وامتحانات رسمية».

ويلفت بري الانتباه الى انه «ربما كانت هناك إمكانية لتأمين النصاب القانوني لجلسة الامس، إلا انني قررت رفعها بعدما تبين لي ان نصابها الميثاقي لن يكون متوافرا، ذلك ان الميثاقية بالنسبة إلي هي خط أحمر، ولا يمكنني ان أتجاهل غياب مكون اساسي عن الجلسة، حتى لو كنت أختلف معه على اسباب هذه المقاطعة».

ويؤكد حرصه على إنجاز السلسلة بشكل يحقق التوازن بين النفقات والايرادات، والمساواة بين الأسلاك، كاشفا عن انه عرض خلال الاجتماع في مكتبه مع سلام وميقاتي والسنيورة وبهية الحريري حسم 10بالمئة من إجمالي كلفة السلسلة، كمخرج فوري، لطمأنة القلقين وتأمين شروط نجاح الجلسة النيابية.

ويتابع: «الدولة تدفع الآن 850 مليار ليرة بدل غلاء المعيشة من دون ان تكون هناك إيرادات، في حين ان السلسلة تتضمن هذه الإيرادات، وبالتالي فان إقرارها هو ربح للجميع».

ويوضح بري انه رفض بشدة اقتراح السنيورة بزيادة الضريبة على القيمة المضافة بنسبة 1 في المئة، لتأمين واردات إضافية للسلسلة، معتبرا انه «ليس مطلوبا ان نعطي الموظفين والمعلمين بيد ونأخذ منهم باليد الاخرى، إذ إن من شأن ذلك ان يضرب مفعول السلسلة ويسحب عصبها».

ويشير الى انه عرض في المقابل ان يتم رفع الضريبة على القيمة المضافية من 10الى 15 بالمئة على الكماليات التي لا تتصل بالحياة اليومية للمواطنين، لا سيما الفقراء منهم.

ويشيد بري بموقف رئيسة لجنة التربية النيابية النائب بهية الحريري «التي تصرفت بمسؤولية وأعربت عن تأييدها منح المعلمين ست درجات، خلافا لرأي السنيورة الذي يطالب بتخفيضها الى اثنتين فقط»، مشيرا الى ان الحريري «تدرك انطلاقا من موقعها ومعرفتها بالواقع التربوي أحقية مطلب الدرجات الست».

ويحذر من خطورة ان ينسحب التعطيل على الحكومة، وسط محاولات تكبيل صلاحيات رئيسها، مؤكدا ان «من حق الرئيس تمام سلام الدعوة الى عقد الجلسات ووضع جدول الاعمال، مع الاخذ بالاعتبار أي اعتراض يمكن ان يُسجل على أي بند من بنوده».

وينوه بموقف سلام الذي كان حريصا على حضور جلسة مجلس النواب، متوجها اليه بالقول: «شابو با».

وينبه بري الى محاذير إجراء الامتحانات الرسمية «بطريقة انفعالية ومتسرعة»، مشددا على ضرورة حماية الشهادة الرسمية وعدم زجها في التجاذبات السياسية.